جرياً على عادتها، أظهرت قيادة دولة الإمارات الرشيدة اهتمامها بأبرز القضايا التي تهم الشباب والعالم، من خلال استضافة أبوظبي، لمؤتمر يكاد يكون الأهم على مستوى العالم نظراً لشموله القضية الأبرز في عالمنا الحديث: التغيّر المناخي.

وتستضيف أبوظبي عاصمة الدولة، خلال اليومين المقبلين "اجتماع أبوظبي للمناخ"، الذي يعتبر مؤتمراً تمهيدياً يرسم سياسات وملامح القرارات التي سيتناولها جدول أعمال "قمة الأمم المتحدة للمناخ" التي ستعقد في نيويورك في سبتمبر المقبل.

ولا يقتصر جهد القيادة الرشيدة على استضافة المؤتمرات التي ترسم ملامح التغيير في التعامل مع قضية المناخ، بل كانت سباقة في المبادرة من خلال الإصرار على التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، لتكون من أكبر الدول المستثمرة والمانحة في هذا المجال، كما وضعت خطة طموحة تهدف إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة بنسبة 27 في المئة من إجمالي مزيج الطاقة بحلول 2021، و50 في المئة بحلول 2050.

وإيماناً من دولة الإمارات أن الطاقة النظيفة قادرة على تغيير حياة سكان الأرض، وسّعت الدولة نطاق عملها لتنشر الطاقة النظيفة في أكثر من 65 دولة حول العالم، بأكثر من 100 مشروع يتم تنفيذه من خلال شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، فضلاً عن المشاريع التي يتم تنفيذها بتمويل من "صندوق أبوظبي للتنمية".

محمد بن زايد: ستبقى الإمارات سباقة في دعم الجهود العالمية للحد من آثار التغير المناخي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم خلال استقباله معالي أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة، الذي يزور الدولة للمشاركة في "اجتماع أبوظبي للمناخ" الذي يحضره حوالى 1000 من المسؤولين وصناع القرار والخبراء العالميين، أن دولة الإمارات العربية المتحدة سبّاقة في دعم الجهود العالمية للحد من آثار التغيير المناخي وتحقيق منظومة متكاملة للاستدامة البيئية.

وتطرق سموه والأمين العام إلى أهمية أعمال "اجتماع أبوظبي للمناخ" في تحديد مسار أعمال "قمة الأمم المتحدة للمناخ 2019" المقبلة، والتوجهات المستقبلية لمواجهة التحدي الأهم الذي تشهده البشرية وكوكب الأرض حالياً.

من جانبه، ثمّن معالي أنطونيو جوتيريش استضافة الدولة "لاجتماع أبوظبي للمناخ" التحضيري لقمة الأمم المتحدة للمناخ التي تعقد خلال سبتمبر المقبل في نيويورك، مشيداً بدعم الدولة الدائم للأمم المتحدة والجهود الدولية لاتخاذ إجراءات ومبادرات طموحة لمواجهة تغير المناخ وتداعياته.

عبدالله بن زايد يستقبل الأمين العام للأمم المتحدة

ورحب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة مؤكداً حرص دولة الإمارات على بناء وتعزيز شراكاتها مع المؤسسات الدولية المعنية بالعمل التنموي والإنساني وبما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة.

سيف بن زايد وجوتيريش يطلقان "اجتماع أبوظبي للمناخ"

شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومعالي أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة اليوم، انطلاق أعمال "اجتماع أبوظبي للمناخ" والتي تستمر على مدى يومين، بمشاركة 100 مسؤول عالمي رفيع المستوى، ووزراء من دول عدة حول العالم، وأكثر من 2000 من صناع القرار وممثلي الدول والخبراء والمختصين العالميين في مجال العمل من أجل المناخ من أكثر من 160 دولة.

ثاني الزيودي: الإمارات حريصة على أن تكون إحدى أفضل دول العالم في الحفاظ على المناخ

أكد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة على هامش "اجتماع أبوظبي للمناخ"، أن دولة الإمارات تواصل جهودها لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في أن تكون إحدى أفضل دول العالم في الحفاظ على المناخ، والتركيز بشكل كبير على التكيّف والتقليل من آثار الظواهر الطبيعية في القطاعات المختلفة، وذلك من خلال العمل مع جميع القطاعات المختلفة بما فيها القطاع الخاص، لتحقيق تلك المستهدفات وهذه الرؤية الطموحة للقيادة.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وقال معاليه، إن "العالم يجتمع اليوم في دولة الإمارات لمناقشة تداعيات تغيّر المناخ أهم التحديات العالمية الراهنة، مشيراً معاليه إلى الظواهر الطبيعية العنيفة التي عانت منها معظم دول العالم شرقاً وغرباً كالجفاف والعواصف والأعاصير والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة الشديدة التي تعصف بعدد من الدول الأوروبية حالياً وفي شمال أفريقيا.

