هجرة الطيور.. سفر بلا حقائب ورحلة بلا خدمات
جمعت قواها واستعدت للسفر، بلا حقائب ولا حجوزات، كل ما يلزم فقط طعام دسم يمدها بالطاقة والقوة للقيام برحلة ربما تكون طويلة وشاقة. بالنسبة للطيور لا وداع ولا بكاء فالغيبة لن تكون طويلة، والعودة إلى بلاد الخير والحب والجمال شبه أكيدة.
محطة عبور
وكما ضمت أرض الإمارات بين برّها وبحرها وجبالها ووديانها جنسيات شتى من مختلف أنحاء العالم، كذلك فقد جمعت أنواعاً شتى من الطيور التي اختارتها موطناً ومحطة للعبور، حيث تعتبر الدولة من المناطق المهمة بالنسبة لأعداد كبيرة من الطيور المهاجرة خاصة الطيور البحرية، وتوجد أعداد كبيرة من المهاجرات الشتوية خاصة على طول سواحل الدولة -بحسب معلومات صادرة عن “مركز بحوث البيئة البرية” التابع لهيئة البيئة بأبوظبي- خلصت إلى أن الدولة تحتوي على عدد كبير من المستعمرات التي تتجمع فيها الطيور البحرية المتكاثرة في أشهر الصيف والشتاء مثل طائر الكويري (زقزاق السرطان) واللوهة (الغاق السقطري) والخراشن المختلفة وبو ريشة (طير الاستواء).
ساعات ومسافات
تفيد المعلومات المتوافرة عن رحلات الطيور أي هجرتها إلى أن نصف أنواع الطيور المعروفة وعددها نحو 10000 طير، تعتبر من الطيور المهاجرة، ومن خلال تنقلها بين منطقة وضع البيض (التفقيس) في الربيع وبين منطقة قضاء فصل الشتاء، تتمكن الطيور من الحصول على أفضل الظروف، مشيرة إلى أن بعض الأنواع تقطع في هجرتها ما يزيد عن 50 ألف كيلومتر في السنة، فيما تستمر بعض الأنواع بالطيران دون انقطاع لمدة تصل إلى 100 ساعة، وهذه القدرة مهمة للغاية للتمكن من عبور الصحراء الكبرى مثلاً، التي تمتد 2000-3000 كيلومتر، وقد أظهرت مراقبة العلماء للطيور قبيل هجرتها أو رحلتها لعبور الصحراء أنها تتناول طعاماً غنياً بالدهون.
دراسات عالمية
تشير المعلومات المستخلصة من دراسات عالمية حول الطيور بأن كثيراً من عاداتها المتعلقة بالهجرة هي عادات وراثية، ومع ذلك فثمة أنواع من الطيور تقوم بتلقين أفراخها طريق الهجرة ذهاباً وإياباً لينتقل هذا العلم عبر الأجيال.
وقد اكتشف العلماء أن بعض الطيور تختار أن تغير هذا الطريق أو حتى المنطقة التي تتوجه إليها. غير أن أمر هجرة الطيور يبقى عادياً أمام مسألة تحديدها للاتجاهات وهو ما يثير الاستغراب حقاً، لكن الدراسات أظهرت أن الطيور تملك العديد من الطرق لالتقاط الإشارات الضرورية وتحديد الاتجاه، إذ تستخدم الشمس في الأيام الصافية لتحديد اتجاهها، أما في الليل فتتخذ من النجوم وسيلة أكثر ثقة لتحديد خط السير بمساعدة نجم الشمال
المصدر: أبوظبي