كاميرون يريد سحب القوات البريطانية خلال 5 سنوات
أعلن حلف شمال الأطلسي مقتل 3 من جنوده أمس الأول وأمس الجمعة في أفغانستان ليرتفع عدد قتلى قوات الحلف الى 82 خلال يونيو، الذي شهد سقوط أكبر عدد من القتلى في صفوف القوات الأجنبية خلال ثماني سنوات ونصف سنة من الحرب. فيما أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس في هانتسفيل (كندا) أنه يرغب في أن تعود القوات البريطانية إلى البلاد خلال خمس سنوات، لكن دون أن يقدم جدولا زمنيا محددا.
وقتل الجندي الأول أمس في هجوم شنه مقاتلون في شرق البلد، بينما قتل الثاني الخميس في الجنوب في انفجار عبوة يدوية الصنع، وفق ما أفادت القوة الدولية لارساء الامن في أفغانستان (ايساف) التابعة لللحف الاطلسي في بيان. وكما جرت العادة لم يكشف عن جنسيتهما.
وبسقوط 82 جنديا في غضون 25 يوما يتحول يونيو الى الشهر الذي شهد سقوط اكبر عدد من القتلى في ظرف ثماني سنوات ونصف سنة من الحرب في صفوف القوات الدولية. وشهد الاربعاء الماضي سقوط عشرة جنود من قوات ايساف اثنان منهم أميركيون وخمسة بريطانيون.
وبات خلال الفترة الاخيرة يقتل يوميا ما بين ثلاثة الى اربعة جنود من الحلف الاطلسي في افغانستان. ولم ينته الشهر بعد الا ان خسائر الحلف الاطلسي تجاوزت خسائر أغسطس 2009 الذي شهد سقوط 77 قتيلا. وافاد احصاء اعدته فرانس برس استنادا لارقام موقع خاص عن سقوط 302 جندي اجنبي في افغانستان منذ مطلع يناير. وتنذر هذه الوتيرة بان تشهد سنة 2010 سقوط اكبر عدد من القتلى في صفوف القوات الاجنبية بعد سنة دامية العام الماضي سقط فيها 521 قتيلا.
في هذه الاثناء أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس في كندا أنه يرغب في أن تعود القوات البريطانية إلى البلاد خلال خمس سنوات، لكن دون أن يقدم جدولا زمنيا محددا.
وردا على سؤال لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية على هامش اجتماعات مجموعة الثماني في كندا حول احتمال عودة القوات البريطانية إلى البلاد قبل الانتخابات العامة المقررة عام 2015، قال كاميرون “هذا ما أرغب به، لا تظنوا العكس”. وتابع “لا نستطيع البقاء هناك خمس سنوات إضافية، مضى على وجودنا في أفغانستان تسع سنوات ونصف سنة”. وأضاف رئيس الحكومة البريطانية “إلا أن هناك أمرا أكيدا: يجب أن يكون لبريطانيا علاقة طويلة الأمد مع أفغانستان خصوصا عبر مساعدة هذا البلد على تدريب قواته ومجتمعه المدني لفترة طويلة من الزمن بعد انسحاب القسم الأكبر من القوات الأجنبية منه”. إلا أن كاميرون حرص على إيضاح أن هدف الخمس سنوات لا يمثل حدا أقصى. وأضاف “أفضل عدم تحديد روزنامة جامدة”. وتابع كاميرون الذي تسلم مهامه كرئيس للحكومة قبل نحو شهر أن الهدف ليس التوصل “إلى افغانستان مثالية بل إلى بعض الاستقرار وإعطاء الأفغان القدرة على حكم أنفسهم بأنفسهم لكي تتمكن القوات الأجنبية من المغادرة”.
وكان أربعة جنود بريطانيين قتلوا الاربعاء الماضي في حادث انقلاب آليتهم في أفغانستان ما يرفع عدد القتلى بين الجنود البريطانيين في هذا البلد خلال اسبوع واحد إلى تسعة.
إلى ذلك، قال مسؤول كبير في الشرطة الأفغانية أمس إن الشرطة عثرت على 11 جثة لرجال قطعت رؤوسهم ووضعت بجوارهم في إقليم جنوبي يعاني من أعمال العنف. وأضاف المسؤول محمد قلاب وردك أن دورية للشرطة اكتشفت الجثث أمس الأول في منطقة خاس أرزكان في إقليم أرزكان شمالي قندهار معقل حركة طالبان. وتابع “هذا من فعل طالبان”.