وأوضح معاليه، أن "اجتماع أبوظبي للمناخ" سينقل للعالم تجربة دولة الإمارات التنموية الرائدة للمحافظة على النمو الاقتصادي للدولة، وكيفية تعزيزه، مع الأخذ في الحسبان الاعتبارات البيئية والمحافظة على الموارد الطبيعية، مشيراً إلى أن الاجتماع يتطرق كذلك إلى مشكلة تلوث الهواء الذي يتسبب في وفاة 7 ملايين شخص سنوياً، بحسب تقارير دولية لمنظمة الصحة العالمية.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.
وزير المياه والبيئة اليمني: الإمارات نموذج ملهم في الحد من آثار التغير المناخي عالمياً

أكد الدكتور عزي هبة الله شريم وزير المياه والبيئة اليمني، أن الإمارات قدمت نموذجاً ملهماً في دعم وقيادة الجهود العالمية للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية والانبعاثات الحرارية، وتعزيز دور الشباب في العمل من أجل المناخ على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الإمارات دورها بارز وأصيل على الساحة اليمنية عبر جهودها لحل الكثير من القضايا الملحة على الصعد كافة، ومن بينها القطاع البيئي و المحميات الطبيعية، مشيراً إلى أنه سيم عقد لقاءات ثنائية مع الجانب الإماراتي في ما يخص الحفاظ على البيئة والمساهمة في تطوير القطاع البيئي اليمني، وإدخال تقنيات جديدة في قطاع الطاقة تعتمد على المصادر النظيفة والمتجددة.

وزيرة فرنسية: تغير المناخ حالة طوارئ عالمية

أكدت وزيرة الدولة الفرنسية للانتقال البيئي والتضامن برون بوارسون، أن "تغير المناخ هو حالة طوارئ عالمية تؤثر على الجميع لا سيما الضعفاء من الناس، لقد حان الوقت لعمل كل الأطراف والجهات الفاعلة الحكومية والشركات الخاصة والصناديق السيادية والجامعات والمنظمات غير الحكومية وغيرها من أعضاء المجتمع المدني للعب بدور فاعل لصالح استدامة البيئة المناخ".

وأشادت الوزيرة الفرنسية بالمشاريع التي تقوم على الاستدامة والتي تم تطويرها في دولة الإمارات العربية المتحدة بمشاركة أطراف عدة مثل "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية"، مؤكدة أن طموح فرنسا البيئي سوف ينعكس أيضاً في الجناح الفرنسي في معرض "إكسبو 2020" في دبي المصمم ليكون قابلاً لإعادة الاستخدام والتشغيل بفضل الطاقة المتجددة.

"اجتماع أبوظبي للمناخ" خارطة طريق لمواجهة التغير المناخي

أجمع مسؤولون على أن "اجتماع أبوظبي للمناخ" يمثل خارطة طريق للأطراف الدولية لمواجهة التغير المناخي والحد من الآثار السلبية للانبعاثات الحرارية التي تعد بمثابة تهديد خطير للكرة الأرضية والإنسانية جمعاء.

وقال سعادة محمد ناصر الأحبابي مدير عام "وكالة الإمارات للفضاء"، إن "قطاع الفضاء يعد أحد الأدوات الرئيسية لقياس التغير المناخي والبيئي حول العالم"، مشيراً إلى أن دولة الإمارات ملتزمة بدعم الجهود الدولية للحد من التغير المناخي والآثار السلبية للانبعاثات الكربونية، في ظل الحضور الدولي الكبير لاجتماع اليوم، الذي يعكس الاهتمام العالمي بدور الإمارات في هذا الجانب".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأكد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن الإمارات تمتلك قدرات فضائية قادرة على المساهمة بفاعلية في قياس التغيرات المناخية، ما يسهم في وضع الحلول المناسبة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال الأقمار الصناعية التي تمتلكها الدولة.

بدوره عبّر أكيم شتاينر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن سعادته لتواجده في الإمارات لمناقشة كيفية التعاون لمواجهة التغير المناخي، مضيفاً: "نعمل مع أبوظبي لاستقطاب قادة الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لكي نظهر للعالم جديتنا في التعامل مع ظاهرة التغير المناخي".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأشار إلى أن دولة الإمارات خير مثال ليس فقط من ناحية العمل على مواجهة المشاكل المترتبة على ظاهرة التغير المناخي، بل أيضاً في سعيها إلى توفير طاقة نظيفة وهواء نظيف وإدخال تقنيات جديدة، إضافة على عدم الاعتماد على مصدر واحد للطاقة والبحث عن استخدام مصادر بديلة، وهي خطوة من شأنها أن تسهم في النمو الاقتصادي لدول العالم.

للشباب دور مؤثر
An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

سلطت الجلسة الثانية ضمن فعاليات اليوم الأول من "اجتماع أبوظبي للمناخ" الضوء، على الدور العالمي للشباب في العمل من أجل المناخ وطبيعة احتياجاتهم ومتطلباتهم، لتعظيم دورهم وتحقيق تأثير فعلي على المستوى العالمي.

وركزت الأسئلة التي طرحها ممثلو الشباب على الأمين العام للأمم المتحدة ومعالي الزيودي، على الخطوات والإجراءات التي اتخذتها الأمم المتحدة لضمان إشراك الشباب بإيجابية في بناء الاقتصاد الأخضر، فضلاً عن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لدفع قادة دول العالم إلى القيام بالعمل المطلوب وضمان تطبيق الإجراءات على أرض الواقع.

"نور أبوظبي" أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم

دخلت محطة "نور أبوظبي" المحطة الأكبر من نوعها في العالم، حيز التشغيل التجاري اعتباراً من اليوم. ومن المتوقع أن تسهم محطة "نور أبوظبي"، التي تستخدم أكثر من 3.2 مليون لوح شمسي تبلغ طاقتها الإنتاجية مجتمعة حوالى 1177 ميجاواط، في تقليل الانبعاثات الكربونية في أبوظبي بمقدار مليون طن متري سنوياً، أو ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من شوارع الإمارة.

وتعد هذه المحطة التي بلغت تكلفتها 3.2 مليار درهم، جزءاً أساسياً من استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي تهدف إلى رفع مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة الكلي من 25% إلى 50% بحلول عام 2050 وتقليل البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70%.