مسابقات رمضان دائماً مسلية
ترتبط الفوازير والأحازير برمضان دائماً، وكأنها بدأت فيه منذ عصور قديمة، ربما كان البعض في زمن ما يتحلقون حول ''الراوي'' ليقص عليهم الحكايات ويتبعها بالأسئلة، وربما كان البدو يتجمعون كل مساء ليسمعوا عزف الربابة وصوت ''الشادي'' بأسئلة شعرية يحاولون فك أجوبتها، وربما أيضاً جمع الجدّ صغار العائلة حوله ليسألهم عن الدين والعلم في محاولة لقضاء النهار في شيء خفيف مسل·
لا أحد بالتحديد يعلم كيف، لكنّ رمضان ارتبط ومنذ ظهور الإذاعة والتلفزيون ببرامج الفوازير والأحجيات، وبالطبع كانت الصحافة تنظم العديد من المسابقات في إعدادها الرمضانية، وكانت تلك المسابقات تجد جمهوراً غفيراً، فهل مازالت لليوم تجد ذاك الجمهور حتى مع وجود الإنترنت والمسابقات الهاتفية·
المعرفة فقط
يؤكد عبدالله علي- موظف- اهتمامه بحل المسابقات الرمضانية، ويقول: ''أجد في مسابقات رمضان فرصة لاستحضار المعلومات وتمرين الذاكرة، أو حتى زيادة معلوماتي حين أسمع سؤالاً ما للمرة الأولى وأبحث عن إجابته بمختلف الوسائل، لأنّ هناك الكثير من الأسئلة التي لا تخطر أحياناً على بال الإنسان، وهناك أيضاً أسئلة تُخرج من عقل الإنسان معلومات يعتقد أنه قد نساها أو يغفل عن كونه يعرفها أساساً، لكني لا أشارك في الفوازير والمسابقات أساساً، أنا باحث فقط عن المعلومة، ولا أبحث عن الربح لأني أحرص على تنمية معلوماتي وزيادة حصيلتها كلما أتيحت لي الفرصة، وفي رمضان يجد الشخص العديد من المسابقات المختلفة التي تخدم جوانب المعرفة كافة''·
المسابقات التراثية
أما محمد سليمان فيقول: ''أنا من متابعي مسابقات الإذاعة إجمالاً، فأكثر ما أتابعه في رمضان هو البرامج الإذاعية، لأني لا أحب برامج مسابقات التلفزيون، كما أن طبيعة عملي لا تسمح لي بالبقاء في المنزل ومتابعة المسلسلات، لذا أحرص على متابعة المسابقات التراثية والدينية التي تبث في الإذاعة، لأنها تزيد من معلوماتي التراثية وتذكرني بالماضي الجميل الذي عاشه أجدادنا قبل النفط''·
ويتابع سليمان: ''يحصل أحياناً أن أحلّ بعض المسابقات، وأحاول أن أرسل الإجابة ولكني أكثر الوقت أكون مجرد مستمع يبحث عن معلومة جديدة، وهذا ما أجده في المسابقات الرمضانية بشكل عام·
اهتمام كبير
شيخة الكعبي من المتابعات الحريصات على حل مسابقات رمضان، تقول: ''لم أكن أتابع مسابقات رمضان، ولم أكن أحب الاشتراك في سحوبات الجمعيات التعاونية، وعندما كانوا يعطونني كوبوناً كنت أرميه في أقرب سلة مهملات، إلى أن جاءني اتصال ذات مرة من إحدى المجلات يخبروني فيه أني ربحت غرفة نوم في سحب مسابقات رمضان، في البداية استغربت لكنني فرحت عندما علمت أنّ ابنه عمي أرسلت قسائم الحلول باسمي واسمها، لكنها لم تربح وربحت أنا، ومنذ ذلك الحين وأنا أحرص على وضع اسمي في السحوبات، وحل مسابقات رمضان ومتابعتها في عدة مجلات وصحف، بل وحتى في التلفزيون، فمن يدري ربما أربح ''منزل الأحلام''·
ضحك على الذقون
على النقيض من شيخة تقول منى سعيد: ''لا أحترم القائمين على مسابقات رمضان التلفزيونية إطلاقاً، فأنا أشعر أنها ضحك على الذقون، هم يضعون سؤالاً تافهاً ويطلبون من الناس إرسال الإجابات عن طريق الرسائل النصية في هواتفهم، وتكون تكلفة الرسالة أكثر من 10 دراهم، أي أنهم يجمعون قيمة الجوائز من هذه الرسائل، وقد تعرضت قبل عامين لصدمة حين اكتشفت أنّ فاتورة هاتفي وصلت لمبلغ خيالي فقط لأن أخوتي الصغار كانوا يحاولون حل مسابقات التلفزيون·
وتجد منى أن البحث عن وسائل لإشغال الوقت في رمضان يظهر الشهر وكأنه شهر الكسل واللاعمل، مع أنه، في الواقع، شهر النشاط والأداء المتميز أو يفترض به أن يكون هكذا، ومسألة الفوازير التلفزيونية كانت في السابق تقلل من قيمة الصيام كعبادة، وصارت اليوم تسرق النقود من جيوب الناس·
المصدر: أبوظبي