رئيس قسم شرطة الخيالة بدبي يبتكر سرجاً للمعاقين
دبي (الاتحاد) - أسهم الرائد محمد العظب، رئيس قسم شرطة الخيالة في دبي، بتطبيق برنامج التدريب العلاجي للمعاقين، الذي بدأت به منذ ثلاث سنوات، ليس فقط بخبرته العلمية والمهارية بل في اختراع يتمثل في تعديل السرج لخدمة المعاقين، وإعانتهم على التدريب العلاجي الذي يقومون به على ظهر الخيل.
توظيف الخبرة
يعد العظب واحدا من الرموز الحيوية في الإشراف على تنظيم سباقات الخيل وقيادة التحكيم في منافسات القدرة وقفز الحواجز، وهو أيضا خبير محلف معتمد لدى محاكم دبي في القضايا المتعلقة بالخيل التي تطرح أمامها للنظر والحكم فيها. ولأن شرطة الخيالة شرعت منذ ثلاث سنوات بتطبيق برنامج التدريب العلاجي لذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أسهم العظب إلى جانب خبرته العلمية والمهارية في تطبيق هذا البرنامج باختراع يتمثل في تعديل السرج ليخدم المعاقين، ويعينهم على التدريب العلاجي الذي يقومون به على ظهر الخيل.
ومن خلال ممارسته للعمل في البرامج الخاصة بالمعاقين، اكتشف العظب بعض المعوقات التي تحول دون استفادة بعض الحالات المرضية الفادحة لدى الأطفال، ففكر وعمل على تجاوزها وحالفه التوفيق باختراع سرج خاص بهؤلاء وهو اختراع قيد التسجيل في وزارة الاقتصاد يمكن في وقت قريب أن يستفاد منه في كل مكان في العالم.
وحول المراحل التي مر بها الاختراع، يقول العظب “في مرحلة أولى قمنا بصناعة سرج لإسناد الظهر، ثم قمنا في المرحلة الثانية بدعمه بحواجز لتثبيت الأرجل، وفي المرحلة الأخيرة قمنا بإخراجه بصيغة متكاملة تضم كل الأطراف إضافة إلى مقابض تساعد المدرب على التحكم في الطفل وفي الحصان، وقد تمت تجربة هذا السرج على أكثر من نوع من الإعاقات، ويتم حاليا العمل به في برنامج العلاج بركوب الخيل مع وزارة الشؤون الاجتماعية”. ويضيف أن “الإعاقات التي شملها برنامج التدريب تضم التوحد والشلل الدماغي ومتلازمة داون والإعاقة الذهنية والصم والمكفوفين دون تحديد عمر معين”.
من الإنجازات الأخرى التي تسجل في رصيد العظب، الحاصل على وسام الشجاعة والإقدام لمطاردته متهماً مسلحاً، اقتراحه برنامجا علاجيا لذوي الاحتياجات الخاصة بركوب الخيل، حيث يوضح أن هذه الفكرة تولدت لديه بعد زيارته لمراكز التدريب في التشيك، ورؤيته لاستخدام الخيول في علاج بعض حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، فعرض الفكرة على مركز دبي لتأهيل المعاقين، وبدأوا سوية تطبيقه يوماً في الأسبوع في البداية، وكانت النتائج تظهر تحسناً كبيراً في حالات ذوي الاحتياجات، وأصبح هناك تفاعل بينهم وبين الخيل، وحالياً لدى البرنامج أكثر من 30 منتسبا من ذوي الإعاقة.
ويلخص العظب، فائدة ركوب الخيل للمعاقين وما يحققه لهم البرنامج التدريبي العلاجي الذي يمارسونه بركوب الخيل، قائلا “فائدة ركوب الخيل للمعاقين تحقق لهم قوة التوازن وتنمي عضلاتهم، وتزيد سرعة الاستجابات الحسية والحركية، وتزيد السيطرة على الجسم وتحسن وضعية الجسم ووضعية الجلوس والوقوف وتوازن الجسم بشكل عام، كما أنها تسهم في زيادة مجال حركة المفاصل بشكل صحي وإيجابي، وإرخاء العضلات القاسية والمتشنجة، وزيادة مستوى القدرة على التحمل، وتعزيز الثقة في النفس، والسيطرة على العواطف، وتطوير القدرة على الصبر وتقوية العضلات، وتحسين القدرات وتقدير المخاطر والتكامل الحسي وتطوير المد الحركي، وتخفيض مستوى الضغط الاجتهادي، وتقوية شعور الانتماء الاجتماعي وتطوير قدراتهم على التواصل والتعبير عن رغباتهم ومطالبهم، ويقوم المختصون في شرطة الخيالة بفحص طبي شامل ودقيق لكل حالة قبل البدء في الاستفادة من البرنامج، وذلك للتأكد من أهليته وعدم وجود مانع حاسم، وثمة أيضا برنامج موجه للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد والذين يعرف عنهم ابتعادهم عن المجتمع، ويهدف البرنامج في مرحلته الأولى إلى استعادة علاقة الطفل المنعزل وتواصله الاجتماعي”.
