محمد حامد (الشارقة)

على الرغم من تفاؤل عشاق البارسا، بعودة الكرة الجميلة مع تولي كيكي سيتين تدريب الفريق، بعد إقالة المغضوب عليه بشدة إرنستو فالفيردي، إلا أن أحلام جماهير النادي الكتالوني لم يتحقق منها في المباراة الأولى للمدرب الجديد، سوى قشور التيكي تاكا، أي كثرة التمرير، فقد بلغ عدد التمريرات 1005 تمريرات، وهو أكثر بـ 217 تمريرات عن المباراة التي شهدت أعلى معدل في عهد فالفيردي، وكانت أمام ريال بيتيس، إلا أنها انتهت بخماسية كتالونية، فيما اكتفي سيتين بقيادة البارسا للفوز بهدف وحيد على غرناطة، وكالعادة جاء الفوز بقرار ليونيل ميسي.
سيتين تحدث عقب المباراة، في محاولة منه لبث رسائل الاطمئنان لعشاق البارسا، خاصة أنه يعلم جيداً أن الحافظ على هوية البارسا شكلاً لا مضموناً، لن يضمن له علاقة جيدة مع الجماهير، فقد كانت نسبة 20 % من تمريرات البارسا في مباراة سيتين الأولى أمام غرناطة للأمام، وبالنظر إلى كثرة التمريرات، وعدم جدواها، وندرة المعدل التهديفي، وكذلك التهديد الفعال لمرمى المنافس طوال الوقت، فإنه يمكن القول إن سيتين أعاد التيكي تاكا شكلاً لا مضموناً، كما أن شكواه من جفاف أرضية الملعب، تجعله وكأنه يريد السير على خطى بيب جوارديولا حتى في شكواه.
وفي تصريحاته، ووفقاً لما نقلته صحيفة سبورت الكتالونية، قال المدير الفني للبارسا، عقب المباراة: «إنه يوم رائع بالنسبة لي، نعم لم نكن في أفضل حال في الشوط الأول، إلا أننا نجحنا في التغلب فيما بعد على الأداء الدفاعي القوي لفريق غرناطة، أعتقد أن أرضية الملعب لم تكن جيدة، لقد كانت جافة، ولم تساعدنا في نقل الكرة بارتياح».
وعن بعض الجوانب التي تخص فاعلية الفريق، قال سيتين: «ليس من السهل أن تخترق فريقاً يغلق أمامك المساحات، حاولت أن أفعل ذلك عن طريق جريزمان وفاتي، إلا أنهما لم ينجحا في ذلك إلا نادراً».
وعلى خطى من سبقوه من المدربين، أبدى سيتين شعوره بالامتنان لنجم الفريق ميسي، وأضاف: «هذا ما يفعله ميسي طوال مسيرته، حينما تصبح الأمور صعبة، فإنه يقوم بدوره في حل جميع المشكلات، هذه التمريرة الرائعة من فيدال ترجمها ميسي لهدف الفوز».
وعاد سيتين للحديث عن ملامح التيكي تاكا، فقال: «نعم 1005 تمريرات، ولكن أريد أن نتحرك بشكل أسرع، لم نكن على درجة كبيرة من البطء، ولكن تدخلات المنافسين بطريقة لا تخلو من العنف تسبب في إعاقة فريقي، سوف نصبح أكثر سرعة وتحكماً بكل تأكيد».
وكالعادة، خطف ميسي الأضواء التي كانت تتجه صوب سيتين في مباراته الأولى مع البارسا، فقد كان الجميع يترقب ظهور المدرب الجديد، إلا أن ميسي شاركه في الأضواء، خاصة أن الهدف الذي سجله لا يعني الفوز والحصول على 3 نقاط فحسب، بل إنه رفع به رصيده للهدف 14 في صدارة الهدافين بالليجا.
كما أنه يعني الكثير في إطار الصراع الذي لا يتوقف مع الغريم الأزلي رونالدو، وعلى الرغم من وجود الدون البرتغالي في إيطاليا، واستمراره في رحلة التوهج بعيداً عن ليو، إلا أن الأرقام والمقارنات بينهما لا تتوقف.
ميسي سجل هدفه الـ 433 في الليجا، مما يجعله الأعلى تهديفاً على مدار التاريخ في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، والمفارقة أن رونالدو يلاحقه فقد بلغ عدد أهدافه 432 هدفاً في بطولات الدوري، سواء في إنجلترا أو إسبانيا، وكذلك في إيطاليا في الوقت الراهن.