توجهت أنظار عشاق كرة القدم في ألمانيا إلى جنوب أفريقيا لمتابعة المباراة الحاسمة أمام غانا، والتي أعطتهم بطاقة الدور الثاني لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا. ويفضل البعض متابعة المباراة مسترخياً على الأريكة أمام التلفزيون في المنزل، فيما يميل البعض لمتابعتها أمام شاشات العرض الضخمة المخصصة لهذا الغرض، ولكن وزير الدفاع كارل تيودور تسو جوتنبرج تابع المباراة المهمة في أجواء مختلفة تماماً. وكان الوزير قد غادر ألمانيا متوجها إلى القارة السمراء في رحلة عمل ثم توقف في جيبوتي، حيث تجمع مع 120 من الجنود الألمان في عنبر سفينة حربية لمتابعة المباراة المهمة. ولم يكن بوسع الوزير تأجيل رحلته الأولى إلى القرن الأفريقي، حيث تقوم عناصر الجيش الألماني بمهام ضمن مكافحة الإرهاب لأن موعد الرحلة كان محدداً منذ فترة طويلة، ولكن الوزير أجلها لمدة 24 ساعة حتى يتمكن من متابعة المباراة. وحرص الوزير على جعل الأجواء أكثر حميمية مع الجنود، ولذلك أحضر لهم هدية من ألمانيا عبارة عن قميص المنتخب الألماني يحمل توقيعات جميع اللاعبين. ولكن غالبية الجنود لم يخلعوا الملابس العسكرية أثناء المباراة، ربما لأنهم أحرجوا من القيام بهذا في ظل وجود وزيرهم، ولكن أحد الجنود خرج عن القاعدة وارتدى قميص المنتخب. وشاهد الجنود المباراة عبر قناة الجزيرة الرياضية، بعد أن وصلت بطاقة جهاز الاستقبال إليهم بمغامرة كبيرة، حيث تم نقل البطاقة من دريسدن في ألمانيا عبر طهران إلى جيبوتي. وقبل أن يخوض المنتخب الألماني أولى مبارياته في البطولة، قامت طائرة فرنسية بإنزال بطاقة جهاز الاستقبال إلى متن السفينة، ورغم كل هذه المغامرة، إلا أن الإرسال لم يكن مثالياً، وهو أمر اضطر الجنود إلى تحمله. وبمجرد أن سجل مسعود أوزيل الهدف الوحيد في المباراة في الدقيقة 60، تحول العنبر إلى ما يشبه الاستاد، حيث بدأ الوزير الألماني في التصفيق والتهليل وشعر جوتنبرج والجنود الألمان براحة شديدة بعد المباراة؛ لأنها ضمنت تأهلهم للدور الثاني في البطولة. وبالرغم من أن الوزير تكهن بفوز ألمانيا بثلاثة أهداف نظيفة، إلا أنه شعر بالسعادة بالهدف الوحيد للمباراة، وتحدث جوتنبرج بعد المباراة بلهجة الخبير، حيث قال إنه يتعين الاهتمام بشكل أكبر بالدفاع في مباراة ألمانيا المقبلة أمام المنتخب الإنجليزي.