إنجازات ومشاركات
حقق العظب الكثير من الإنجازات في عالم التدريب والتحكيم، إلى ذلك، يقول “قمت بإعداد مشروع لإعادة تأهيل خيول السباق لتستخدم في العمل الشرطي، وفر على القيادة العامة لشرطة دبي مليون درهم، وذلك عن طريق برنامج تدريبي والاهتمام بتغذية الخيل نفسه فالخيل الذي يستغنى عنه في السباقات يحول لشرطة دبي، والمبدأ الأساسي الذي يعتمد عليه البرنامج إعادة تأهيل الخيل، والخيل المستخدم في السباق تم بناء عقليته على الانطلاق، ونحن في الشرطة لا نريد أن ينطلق الخيل، بل يقف مكانه ونستفيد منه، فتم إخضاع الخيل للتدريب وتغيير غذائه للاستفادة منه في العمل الشرطي، وحصلت على شهادة من الشرطة، ونتيجة لهذا البرنامج تم استحداث شعبة مكافحة الشغب في هيكل إدارة الخيالة”. ويضيف “شاركت في أغلب بطولات القدرة، وكنت عضو لجنة تحكيم في بطولة العالم للقدرة في دبي 2005 ورئيس لجنة تحكيم في آسياد الدوحة 2006، وعضو لجنة تحكيم في بطولة العالم لألعاب الفروسية في عام 2006، وعضو لجنة تحكيم في بطولة العالم للشباب في التشيك للعام 2007، وعضو لجنة تحكيم بطولة أوروبا المتحدة في البرتغال للعام 2007 أيضا، وبطولة العالم للشباب في البحرين 2005، إضافة إلى ذلك كنت عضو لجنة تحكيم في جميع سباقات كأس دبي العالمية التي تقام سنوياً، منذ انطلاقها في عام 1995.
وشاركت كعضو لجنة تحكيم في سباقات جمال الخيل في دبي، وشاركت كفارس يمثل شرطة دبي في سباقات القدرة وقفز الحواجز”.
إدخال الخيل إلى الشرطة
تطورت شرطة الخيالة في دبي، وأخذت مكانتها الريادية في المنطقة حتى أصبحت اليوم تمتلك 180 خيلا وأكبر إسطبل للشرطة في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط كافة. في السياق ذاته، يقول الرائد محمد العظب “تعتبر إدارة الخيالة أول جهاز شرطي على مستوى دول الخليج العربي أدخل الخيل ضمن نطاق عمله بهدف مكافحة الجريمة، إذ أنشأت شرطة دبي قسماً لمباحث شرطة الخيالة في 1967 وكان في ذلك الوقت يتبع إدارياً السجن المركزي، وبعد فترة أصبح يتبع الإدارة العامة للمنشآت والهيئات والطوارئ، إلى أن ضُم القسم للإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، ثم أنشئت إدارة خاصة للخيالة في فبراير 2009، وقد كان الدور المنوط بالإدارة يتركز سابقاً في تسيير دوريات الخيالة لحفظ الأمن في الأماكن التي يصعب وصول المركبات إليها، إذ كانت دبي قديماً عبارة عن أحياء سكنية وأزقة تقع على الساحل، وطرقاتها ضيقة وفيها الكثير من المحال المتجاورة، فكان الحل لحفظ الأمن يكمن في استخدام دوريات الخيالة، وفي الوقت الراهن تطور العمل المنوط بقسم الخيالة وتشعب وأصبح يقدم أدواراً كثيرة تصب في إطار المشاركات المجتمعية، فإلى جانب دور الخيل الكبير في العمل الشرطي يشارك القسم في تأمين مواقع الفعاليات المقامة بالدولة”.