مريم بوخطامين والسيد حسن (رأس الخيمة وكلباء)
ألحقت إدارة حقوق الطفل بحكومة الشارقة الطفل ضحية ما عرف إعلامياً بـ«فيديو التنمر» ببرنامج تأهيلي، بهدف إعادة تأهيله نفسياً وبدنياً وإعادة الثقة إليه من جديد، على أن يتم إلحاقه ببرنامج الشرطي الصغير التابع للشرطة المجتمعية، بحسب ما أفاد به والده.
وأبلغ والد الطفل «الاتحاد» بأن ابنه من أصحاب الهمم، ويعاني من خلل في الحركة والتوازن، وأجريت له مؤخراً عملية في عينه، وبأنه مسالم وهادئ وسوي كباقي الأطفال. وأكد أنه تقدم ببلاغين الأول حول واقعة الضرب المصورة، والثاني حول استمرار سب ابنه منذ فترة طويلة وتوبيخه في كل وقت.
إلى ذلك، تقدم ولي أمر المتهمين الأول والثاني في الواقعة ببلاغ رسمي إلى مركز شرطة كلباء يتهم فيه طالبين من أقارب الضحية بالاعتداء على نجليه داخل أسوار المدرسة وقبل بدء الامتحان.
وتعود أحداث القضية إلى انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر طلاباً داخل حافلة مدرسية يعتدون على طالب بطريقة مهينة وغير إنسانية، الأمر الذي قوبل باستهجان مجتمعي لافت.
طالب أهالي وأولياء أمور من إدارات المدارس بضرورة تكثيف الدورات التدريبية والتطويرية التي تستهدف الاختصاصيات والاختصاصيين الاجتماعيين، بهدف تنمية المهارات العلمية، والقضاء على السلوكيات السلبية التي تجتاح عدداً من الطلاب، مثل «التنمر» في المدارس.
وقالت خولة حسن الاختصاصية الاجتماعية في إحدى مدارس منطقة رأس الخيمة التعليمية، إن إدارات المدارس تتبنى سنوياً تطبيق مشاريع تدريبية حول الوعي السلوكي يشرف عليها اختصاصيون اجتماعيون، يهدف من خلالها استخدام الطرق المهنية العلمية في دراسة الظواهر والمشكلات، وإشراك الطلاب وأولياء الأمور والمؤسسات المجتمعية للتصدي وإيجاد الحلول المناسبة لها.
ولفتت إلى أهمية هذه الدورات في إكساب المشاركين طرقاً علمية ونشر الوعي بأخطار الظواهر والسلوكيات السلبية في المجتمع المدرسي، ودراسة المشكلات والمساهمة في التوعية من أخطارها، وتعميق الانتماء للهوية الوطنية والمسؤولية الاجتماعية.
وأشار عدد من التربويين بالمدارس إلى أن المنطقة التعليمية تطلب مع بداية كل عام من كل اختصاصي أو اختصاصية اجتماعية عمل وعرض خطة مدروسة للتصدي للظواهر الموجودة والدخيلة في كل مدرسة، وكيفية وقاية الطلاب منها وحمايتهم وإجراءات التصدي لها بمختلف السلوكيات والظواهر السلوكية، موضحين أن هناك سلوكيات تنتشر مع بداية العام الدراسي تتسبب في تأخر وتدني التحصيل الدراسي للطالب.
بدورها، تروي «م.ع» أم لأحد الطلاب المتضررين في إحدى مدارس البنين حلقة أولى برأس الخيمة قصة ابنها الذي كان يتعرض للضرب من عدد من الطلبة في المدرسة التي ينتمي لها، باعتباره أصغر سناً منهم، والتي كان حينها عمر ابنها 9 سنوات، مطالبة بضرورة عمل ضوابط أكثر ضد العنف بين الطلاب، لأنها مشكلات متكررة خاصة في مدارس البنين، موضحة أنها اضطرت في المرة الأخيرة للتوجه لأحد المراكز الصحية لكتابة تقرير طبي عن حالة ابنها حين ذاك.
وأوضحت أم الطالب أن حالة ابنها ليست الوحيدة، فقد اشتكت غيرها من الأمهات من المشكلة نفسها والتي يكون سببها في أغلب الأحيان مشاجرات طلابية تؤدي في نهاية الأمر لجروح وخدوش، شارحة وضع ابنها الذي قام أحد الطلاب في المدرسة بغرس قلم رصاص بظهره مسبباً له آلاماً وجروحاً، الأمر الذي دفعها للتوجه للمركز الصحي والقيام بتعقيم الجرح ومداواة الطالب، مطالبة بسياسة رادعة ضد المشكلة والتواصل مع الأسر بشكل جدي واستدعائهم.
بدوره، طالب سليمان الخنبولي إدارات المدارس بوضع خطط علاجية لعدد من الظواهر والسلوكيات المنتشرة في الحرم المدرسي، مثل العنف الطلابي، وتخريب الممتلكات المدرسية والعامة، وتصحيح مفهوم الشلل والتجمعات الطلابية، وكيفية خلق صداقات إيجابية مع الطلاب، منوهاً بأن المسؤولية المشتركة تحتّم على الجميع تعميق الوعي، والعمل على نشر الوعي بأخطار الظواهر والسلوكيات السلبية في المجتمع المدرسي والمحلي، وإشراك الطلاب وأولياء الأمور في دراسة المشكلات والمساهمة في التوعية من أخطارها وتعميق الانتماء للهوية الوطنية والمسؤولية الاجتماعية.
وبين الخنبولي ضرورة تفعيل البرامج الترفيهية والتوعوية التي تنفس عن الطلاب من الضغوط وتسقط عنهم السلوكيات السلبية، وأهمية خلق روح أخوة بين الطلبة وكسر نظام الشللية في المدارس، وخلق تعاون مشترك مع الجهات المختصة في الإمارة.