شادي صلاح الدين (لندن)

حذر عمدة إسطنبول المنتخب حديثاً، أكرم إمام أوغلو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من تقييد سلطاته، قائلاً: إن أي جهود للقيام بذلك ستؤدي إلى نتائج عكسية. وحقق أمام أوغلو فوزاً ساحقاً على حزب العدالة والتنمية، يوم الأحد الماضي، موسعاً الفارق الذي حصل عليه في انتخابات، مارس الماضي، من أقل من 13 ألف صوت، إلى أكثر من 800 ألف صوت، فيما بدا أن الناخبين يعاقبون الرئيس التركي، على قراره بإعادة الانتخابات في المدينة.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، في تقرير لها، أن أوغلو عقد، يوم الجمعة الماضي، وهو أول يوم له في المنصب، مؤتمراً صحفياً مع وسائل الإعلام الدولية، وجه خلاله إنذاراً ضد تعميم أصدرته الحكومة، الشهر الماضي، بإلغاء حق رؤساء البلديات في انتخاب المسؤولين في الشركات المرتبطة بالبلدية.
وقال عمدة إسطنبول: «تلقيت التعميم للحد من سلطاتي...وقد يخططون لوضع عقبات وتحديات بيروقراطية أخرى. هذا كما لو أنهم لم يتعلموا درسهم في انتخابات 23 يونيو، ويريدون درساً آخر». وأضاف: «نعتقد أن هذه المناورات السياسية تأتي بنتائج عكسية. الناس سيردون على ذلك».
ومثل انتصار المعارضة المتكرر، في أكبر وأهم مدن تركيا، ضربة قوية لأردوغان، الذي بدأ مسيرته كسياسي منتخب في إسطنبول عام 1994. كانت المدينة وميزانيتها الشاملة في أيدي الحزب الحاكم وأسلافه. على مدى السنوات الـ 25 الماضية. لقد حذر الرئيس التركي حزبه مراراً وتكراراً من أن خسارة إسطنبول تعني «خسارة تركيا». وعلى الرغم من تحرك أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية، بسرعة لإعلان قبول نتيجة التصويت يوم الأحد، إلا أن العديد من شخصيات المعارضة يخشون من أن يسعى أردوغان لإيجاد طرق أخرى لتقويض سلطات إمام أوغلو، وغيره من رؤساء البلديات المعارضين المنتخبين حديثاً في مدن مثل أنقرة.
ولدى سؤاله عن التعليقات التي أدلى بها الرئيس التركي، والتي تشير إلى أن إمام أوغلو نفسه قد يواجه المحاكمة، بسبب مزاعم بأنه أهان حاكماً في بلدة أوردو المطلة على البحر الأسود، قال العمدة الجديد لإسطنبول: إن أردوغان يجب ألا يسعى للتدخل في عمل القضاء.
واعترف السياسي التركي، البالغ من العمر 49 عاماً، بالتحديات الأخرى التي يواجهها مثل إدارة أعداد كبيرة من اللاجئين في إسطنبول، وعبء ديون البلدية البالغ 27 مليار ليرة (4.7 مليار دولار). ووعد بفتح دفاتر البلدية واستقدام مدققين دوليين لاستعراضها.
يأتي ذلك، في الوقت الذي كشفت فيه وسائل الإعلام التركية عن انتقادات واجهت الرئيس، رجب طيب أردوغان، ورد فعل عنيف من عضو رفيع المستوى في حزب العدالة والتنمية، بعد أن اكتشف خطة للإطاحة بعمدة إسطنبول الجديد. وقال الصحفي عبد القدير سيلفي، في مقال في صحيفة «ديلي حرييت»، المقربة من الحكومة، أن الرئيس التركي تحدث عن الخطة هذا الأسبوع، مع المجلس التنفيذي المركزي لحزب العدالة والتنمية، حيث كانت نتائج الهزيمة الكبيرة للحزب في إعادة الانتخابات في إسطنبول، يوم الأحد، تحت الأضواء، وواجه معارضة من العضو المؤسس لحزب العدالة والتنمية والوزير السابق، حياتى يازجي. وناقش أردوغان التداعيات القانونية التي يواجهها أكرم إمام أوغلو، الذي اتُهم بإهانة حاكم أوردو سيدار يافوز، بعد أن مُنع من استخدام صالة كبار الشخصيات في مطار المقاطعة، يوم الخامس من يونيو.
وقال أردوغان: إنه على الرغم من أن القرار القضائي بشأن الشكوى لم يصدر بعد، إلا أنه قد يمنع إمام أوغلو من أداء وظيفته، كما قال سيلفي. وأجاب يازيجي أنه حتى إذا تم إدانة عمدة إسطنبول، فسيكون من غير القانوني الإطاحة به من منصبه. وأكد الصحفي التركي أن المناقشة بين يازيجي وأردوغان أثارت جواً مشحوناً من التوتر في المجلس.