في مسرح دبي الأهلي تتعانق إبداعات الشباب في فضاء مسرحي ممتد، معبراً عن مواقف ورؤى إنسانية رفيعة، حيث يشارك 23 موهوباً من الجنسين، في ورشة مسرحية مكثفة. ويشرف على الورشة التي تختتم اليوم الفنانان المخضرمان عبدالله صالح، وجمال مطر، فيما يشرف عليها من الناحية الإدارية مروان عبدالله صالح، رئيس اللجنة الثقافية بمسرح دبي الاهلي، ويشاركه عبدالله بن لندن مدير الإنتاج في مسرح دبي الأهلي. وفي لقاء مع «الاتحاد» قال الفنان عبدالله صالح « إنني مشغول دوماً بالمسرح في نقوش ومظاهر متعددة وذلك في محاولة مني للإجابة على التساؤلات التي تعتريني» مضيفاً أن تطوير الحركة المسرحية، ورفدها بعناصر جديدة وموهوبة يستدعي دوماً إقامة مثل هذه الورش المسرحية، لافتاً أن العديد من الفنانين المميزين على الساحة كانوا فيما مضى تلاميذ هذه الورش المسرحية، والتي تركت الصدى والأثر الفني الإبداعي ونسجت مساحة كبيرة من الأمل على طريق الحياة المستقبلية لهؤلاء الشباب على مستوى المسرح والفنون المختلفة. وذكر عبدالله صالح أن الورشة استمرت ثلاثة أسابيع، وشملت فنون التمثيل المختلفة من إلقاء وتدريبات على الفنون، كالارتجال والتخيل، والتركيز على الثقافة المسرحية عند الفنان. ونوه إلى أن معظم المتدربين يشاركون في هذه الورش المسرحية للمرة الأولى، وأعمارهم تتراوح بين 16 إلى 25 عاماً، وهم من الموظفين وطلبة المدارس والجامعات، وتتفاوت نسبة الموهبة والحضور لديهم من شخص لآخر. وحول أهمية هذه الورش المسرحية قال «إنها تكشف عن العديد من المواهب الشابة من الذين يدفعون الحركة المسرحية للأمام من خلال التواصل بين الأجيال المسرحية المختلفة» وتمنى للمشاركين أن يتبوأوا مكاناً لائقاً لهم في الساحة المسرحية وهذا لن يكون إلا إذا استمروا، وأخذوا المسائل بجدية. وذكر الفنان عبدالله صالح أن الورش المسرحية في الإمارات قليلة، داعياً إلى زيادتها وإقامة العديد من هذه الورش في النوادي المسرحية، لافتاً إلى أن أهميتها تتعاظم في ظل غياب الدورات الكبيرة، والمتخصصة، والمعاهد، ومن هنا فإن الورش تأتي كبديل مؤقت لهذا الغياب. من جانبه يقول الفنان والمخرج المسرحي جمال مطر إن «أهمية الورش المسرحية أنها تحقق معادلة مزدوجة للمخرج والمتدرب على حد سواء» وذكر أن المخرج يستعيد أدواته مثل لاعب كرة القدم الذي يحتاج دوماً لاستمرارية التدريب من أجل صقل مهاراته وتطويرها، وكذلك بالنسبة للمتدرب الناشىء للدخول في إطار الفن المسرحي بوعي ودراسة وإفادة ممن سبقوه في هذا المضمار. وذكر جمال مطر أنه يتذوق المسرح من خلال العمل، وهو حريص دوماً على تجسيد الجانب النظري الفكري عبر العمل والإبداع، منوهاً أن قدرات الموهوبين والمشاركين الهواة في هذه الورش المسرحية هي التي تنجز العمل، وليس طرح النظريات المجردة. وضرب مطر المثل المحلي الذي يقول: «لا تصيد لابنك علمه كيف يصيد» وهو على نسق المثل الصيني «لا تعطني سمكة كل يوم، بل علمني كيف أصطاد السمك» مشيراً إلى أنه «ضمن هذا المنطق يصير الشغل من طرف المشاركين، حيث أرتب لهم الفوضى التي تتحول عبر التدريب والأشياء التي يتلقونها في الورشة المسرحية إلى ورشة منظمة». ووصف الفنان جمال مطر الشباب المتدربين بأنهم يمتلكون الحماس، والطاقات الفنية الجيدة، داعياً إلى عدم الاستعجال، وأن الأمور سوف تأتي بالتدريج. وذكر مطر أن الورش المسرحية تنشط في فترة الصيف، وذلك بسبب وجود الفراغ، ومن منطلق تشغيل هذه الطاقات، بدلاً من تعطيلها، مشيراً إلى أن لديه ثلاث تجارب سابقة في الورش المسرحية. ويشير جمال مطر إلى أن العديد من الممثلين المهمين في الدولة أفرزتهم الورش المسرحية. كما حيا مطر زميله عبدالله صالح وقال عنه «إنه يشتغل بقلبه وروحه في جو شديد الحرارة» واصفاً إياه بالفنان الحساس المعطاء.