شعبان إسماعيل: صوم تارك الصلاة مردود
لا يُقبل صيام المسلم بدون صلاة، بحسب الدكتور شعبان إسماعيل، أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والذي يشير إلى أن الصلاة تعد من أهم العبادات تعلقاً بالمسلم في رمضان، خاصة صلاة التراويح والقيام·
ويؤكد أن تارك الصلاة صومه ليس بصحيح ولا مقبول منه، فقد رُوي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ما معناه: ''من ترك صلاة العصر حبط عمله''، ومعنى حبط عمله أي بطل ولم ينتفع به، فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاة لا يقبل الله منه عملاً ومنه الصيام، ومن صام وهو لا يصلي فصومه مردود غير مقبول، ولا نافع له عند الله يوم القيامة·
ويضيف الدكتور شعبان إسماعيل أن المتأمل في كيفية ومكان فريضة الصلاة يجد أنها أخذت طابعاً خاصاً عن سائر العبادات، فهي الفريضة الوحيدة، التي فرضت في السماء ليلة الإسراء والمعراج، وكأن تلك الرحلة إنما كانت للتخفيف والتسرية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد ما لقيه من قومه وأقرب الناس إليه·
ومن هنا كانت فريضة الصلاة هديته -صلى الله عليه وسلم- له ولأمته، وتعني صلة العبد بربه، فهي حلقة اتصال بين الخالق والمخلوق، فعند الملمات يلجأ المؤمن إلى ربه بالصلاة، ويطلب منه المدد والمعونة والهداية إلى الصراط المستقيم·
فإذا كانت الصلاة فريضة من الفرائض، وحقاً على المسلم أداءها، فإنها في الوقت نفسه تكريم للمسلم وفيها من المنافع ما يعود عليه بالخير والنعم، إنها سكينة النفس، وطهارة الروح، ومظهر العلاقة الحقيقية بين الخالق والمخلوق·
ويوضح أن المسلم إذا واظب عليها، وأدّاها كاملة الأركان والشروط، وفي أوقاتها المحددة لها شرعا، احس بأن الله تعالى معه حيثما كان، يمده بالقوة والعون· كما أن الصلاة مكفرة للذنوب، ومطهرة للعبد من الخطايا والسيئات التي يرتكبها من حين لآخر، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما معناه: ''أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء· قال فكذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا''·
ولما كانت الصلاة بهذه المكانة، فقد حذر الإسلام من التهاون فيها، وبيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنها الفارقة بين المسلم وغيره، فقال -صلى الله عليه وسلم: ''العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر''·
كما بيّن -صلى الله عليه وسلم- أن ''أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله''·
ولما كان للصلاة أثرها الواضح في تهذيب النفس، وتنقية الوجدان من كل عوامل الشر، حتى يكون المسلم عضواً نافعاً في مجتمعه يعود خيره عليه، حث الإسلام على أدائها في جماعة، حتى يشعر المسلم من خلال هذه الممارسة الفعلية أنه جزء من هذا المجتمع، وأنه يستوي مع غيره من الناس مهما اختلفت مكانتهم الاجتماعية·