وغالبا ما يشكك المتشددون في ادعاءات قوات الأمن الأفغانية والأجنبية. ويشكل الهزارة نحو 15 بالمئة من سكان البلاد البالغ مجموعهم حوالي 30 مليون نسمة. ويتبع أغلب الهزارة المذهب الشيعي الذي يمثل اتباعه أقلية في أفغانستان مقارنة بانصار طالبان الذين يتبعون المذهب السني وينتمي أغلبهم لعرق البشتون. وعاني الهزارة من قمع واسع الانتشار بيد طالبان عندما كانت الحركة المتشددة تحكم معظم انحاء البلاد خلال تسعينيات القرن الماضي.
وعثر على مقابر جماعية لابناء عرق الهزارة منذ الاطاحة بحكم طالبان في أواخر عام 2001. ووصل العنف في أفغانستان الآن إلى أسوأ مستوياته خلال الحرب المستمرة منذ تسع سنوات إذ صعدت حركة طالبان من حملة التفجيرات الانتحارية والاغتيالات خاصة في معقلها قندهار.
جيتس: الولايات المتحدة لم تفشل في أفغانستان
واشنطن (وكالات) - نفى وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أن تكون الولايات المتحدة قد فشلت في إحراز تقدم في أفغانستان وقال إن القوات التي يقودها حلف الأطلسي تحقق بعض التقدم. وتأتي تصريحاته في إطار مساعي الإدارة الأميركية للدفاع عن الحرب في أفغانستان وسط مؤشرات مقلقة من البلد المضطرب وارتفاع عدد القتلى بين صفوف القوات الأميركية المنتشرة هناك.
وقال جيتس “لا أعتقد أننا لا نحرز تقدما، بل اعتقد اننا نحقق بعض التقدم.. واعتقد اننا نتقدم إلى الامام”. وجاءت تصريحات جيتس بعد يوم من اجبار قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال على الاستقالة بسبب تصريحات مسيئة لمسؤولين في الإدارة الأميركية في مقابلة نشرتها احدى المجلات الاسبوع الماضي.
وأعرب جيتس في رسالة الى القوات والحلفاء و”الخصوم” عن تأييده للتغيير في قيادة الجيش، إلا أنه قال إن ذلك لا يعني أي تغيير في الاستراتيجية أو في التزام واشنطن بشن الحرب في افغانستان. وقال “يجب ان لا يسيء اي شخص سواء كان من الخصوم أو الاصدقاء أو على وجه الخصوص قواتنا، تفسير هذه التغييرات في الشخصيات على أنها تراخ في التزام الحكومة بمهمتنا في أفغانستان”. وأكد “نحن لا نزال على التزامنا بهذه المهمة”.
وقال إن تصريحات ماكريستال المسيئة “غير مقبولة” وكان لا بد من استبداله.
وصرح الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان المشتركة أنه سيغادر الولايات المتحدة للقيام بجولة في افغانستان وباكستان لطمأنة قادتها على ان استراتيجية واشنطن لن تتاثر برحيل ماكريستال. واعرب مولن عن تاييده لقرار اوباما اقالة ماكريستال وقال ان تلك الخطوة كانت ضرورية لاثبات ان الجيش الاميركي لا يزال مؤسسة “محايدة” مسؤولة امام السلطات المدنية. وفي وصفه للتحدي الذي تمثله المهمة في أفغانستان، استشهد مولن بما قاله القائد الجديد في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس بان المهمة “صعبة ولكنها ليست مستحيلة”. وجاءت الضجة على تصريحات ماكريستال في الوقت الذي تواجه إدارة أوباما شكوكا جيدة في الكونجرس بشأن سير الحرب التي لا تلقى شعبية في الولايات المتحدة. واشار المتشككون الى النتائج المخيبة للآمال في الهجوم على منطقة مرجة في ولاية هلمند، والفساد في حكومة كابول والتأخر في بدء العملية العسكرية في قندهار. الا ان مولن قال ان هناك مؤشرات مشجعة في مرجة، وسعى جيتس الى شرح تصريحات ماكريستال في وقت سابق من هذا الشهر والتي أعلن فيها عن تأجيل عملية قندهار.
المصدر: كابول