هل يمكن للقطرة تخفيف آلام العينين الناتجة عن الإفراط في استخدام الحاسوب؟
بعد قضاء يوم طويل في التحديق في شاشة الحاسوب في مكتب العمل، يأخذ العديد من الناس قسطاً من الراحة بالتحديق في شاشة حاسوب آخر عند عودتهم للبيت. وما بين أوراق العمل وموقع فيسبوك تتعرض عيوننا إلى عدد من البكسلات (pixels) أكثر مما تعرضت له في أي وقت مضى.
وعندما تقضي الساعات الطوال أمام جهاز حاسوبك فإن عينيك قد تشتكيان. فقد تشعران بالألم أو التعب، كما قد تتراءى لك الكلمات على الشاشة مُضبَّبة. ويمكنها أيضا أن تجف، فالأشخاص الذين يتسمَّرُون أمام الحاسوب تطرُفُ عيونهم ثلث ما تطرُفُه أعين غيرهم من الأشخاص الذين يشاهدون العالم الحقيقي.
ويستعمل أطباء العيون مصطلحاً خاصاً لهذه المجموعة من الأعراض هو: عارض رؤية الحاسوب. ويقول جيم شيدي، مدير مركز بحوث البصريات في جامعة الباسفيك في واشنطن وزميل لجمعية أطباء العيون الأميركية، “إن شخصاً من بين كل ستة أشخاص من الذين خضعوا لفحص العيون يعانون من مشكلات بصرية سببها الحاسوب”.
ولذلك ليس غريباً أن تَعرض بعض الشركات قطرات عيون خاصة على مستخدمي الحاسوب لتليين عيونهم وتخفيف وطأة الحواسيب عليها. وهو ما ساعد على انتشار هذه القطرات ولم يعد وجودها مقتصرا على الصيدليات فحسب وإنما في المراكز التجارية وأسواق الأغذية. وتحتوي قَطَّارة “سيميلازان” مثلاً على محلول ملحي به مكونات معالَجة مثليا (مخفَّفة إلى حد كبير) مثل كلورايد الصوديوم الذي يعد المكون الرئيس لملح الطعام. ويُنصَح مستخدِمو هذه القَطَّارة بتقطير قطرتين إلى ثلاث قطرات في كل عين عند الحاجة.
ولدى باوش ولومب خيار آخر لمستخدمي الحاسوب يتمثل في قَطَّارة مُزَيِّت بيئي مقاوِم لجفاف العيون. ولا يحتوي هذا النوع من قَطَّارات العيون على مكوِّنات معالَجة مثليا وإنما يحتوي فقط على محلول ملحي ونسبة قليلة من الجليسيرين لتزييت العين. ويُنصَح مستخدمو هذه القَطَّارات بتقطير قطرة أو اثنتين في العين عند الحاجة.
وحسب الموقع الإلكتروني للشركة المصنِّعة لقَطَّارة “سيميلازان” فإن “قطرات تخفيف تعب العينين من ضغط الحاسوب تثير قدرة العين الطبيعية على امتصاص توتر العين الناتج عن تعرضها الطويل لشاشة الحاسوب”. ويشير هذا الموقع أيضاً إلى أن هذا المنتج يستخدم مبادئ العلاج المثلي لتخفيف أعراض إرهاق العينين مثل آلام العيون وتعب العيون وضبابية الرؤية واحمرار العين وحساسية التعرض للضوء.
ويشير موقع باوش ولومب من جهته إلى أن قَطَّارة المُزَيِّت البيئي المقاوم لجفاف العيون يتيح سرعة تعافي العين وتخلصها من تعب العين وآلامها بالنسبة للذين تتعرض عيونهم لشاشات الحاسوب لفترات طويلة في اليوم.
وحسب تصريح شيدي فإنه سواء كُنْتَ في بيتك أو مقر عملك أو في أي مكان آخر، فإن من شأن وجود قطارة عيون تحتوي على الجليسيرين أو أي مُزَيِّت آخر بحوزتك مساعدتك على مقاومة جفاف عينيك ولو مؤقتا. بيد أن الجفاف يظل أحد أعراض رؤية الحاسوب وليس جميعها. فهذه القطرات غير كفيلة بمقاومة كل الأعراض ولا يمكنها منع إصابة العين في المقام الأول. وباختصار، ينبغي على الأشخاص الذين يعانون من توتر العينين بسبب الحاسوب أن تكون لهم أولويات أخرى أكبر من الحرص على اقتناء قطارات العيون الأنسب. ويضيف شيدي: “ليس هناك أية أعراض جانبية حقيقية لقطارات العيون، لكني لا أعتبرها أبداً الخيار الأول والأفضل للعلاج”.
