للصيام فوائده النفسية العديدة، فهو يعمل على إنماء الشخصية وتقويتها، حيث يعطي الفرصة للإنسان كي يفكر بذاته ويعمل على التوازن، كما يزيد قدرته على التحكم بالذات، ويعمق الخشوع والإحساس بالسكينة· والصيام عملية تربوية يتم من خلالها تربية النفس وتهذيبها والارتقاء بها عن الإغراق في إشباع الشهوات والغرائز، كما أن آداب الصيام وأخلاقه تلزم المسلم بالابتعاد عن مظاهر الغضب والانفعال، عملاً بقول المصطفى، (صلى الله عليه وسلم): ''إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: اللهم إني صائم''· وهذا يجعل المسلم يشعر بالسكينة وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، فتخرج النفس من الضيق والهم، إلى سعة الصدر وانشراح النفس، وهو ما يؤدي إلى شفاء وتحسن العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية والعصبية مثل الاكتئاب، والقلق، والهوس· جدير بالذكر أن مراكز طبية في اليابان تعالج الأمراض بالصيام بعد أن وجدت أنه يساهم في علاج العديد من الأمراض النفسية الجسدية· وتتوافر الكثير من المقالات حول الصوم العلاجي الذي يستخدم الصيام كوسيلة لعلاج أمراض جسدية ونفسية تحت إشراف أطباء متخصصين· وعلى الرغم من أن الميكانيكية التي يعالج بها الصوم الأمراض غير محددة، لكن يمكن أن يعتبر الصوم كمنظف للجسد، حيث يعمل على تنقية الجسم من الشوائب، كما يعمل على إزالة الأحقاد والهموم المتراكمة داخل الجسم· ورغم أن الصوم يحسن الصحة النفسية للصائم، إلا أنه لا بد من أن يتمهل المريض النفسي قبل التوقف عن تناول الدواء في أوقاته المحددة لأداء فريضة الصوم· فهناك بعض الأمراض النفسية التي تحتاج إلى علاج متكرر وإلى تناول أدوية في مواعيد مختلفة مما يتطلب استشارة الطبيب المعالج قبل الشروع بالصيامة، فإن رأى إمكانية صومه فليصم اما ان نصحه بالإفطار والمداومة على تناول أدويته فعليه الالتزام بنصيحة الطبيب؛ لأن تركه للدواء قد يسبب خطورة على حياته، فمثلاً بعض مرضى الصرع قد يصابون بالنوبة إذا ما حدث نقص في السكر لديهم، وينسحب الأمر على مريض الفصام الذي يستعمل الأدوية التي قد تؤدي إلى جفاف الحلق، والعطش الشديد، والدوخة، مما يعني أن هذا المريض بحاجة للسوائل، فضلاً عن أن توقفه عن استعمال الأدوية قد يؤدي إلى إصابته بنوبات من العنف على ذاته أو الآخرين ومن هنا يتحتم على مثل هؤلاء المرضى عدم الصيام· كما يتحتم على المريض النفسي الذي يتناول دواء ''الليثيوم'' المضاد للاكتئاب التنبه إلى أن هذا الدواء يخرج من الجسم عبر الكلى مما يعني أن السوائل ضرورية للتخلص منه· ومن المعروف أنه أثناء الصيام تقل كمية السوائل المتناولة ومن ثم يقل البول المطروح خارج الجسم، وهذا يؤدي بدوره إلى تراكم الليثيوم في الجسم ومن ثم زيادة سميته· و يزداد الأمر خطورة إذا كان المريض طاعناً في السن، حيث تنخفض فعالية عمل الكلى· أما مظاهر تسمم الليثيوم فتتمثل في اضطرابات في الجهاز الهضمي، وارتخاء، ولعثمة، وهذيان، وغيبوبة· نصائح نفسية للصائمين: اتخذ من رمضان فرصة لإزالة الكراهية والحقد من قلبك فإنها تؤذيه· ابتعد عن الغضب والانفعالات والعصبية وأنت صائم· إذا كنت تعاني من مرض نفسي، فلا تصم إلا بعد استشارة طبيبك المسلم· - لا تتوقف عن تناول أدويتك من تلقاء نفسك· - قوّ علاقتك بخالقك في الشهر الفضيل، وأكثر من الصلاة، وقراءة القرآن لأنها جلاء للهموم والأحزان·