صدفة صارت عرفــــاً
اقتربت أم يوسف من ذكريات الطفولة في رمضان، حيث كانت تلهو ورفاقها في أزقة ''الفريج'' لحين دنو وقت الإفطار، فتسابق شوقها إلى حيث نصب المدفع أمام بوابة الحصن في الشارقة، وما أن يأمر الشخص المعني بإطلاق المدفع حتى يبادر الصبية ومعهم هي بوضع أصابعهم في آذانهم من هول صوت المدفع·
وعلى الرغم من بساطة الحياة آنذاك، وفق أم يوسف، إلا أنها كانت ''ثرية'' بالتواصل والترابط بين الأهالي، وتبادل الأطباق قبيل الإفطار، وتجمع النساء في بيت إحداهن في انتظار سماع دوي المدفع حتى يشرعن في تناول الإفطار·
الشارقة - اقتربت أم يوسف من ذكريات الطفولة في رمضان، حيث كانت تلهو ورفاقها في أزقة ''الفريج'' لحين دنو وقت الإفطار، فتسابق شوقها إلى حيث نصب المدفع أمام بوابة الحصن في الشارقة، وما أن يأمر الشخص المعني بإطلاق المدفع حتى يبادر الصبية ومعهم هي بوضع أصابعهم في آذانهم من هول صوت المدفع·
وعلى الرغم من بساطة الحياة آنذاك، وفق أم يوسف، إلا أنها كانت ''ثرية'' بالتواصل والترابط بين الأهالي، وتبادل الأطباق قبيل الإفطار، وتجمع النساء في بيت إحداهن في انتظار سماع دوي المدفع حتى يشرعن في تناول الإفطار·
وارتبط مدفع رمضان بالشهر الفضيل حتى أصبح من التقاليد المهمة للإعلان عن الإفطار في كثير من الدول العربية والإسلامية، ولازال وقعه مؤثراً في نفوس الصائمين الذين يبدأون إفطارهم على دوي صوت المدفع·
ويرجع مؤرخون تاريخ إطلاق مدفع رمضان إلى عهد المماليك حيث أراد السلطان المملوكي ''خشقدم'' أن يجرب مدفعاً جديداً وصل إليه· وقد صــــادف إطلاق المــدفــــع وقت موعد الإفطار مما دفع الناس إلى الظن بأن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى موعد الإفـــطار، فتوجهـــوا إليه شاكرين، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذاناً بالإفطار·
ويعود تاريخ تواجد المدافع في الإمارات إلى القرنين السابع عشر والتاسع عشر حيث طمع بها المستعمرون وعلى رأسهم الاستعمار البريطاني· وفي متحف حصن الشارقة مدفع أثري برونزي يبلغ قطر فوهته حوالي 4 سم، وعليه بعض الرموز البريطانية من بينها التاج البريطاني، ويعود المدفع، وفق مصادر في المتحف، إلى القرن التاسع عشر الميلادي· ومن أهم المدافع الحديدية مدفع من الصلب في قلعة الفهيدي بدبي قطر فوهته يصل إلى حوالي
9 سم، وباروده كروي الشكل ويرجع إلى القرن الثامن عشر·
ويشار إلى أن جهات مختصة أصلحت عدداً من المدافع المعطوبة وصنعت باروداً خاصاً بها ليصدح صوته عالياً معلنا موعد الإفطار· وتبقى مراسيم إطلاق مدفع رمضان ذات حضور بين الناس ومنهم أم يوسف بالرغم من انتشار وسائل التكنولوجيا، وانتشار المساجد بشكل واسع·
··· في الشارقة إفطار وتواصل
أحمد مرسي
الشارقة - اعتادت الشارقة، ومنذ سنوات مضت، على سماع أصوات مدافع رمضان التي يتم نصبها في أهم ميادين المدينة، والمنطقتين الوسطى والشرقية حيث جهزت شرطة الإمارة لهذا العام عشرة مدافع من مختلف النوعيات والأحجام لتعلن الإفطار·
واغتنم مغتربون فرصة نقل طقوس إطلاق المدفع قبيل رفع أذان المغرب نقلا مباشرا للتواصل من خلال التواجد في موقع المدفع ليراهم ذووهم خارج الدولة على الشاشة·
واختارت الشارقة أماكن توزيع المدافع في منطقة القرائن، والطلاع، وميدان الحصن (المدينة القديمة)، ومنطقة الحيرة، وكورنيش بحيرة خالد بجانب مسجد النور على أن تطلق جميعها طلقة واحدة يومياً لتحمل ''بشرى'' الإفطار للصائمين، حسب ما أكده قائد وحدة الطوارئ في شرطة الشارقة المقدم عبد الله المهيري الذي يشير إلى أن مدى ''طلقات الفرح'' يصل إلى 170 ''ديسبل''
(وحدة قياس الصوت)، ويسمعها سكان معظم مناطق الإمارة·
إلى ذلك، يقول عبد الرحمن محمد عبد الحافظ، المقيم في الشارقة:''تحول التجمع أمام المدفع في مسجد النور إلى فرصة للتواصل مع الأهل خارج الدولة حيث تُنقل تلك اللحظة مباشرة على قناة الشارقة الفضائية''·
ويقول محمد الدقداق، الذي يعمل في شركة خاصة في الشارقة:''أحضر إلى الموقع الذي يتواجد فيه المدفع بشكل مستمر لكي أتواصل مع الأهل في فلسطين حيث أجد من هذا المكان فرصة لكي يروني ويطمئنوا علىّ وفي نفس اللحظة وأخاطبهم عبر الهاتف''·
ويذكر المقدم المهيري أن مدفع رمضان أصبح تقليدا سنويا تمارسه الشرطة منذ زمن طويل لإحياء ثقافة المنطقة، حيث يشيع المدفع جوا من البهجة بين الصائمين، لافتا إلى أن إطلاق مدافع رمضان بالشارقة يكون مصحوبا بتوزيع وجبات الإفطار على أفراد الجمهور الذين يأتون خصيصاً لرؤية ''طلقات الفرح''·
المصدر: الشارقة