معتصم عبدالله (دبي)

اجتذبت الفرحة الاستثنائية للمدرب الكرواتي كرونسلاف جوريتش، والذي نجح في إعادة فريقه النصر إلى واجهة البطولات المحلية بالفوز بلقب كأس الخليج العربي على حساب منافسه شباب الأهلي في النهائي 2-1، عدسات المصورين التي ظلت متابعة أيضاً للانفعالات الكبيرة للمدرب خلال المباراة، والتي كلفته الحصول على بطاقة حمراء في دقائق الوقت بدل الضائع، قبل أن يعود مع صافرة النهاية ليحتفل مع لاعبيه وجمهور «الأزرق» باللقب المستحق.
أعاد كرونو أسرار «قفزات الفرح» المتتالية التي أعقبت صافرة نهاية مباراة الكأس إلى العمل الشاق مع الفريق خلال الفترة الماضية، وأَوضح: «السبب وراء السعادة الكبيرة التي بدت علينا هو العمل الكبير والشاق جداً، الذي قام به الجميع في الفريق بلا استثناء خلال الأسابيع الماضية».
وأضاف: «شعرنا بأننا حصلنا على مكافأة مستحقة، لأننا قبلنا مهمة صعبة جداً، وتمكنا من إنجاز عمل كبير خلال وقت قصير، وأنا شخصياً لم أفز بلقب منذ فترة ليست بالقصيرة، وكان هذا سبباً آخر لشعوري بالسعادة».
وترجم الفوز المستحق باللقب تصاعد أداء «العميد» تحت القيادة الفنية لكرونو، والذي تولى المهمة في 17 أكتوبر 2019 بعد البداية السلبية لـ«الأزرق» على صعيد مشوار الدوري، ليحقق الفريق نتائج إيجابية على صعيد مسابقتي الدوري وكأس الخليج العربي على التوالي، ويرتقي إلى المركز الثالث في الترتيب العام للدوري، قبل تتويجه بلقب كأس الخليج العربي، فيما مثل الوداع المبكر لكأس رئيس الدولة من عتبة دور الستة عشر أمام «حامل اللقب» شباب الأهلي 1-2 السلبية الوحيدة على صعيد النتائج رغم الأداء المميز.
وأضاف المدرب الكرواتي: «ذكرت في المؤتمر الصحفي الأول لي في نادي النصر أن تحقيق الإنجازات الكبيرة لا يتم خلال فترات زمنية قصيرة، نعم تمكنا من الفوز بكأس الخليج العربي، لكن الفريق ما زال بحاجة للمزيد من التطور وللدعم أيضاً على مستوى اللاعبين في بعض خانات اللعب ونحتاج أيضاً لتشكيلة أكبر من التي نمتلكها حالياً، وبمرور الوقت ومع توفر هذه العوامل سترون مستوى متطوراً للنصر».
وتابع: «توليت مسؤولية تدريب فريق لم يحقق أي فوز طوال شهرين كاملين، وكان تركيزي في البداية منصبا على تعزيز ثقة اللاعبين في أنفسهم، وأعتقد أن هذا هو إنجازي الأكبر مع النصر خلال فترتي في النادي حتى الآن، لأننا أصبحنا الآن قادرين على العودة من الخسارة بهدف أو حتى هدفين وتحويل هذا التأخر بالنتيجة إلى فوز».
وحول رؤيته لفترة الانتقالات الشتوية، قال: «قد نرى بعض اللاعبين الجدد في صفوف الفريق خلال الفترة المقبلة لكن الأمر بحاجة للمزيد من الوقت، ولا أود أن اكشف عن أي أسماء أو أناقش الخانات التي سنقوم بتدعيمها احتراماً لجميع اللاعبين المتواجدين الآن في غرفة الملابس، وفي كل الأحوال سنقوم بالكشف عن التفاصيل عندما تكتمل الأمور بشكل رسمي».
وتعليقاً على مردود أداء أجانب «العميد» خلال المباريات الأخيرة، قال: «عملي هو مساعدة اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم في الملعب، وأعتقد أن جميع اللاعبين يؤدون بروح قتالية ورغبة كبيرة في تحقيق الفوز، إضافة إلى انهم يمتلكون المهارات الفردية اللازمة ويجتهدون لمساعدة الفريق حتى وإن لم يحالفهم التوفيق في بعض المباريات».

الطريق إلى منطقة الخليج
قبل نوفمبر 2017، لم يكن اسم المدرب كرونو معروفاً على مستوى المنطقة الخليجية، قبل أن تبادر هيئة الرياضة والاتحاد السعودي بالتعاقد مع المدرب الكرواتي ليقود منتخب «المواهب من مواليد المملكة» للفئة العمرية من 18 إلى 28 عاماً في تجربة هي الأولى من نوعها.
ومثل منتخب المواهب خطوة أولى في مشوار كرونو «الخليجي»، لينتقل بعدها لتدريب النصر السعودي لفترة مؤقتة، ومنها إلى دوري الخليج العربي بقيادته بني ياس في الموسم الماضي 2018- 2019، وصولاً إلى محطته الحالية مع «العميد».

«الصرامة» صفة وراثية
ما بين 25 نوفمبر 2019، و17 يناير 2020، عاش كرونو مشاعر متناقضة ما بين الحزن والفرحة، بعدما تلقى في التاريخ الأول نبأ وفاة والده، ليضطر إلى العودة لمسقط رأسه بمدينة غرودة، للمشاركة في تشييع جثمان والده، والذي توفي عن عمر يناهز الـ82 عاماً، ليغيب عن الإشراف عن مباراة فريقه أمام الظفرة 2-0، ضمن الجولة الأخيرة في الدور الأول للكأس، ليعود بعدها ويقود «العميد» لفرحة التتويج بلقب الكأس، الجمعة الماضي.
ولفت كرونو، الذي نجح في اجتياز امتحان القبول لكلية الطب بجامعة زغرب، قبل اتجاهه لمجال التدريب، إلى أن سلوك الانضباط الذي يمارسه في مشواره التدريبي، يعد أمراً متوارثاً عن والده جوريتش المعروف باسم والد كرونو، حيث عمل الراحل مدرساً سابقاً، ومديراً لمدرسة أنتون برانكو الابتدائية، ومن بعدها مديراً لمدرسة كومالونو غرودة.

الحنين إلى دينامو زغرب
على بعد أقل من 500 متر من ملعب دينامو زغرب، عاش كرونو أفضل سنواته الكروية لاعباً ومدرباً للفريق العريق، ويعلق المدرب الكرواتي على علاقته الخاصة مع ناديه السابق، بالقول: «أعتقد جازماً بأنه لا يمكن فصل حياتي عن دينامو، جزء كبير من ذكرياتي كانت بين جدران هذا النادي، رغماً عن الأوقات الكثيرة الصعبة التي مررت بها في تجاربي مع الفريق».