أحمد عاطف (القاهرة)

قال اللواء مصطفى باز، مساعد وزير الداخلية المصرية السابق لقطاع السجون، إن الأمن المصري بقوات مشتركة وتنسيق بين الجيش والشرطة أحبط مؤامرة قطرية خلال أحداث ثورة 30 يونيو لاقتحام السجون وتهريب السياسيين والجنائيين، ليكون ذلك بمثابة دعاية إعلامية للخارج تشير إلى أن موقف مصر سيكون صعباً من دون حكم المعزول محمد مرسي، وأن فتنة ستحدث في البلاد بعد رفض المصريين حكم الجماعة الإرهابية.
اللواء مصطفى باز، والذي اشتهر بمقولته الخالدة «اللي حصل في 25 يناير مش هيتكرر، ومن يقترب من أسوار السجون فهو هالك» في إشارة إلى محاولة جماعة الإخوان الإرهابية وأتباعها من الجماعات الإرهابية اقتحام السجون آنذاك، كشف في حواره لـ«الاتحاد» أن الدعم الإماراتي بالتحديد والخليجي بشكل عام، إبان ثورة 30 يونيو لم ينتهِ وذلك تأكيداً للروابط الكبيرة منذ قديم الأزل بمصر، مشيراً إلى أن الشعب المصري وحكومته تربطهم بحكام دولة الإمارات علاقات راسخة لا يستطيع أحد أن يؤثر فيها مهما كانت الظروف والأزمات، ولا ينسى الشعب المصري توصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لأولاده بمصر، وهو ما نفذوه وارتبطوا بأهل مصر، كما ارتبط زايد طوال فترة حكمه بحبه لمصر، مؤكداً أنه لن تمس الإمارات طالما هناك الشعب المصري وجيشه، ولن تمس مصر، وهناك حكام وشعب وجيش الإمارات.
وعن ألاعيب الإخوان خلال ثورة 30 يونيو، قال اللواء باز إن هدفهم الأول والأخير كان إعادة تجربة ليلة 25 يناير 2011 حين كانت خطتهم بالتنسيق مع المخابرات القطرية والتركية عن طريق اقتحام السجون وتهريب المساجين السياسيين والجنائيين للعمل على إحداث وقيعة وفتنة داخل البلد، مضيفاً «وصلتني معلومات مؤكدة أنهم يخططون لنفس السيناريو في 30 يونيو، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار الدولة في حال حدوثه، إلا أن وزارة الداخلية كانت قد اكتشفت الدرس، وتم التنسيق بين أجهزة الوزارة ووضعنا خطة مُحكمة بالتعاون بين الأمن الوطني والأمن المركزي وغيره من الإدارات وتم بالفعل نجاح خطة الوزارة في التصدي لمحاولة الإخوان اقتحام السجون».
وبسؤاله حول تفاصيل الدور القطري في مؤامرة التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية في 30 يونيو، قال إن الدور القطري واضح وضوح الشمس وأصبحت كافة دول العالم ودول الجوار والعالم وحتى الولايات المتحدة تعلم أن الدعم القطري المالي اللامحدود للجماعات الإرهابية سبب القلاقل في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وقد افتخر مسؤولون حكوميون في قطر بدعمهم للجماعات الإرهابية بالتعاون مع المخابرات التركية.
وعن التنظيمات الإرهابية التي كانت تستعد لتنفيذ سيناريو الإخوان، ذكر أن كافة التنظيمات الإرهابية جاءت من جماعة الإخوان، موضحاً أن الجماعة التي أطلقت على نفسها التنظيم السري للإخوان، كان هدفها منذ البداية الوصول إلى الحكم وفرض الحماية الإيرانية والتركية والقطرية على المنطقة العربية والشرق الأوسط وهو ما يرنو إليه رئيسهم الحالي رجب طيب أردوغان والذي يهدف لعودة الإمبراطورية العثمانية مرة أخرى ودولة الخلافة التي يحكمها بنفسه، وهو الأمر المستحيل حدوثه مع وجود الجيش المصري الذي يندرج في المرتبة التاسعة في العالم أجمع، والقادر على حماية المنطقة بأكملها وحماية مصر والخليج.
وبشأن فترة حكم الإخوان، يصف اللواء باز ما فعلته الجماعة بالخديعة الكبرى قائلاً: «عندما تولت الجماعة الحكم بعد الانتخابات الرئاسية بدأ الفشل في الظهور، وانتشر الفساد ولم يتمكنوا بأي حال من الأحوال السيطرة على الدولة المصرية، الأمر الذي رفضه الشعب المصري وخرج في ثورة 30 يونيو بأعداده الكبيرة».
وأكد أن «الإخوان حاولوا السيطرة على وزارة الداخلية من خلال البحث عن ضباط ضعاف الشخصية»، وكانت هذه الخطة التي اعتمدت عليها الجماعة للسيطرة على مفاصل وزارة الداخلية، موضحاً أن هذا الأمر لم يتمكنوا منه خاصة مع الكوادر والأجهزة المعلوماتية التي كشفت هذا المخطط، ولم يستطع أحد أن يخترق الداخلية».
وعن رأيه فيما يخص اعتصامي رابعة العدوية والنهضة اللذين أعقبا ثورة 30 يونيو، قال: «إن اعتصامي النهضة ورابعة تحولا إلى بؤر إجرامية وإرهابية وانتشرت فيهما الأسلحة النارية بهدف الضغط على الدولة، وإفهام العالم أن مصر ليست مستقرة»، موضحاً أنه لم يتم فض الاعتصامات إلا بعد الحصول على الموافقة الكاملة من المجلس الأعلى للشرطة والمجلس العسكري بالكامل، وفي البداية تمت محاولة فض الاعتصام بالطريقة السلمية، وبالفعل تم فتح ممرات آمنة للمعتصمين السلميين، إلا أن وقوع شهداء من الشرطة وإصرار بعض عناصر الإخوان على إطلاق النار على الضباط، أدى إلى بداية إطلاق النار بين الطرفين، حتى تمكنت قوات الشرطة في النهاية من السيطرة على الموقف وفض جميع الاعتصامات، والقبض على أبرز العناصر الإجرامية.
وشدد على أن مصر لم تكن لتنجح وحدها في إنهاء حكم الإخوان، لولا المساندة التي تلقتها من الدول الخليجية، ولاسيما دولة الإمارات العربية المتحدة، قائلاً: «دولة الإمارات من الدول العظيمة التي تربطها بالشعب المصري روابط منذ قديم الأزل، ونحن نرتبط بالإمارات حكومة وشعباً برباط لا يستطيع أحد أن يؤثر فيه مهما كانت الظروف والأزمات، نحن جميعاً يد واحدة في مصر والإمارات».