ويقول جيفري أنشيل، زميل لجمعية أطباء العيون الأميركية، “من المهم معرفة أن قطرات العيون ليست متشابهة. فقطرات باوش ولومب فعالة أكثر في معالجة جفاف العين واهتياجها، لكن قيمة قطرات “سيميلازان” بالنسبة للتخلص من تعب العينين الناتج عن رؤية الحاسوب غير مؤكدة. فهذا المنتج ليس لديه مزيِّت معتَمد، كما أن مكوِّناته المعالجة مثلياً لم تُجَرَّب قَطُّ في علاج مشكلات العيون. فتصريحاتهم غير قائمة على أية أسس علمية”.
وتقول ميليسا مورش، مديرة إنتاج “ساميلازان” إن مكوِّنات “كمبيوتر آي ريليف” مقبولة من طرف جمعية المعالجة المثلية باعتبارها تُحَرِّر العين من الأعراض المصاحبة لتوتر العين”. لكنَّ بحث البيانات الطبية يشير إلى أنه لم تَجْرِ أي دراسات طبية عن فعالية العلاجات المثلية في التعافي من توتر العين أو غيرها من مشكلات العيون.
ويُحذِّر أنشيل مستخدمي قطرات العيون من أمر آخر بالغ الأهمية “تجنب استخدام نوع قطارات العيون الذي يحتوي على وعود لمستخدميه بالتخلص من احمرار العين. فهذا النوع له آثار جانبية سيئة”. (فضَّل عدم ذكر اسم الماركة التجارية، لكن منظمة “هيلثي سكيبتيك” لم تأبه بذلك وقالت إن المقصود هو قطَّارة “فيزاين”). وحسب تقرير للجمعية الأميركية لصيدلانيي النظام الصحي، فإن “تيتراهيدروزولين” الذي يعد أحد المكوِّنات النشيطة لـ”فيزاين” و”فيزاين أدفنسيد ريليف” قد يُسبِّب احمرار العينين واهتياجهما.
ويتفق شيدي وأنشيل في أن قطارات العين تساعد على تخفيف توتر العين وآلامها لوقت قصير بالنسبة لمستخدمي الحاسوب الذين يعانون من ذلك. ويقولان إن علاج هذه المشكلة لن يتم إلا بتغيير طريقة التعامل مع الحاسوب. وذلك من خلال الحرص على أمر واحد، يقول شيدي، وهو وضع شاشة جهاز الحاسوب في وضعية يكون فيها أدنى من مستوى نظر العينين. وهذا سيجعل المستخدِم يُسْدِل عينيه لشاشة الحاسوب، ويترك بالتالي حيزا صغيرا فقط من سطح مقلة العين عرضة للهواء الذي يُسبَّب جفاف العين.
ويعد تقليل النظر إلى الأضواء الصادرة من أعلى أو من نافذة مفتوحة أمراً آخر يجب تجنبه. ويوصي شيدي بالقيام بالتجربة الآتية: عندما تجلس في المرة القادمة مقابل حاسوبك، ضع يدك فوق عينيك مثل حافة قبعة أو خوذة. وإذا انتابك شعور فوري بارتياح عينيك، فاعلم أن سطوع الشاشة شديد. وإذا واجهتك مشكلة ما في رؤية شاشة حاسوبك، يقول أنشيل، فإنك ربما تحتاج إلى أكثر من مجرد قطرات عيون: “إنك بحاجة إلى فحص عيونك واقتناء نظارات طبية جديدة”. وهناك طبعاً حل آخر لتشوش العينين بسبب إطالة النظر إلى الحاسوب وهو النظر إلى شيء آخر لفترة.
عن صحيفة “لوس أنجلوس تايمز”
مقارنات
? 1 من 3: تطرُفُ عيون الأشخاص الذين يتسمَّرُون أمام الحاسوب ثلث ما تطرُفُه أعين غيرهم من الأشخاص الذين يشاهدون العالم الحقيقي فيتسبب ذلك في جفاف العينين.
? 1 من 6: كشفت بعض الدراسات أن شخصاً من بين كل ستة أشخاص يعانون من مشكلات بصرية سببها الحاسوب.
نصائح بصرية
? تجنب استخدام نوع قطارات العيون الذي يحتوي على وعود لمستخدميه بالتخلص من احمرار العين. فهذا النوع له آثار جانبية سيئة.
? العلاج: وضع شاشة الحاسوب في وضعية يكون فيها أدنى من مستوى نظر العينين لترك حيز صغير فقط من سطح مقلة العين عرضة للهواء الذي يُسبَّب جفاف العين.
? تجنب النظر إلى الأضواء الصادرة من أعلى أو من نافذة مفتوحة.
? عندما تجلس مقابل حاسوبك، ضع يدك فوق عينيك، وإذا انتابك شعور فوري بارتياح عينيك، فاعلم أن سطوع الشاشة شديد.
? تجنب إطالة النظر إلى شاشة الحاسوب بالنظر إلى شيء آخر لفترة ما بين الفينة والأخرى.
المصدر: أبوظبي