تنشغل السلطات الصحية العالمية، منذ أسابيع، بالفيروس الجديد المسبب لمشاكل في التنفس الذي ظهر في دول آسيوية عدة.
ويطرح هذا الفيروس الجديد أسئلة عدة بعد أن توفي ثلاثة أشخاص جراء مشاكل في التنفس، فيما تسجل إصابات في دول آسيوية.
- ما طبيعة الفيروس، ما هي انعكاساته؟
لم يسبق أن رصد هذا الفيروس من قبل وهو ينتمي إلى سلالة الفيروسات التاجية (كورونا). ويوضح أرنو فونتانيه، مسؤول وحدة علم الأوبئة للأمراض الناشئة في معهد «باستور» في العاصمة الفرنسية باريس «هو سابع فيروس تاجي قادر على أن يظهر سريرياً لدى البشر».
ويعتقد أن الفيروس نشأ في سوق في مدينة ووهان الصينية البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة. وقد أغلقت السوق في الأول من يناير الحالي. ويقول البروفيسور فونتانيه «نفترض أن المصدر كان حيوانات بيعت في هذه السوق وانتقلت العدوى إلى الإنسان».
وهذا الفيروس قريب من ذلك الذي تسبب بوباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) في 2002-2003. وقد حصد هذا الفيروس 774 قتيلاً في العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
من الناحية الجينية، ثمة «تشابه بنسبة 80%» بين الفيروسين، بحسب فونتانيه، فيما يسبب الاثنان أمراضاً تنفسية.
وقد توفي حتى الآن ثلاثة مرضى جراء الفيروس الجديد. وكان أول ضحيتين في الحادية والستين والتاسعة والستين فيما لم يحدد عمر الضحية الثالث.
- كيف ينتقل الفيروس بين البشر؟
هذا سؤال محوري لا يزال يلفه الغموض. فمنذ الحالات الأولى، اعتبرت السلطات الصحية أن خطر انتقال عدوى الفيروس بين البشر «ضئيل» مع أنه «غير مستبعد».
واستندت في ذلك إلى أن التحاليل لم تظهر إصابة المقربين من المصابين أو الطاقم الطبي في الحالات الأولى المسجلة باستثناء امرأة كان زوجها يعمل في السوق المعنية، فيما تؤكد أنها لم تزر هذه السوق بتاتاً.
لكن هذا الواقع تغير في الأيام الأخيرة. ففيما كان عدد الإصابات يقتصر على نحو أربعين شخصاً قبل عطلة نهاية الأسبوع، ارتفع عدد الإصابات المعروفة إلى 218 حالة رسمياً (بينها 198 في ووهان). أما الحالات الأخرى، فسجلت في اليابان (1) وتايلاند (2) وكوريا الجنوبية (1) لدى مرضى زاروا جميعاً «ووهان».
ويظن علماء أن هذا العدد قد يكون أكبر بكثير.
- هل سيتسع انتشار الوباء؟
حذرت منظمة الصحة العالمية، قبل أيام، من التنقلات الكثيرة للسكان بمناسبة رأس السنة، قائلة «نظراً إلى عادات السفر عبر العالم، من المحتمل تسجيل حالات جديدة في دول أخرى».
وقال الطبيب مايكل ترنر «من الصعب جداً توقع رقعة انتشار الوباء في هذه المرحلة، لكن من الواضح أنه ينتشر. نحن أكثر قلقاً مما كنا عليه قبل أيام قليلة».
وقد اعتمدت دول عدة، منها الولايات المتحدة، نظام مراقبة في المطارات لعزل المسافرين الذين تظهر عليهم أعراض أمراض تنفسية.
من جهة أخرى، ينبغي -لاحتواء الوباء- معرفة مصدر الفيروس، أي الحيوانات التي تشكل خزاناً لها.
ومن شأن ذلك السماح بتحديد وجود موائل في أسواق أخرى غير الأولى واتخاذ إجراءات جديدة.
- هل هو خطير مثل فيروس سارس؟
أوضح فونتانيه «تبدو خطورة الفيروس الحالي أقل من فيروس سارس». لكن الوضع قد يتغير نظرياً. وقال الاختصاصي الفرنسي «ليس لدينا أي عنصر يجعلنا نؤكد أن هذا الفيروس سيتحول. لكن هذا ما حصل مع فيروس سارس» الذي تحول بعد ظهوره لتصبح عدواه «أكثر قابلية للانتشار وأقوى»، مشدداً على أن هذه «يبقى مجرد تكهنات».
- هل سيكون رد الفعل على مستوى الخطورة؟
قال فونتانيه «لقد استخلصنا العبر من فيروس سارس وبتنا مسلحين أكثر وقادرين على التحرك بسرعة أكبر».
وأوضح أن السلطات الصحية الصينية حققت إنجازاً برصدها «وجود مشكلة» مع أولى عمليات التشخيص في منتصف ديسمبر الماضي ومن خلال تحديد الرابط بين المرضى والسوق.
يضاف إلى ذلك أن الصين «أدركت سريعاً التسلسل الجيني للفيروس التاجي الجديد وتشاركته مع العالم»، على ما أضاف البروفسور آدم كامرات-سكوت من جامعة سيدني. وسمح ذلك بإعداد اختبار محدد لتشخيص الحالات.
وختم فونتانيه قائلاً «مقارنة بفيروس سارس، فإن الفارق الأول هو الشفافية (المعتمدة من قبل الصين) حيال منظمة الصحة العالمية» في الإعلان عن المعلومات المتعلقة بالفيروس الجديد.
5 أسئلة حول الفيروس الجديد المسبب لمشاكل التنفس
المصدر: آ ف ب