حسن الورفلي (بنيغازي)
أسقطت الدفاعات الأرضية للجيش الوطني الليبي، أمس الجمعة، طائرة من دون طيار تركية في محور طريق المطار بضواحي العاصمة طرابلس. وقال الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي في بيان صحفي، إن الدفاعات الأرضية أسقطت الطائرة التركية خلال محاولاتها استهداف القوات في محور طريق المطار، لافتا إلى تقدم قوات الجيش في محور عين زارة وسط تراجع للمليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق الوطني. وتمكن الجيش الليبي من إسقاط ثلاث طائرات تركية من دون طيار منذ إطلاق عملية «طوفان الكرامة» لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المسلحة في الرابع من أبريل الماضي، وتدعم أنقرة الميليشيات المسلحة بالسلاح والآليات وتدريبهم عبر مستشارين عسكريين أتراك.
وفي طرابلس، نجحت قوات الجيش الليبي في التصدي لهجوم الميليشيات المسلحة على منطقة السبيعة، بالإضافة لتدمير عدد من الآليات المسلحة التابعة للمسلحين والقبض على 20 مسلحا بعد محاصرتهم في المنطقة، فضلا عن نجاح الجيش في التصدي لهجوم من عدة محاور على منطقة بئر علاق التي تقع بين العزيزية والسبيعة جنوب طرابلس. وتسعى الميليشيات المسلحة للسيطرة على منطقة السبيعة والتي تعد الأقرب إلى مدينة ترهونة - وتضم حاضنة اجتماعية كبيرة للجيش - كي تصبح الأخيرة في مرمى نيران ومدفعية الميليشيات المسلحة التي بدأت في تطوير تحركاتها العسكرية.
وشن سلاح الجو الليبي غارات على تمركزات الميليشيات المسلحة في منطقة الهيرة جنوبي طرابلس، وذلك بعد محاولة المسلحين التقدم باتجاه منطقتي بوعرقوب والسبيعة جنوب العاصمة. وجدد الجيش الليبي تأكيده على أن معركته ضد الإرهاب وصانعيه من تنظيم الإخوان ليست مجرد معركة مع ميليشيات مختلفة الأيديولوجيات يجمعها هدف واحد هو نهب البلد فقط، بل ضد تنظيم تدعمه دول يحكمها هذا التنظيم الذي يقاتل بشراسة كي يبقى جاثما على صدور الليبيين بميليشياته.
وأكد الجيش أن صناعة الإرهاب جعلت من بعض الليبيين أداة مطيعة في يده يحركها كما يشاء بما يزيد من إصرار الجيش الليبي على القضاء على الإرهاب. وقال الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي إن الجيش سينفذ خلال الساعات القادمة عمليات عسكرية هي الأكبر من نوعها للقضاء على الجماعات الإرهابية. وأكد اللواء فوزي المنصوري قائد محور عين زارة في طرابلس أن جميع محاور العاصمة طرابلس من دون استثناء أوضاعها ممتازة ولا تعانى من أي خلل، وفى جاهزية تامة وبانتظار التعليمات لاقتحام قلب العاصمة.
وفي غريان، قال مسؤول عسكري ليبي رفيع المستوى لـ«الاتحاد» إن قوات الجيش الليبي تعاملت مع أهالي مدينة غريان بكل احترام لاتفاقها مع الأهالي على عدم التعرض لهم ولكنهم خانوا العهد مقابل الإغراءات المادية من قبل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج. وأكد المسؤول الليبي - الذي رفض الإفصاح عن هويته - إن مدينة غريان لم تسقط نتيجة معركة عسكرية ولكن لثقة غرفة العمليات الرئيسية في المنطقة الغربية في أعيان المدينة الذين خانوا العهد، مشددا على أهمية استعادة السيطرة على مدينة غريان بشكل سريع.
إلى ذلك، أدانت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي بأشد العبارات جرائم الحرب التي ارتكبتها العصابات الإرهابية والميليشيات الإجرامية التابعة لحكومة الوفاق، بقيادة أسامة جويلي، في مدينة غريان بحق جرحى الجيش الوطني الليبي الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى حيث
«قاموا جميعاً بقتل أسرى الجيش الليبي والتنكيل بمن نجى منهم، كما منعوا إخلاء المصابين وإسعافهم، بل وقطعوا الطريق على سيارات الإسعاف وأنزلوا منها المصابين ونكلوا بهم وقتلوهم».
من جانبها استنكرت المنظمة الليبية لحقوق الإنسان بأشد عبارات الاستنكار الانتهاكات الجسيمة والخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي تأكد قيام القوات التابعة للمجلس الرئاسي بقيادة أسامة جويلي القيام بها في غريان فور السيطرة على المدينة. وأكدت المنظمة في بيان صادر عنها أمس الجمعة أن ميليشيات حكومة الوفاق قامت بتصفية كل الجرحى الذين كانوا يتلقون العلاج بمستشفى غريان المركزي، واصفة ما حدث بالعمل الإرهابي، وأشارت إلى تواصلها مع إدارة المستشفى وأنها تأكدت من حدوث تصفيات للأسرى لكنها لم تتأكد من عدد الضحايا. كما طالبت النائب العام والمدعي العام العسكري الليبي بضرورة فتح تحقيقات في مجزرة مستشفى غريان، وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم مهما كانت تبعيتهم.