قدم وزير الكهرباء في العراق كريم وحيد استقالته مساء أمس إثر تظاهرات صاخبة بدأت قبل يومين بسبب انقطاع التيار في ظل درجات حرارة قاربت الستين في جنوب البلاد. وأعلن وحيد خلال لقاء مع قناة «العراقية» الرسمية تقديم استقالته واضعا نفسه بتصرف رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وقال إن الانتاج يبلغ اقل من ثمانية الآف ميجاواط بينما الحاجة الفعلية بحدود 14 الف ميجاواط. وعزا النقص الحاد في التيار الكهربائي إلى عدم انتهاء بناء مشاريع عدة لتوليد الطاقة وقلة الأموال الموضوعة بتصرف الوزارة ، معربا عن تقديره «صبر العراقيين» على ذلك. ?وعمت تظاهرات صاخبة البصرة السبت الماضي سقط خلالها قتيل وجريحان ، وفي الناصرية أمس حيث سقط 17 جريحا من رجال الشرطة. وطالبت تظاهرات في الجنوب وبغداد بإقالة وحيد وكبار المسؤولين ، ضمن سلسلة من الاحتجاجات انطلقت خلال الأيام الماضية تنديدا بانقطاع الكهرباء وسط درجات حرارة عالية قاربت الستين درجة مئوية في نواحي البصرة. وامتد الغضب الشعبي أمس إلى محافظات الفرات الأوسط أمس بعد انطلاق شرارته في البصرة الجنوبية، مهددا بالانتقال إلى عموم المحافظات العراقية. وخرج آلاف العراقيين في محافظتي ذي قار والنجف احتجاجا على نقص الطاقة الكهربائية والخدمات، مطالبين بإقالة وزير الكهرباء. وهددت منظمات المجتمع المدني وشيوخ العشائر وبعض الأحزاب بنقل الاحتجاجات إلى عموم العراق. وقال مدير شرطة ذي قار اللواء صباح الفتلاوي لـ”الاتحاد” أمس إن حصيلة ضحايا أعمال الشغب التي وقعت أمس في المحافظة بلغت 17 جريحا، جميعهم من الشرطة وبينهم ضابط برتبة مقدم في حالة الخطر. وأضاف أنه تم منذ ثلاثة أيام التأكيد على جميع أفراد الأجهزة الأمنية بضرورة اعتبار الإنسان العراقي هو الغاية الأسمى، وغير مسموح بالإساءة إلى أي مواطن. وأشار إلى أن أعمال العنف أمس شهدت انضباطا منقطع النظير من قبل الشرطة، وانتهت أعمال العنف هذه دون إصابة أي مدني بجروح. وسار مئات المتظاهرين من ساحة الحبوبي وسط الناصرية باتجاه مبنى مجلس المحافظة رافعين لافتات منددة بالحكومتين المركزية والمحلية مطالبين بإقالة وزير الكهرباء كريم وحيد. وتخللت التظاهرة أعمال شغب عندما قام عدد من المتظاهرين برشق مبنى مجلس المحافظة بالحجارة، الأمر الذي استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب. واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين بعد أن وضعت حواجز وأسلاكا شائكة حول مبنى مجلس المحافظة. وقالت المصادر إن “قوات الشرطة اعتقلت ضابطا برتبة نقيب انضم إلى المتظاهرين وحضهم على العنف”. لكن شهود عيان أكدوا أن الشرطة استخدمت مع خراطيم المياه قنابل مسيلة للدموع إضافة إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء مما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين إضافة لرجال الشرطة المصابين. وفي النجف تظاهر المئات من عمال مصانع “اسمنت الكوفة” و”اسمنت النجف” التابعتين لشركة “اسمنت الجنوب” احتجاجا على قطع الكهرباء”. وقال رئيس مجلس الطاقة في مجلس المحافظة طلال بلال “نضم صوتنا إلى المتظاهرين، فالنجف تعيش أزمة طاقة حقيقية رفعنا توصيات أبرزها إقالة وزير الكهرباء وكبار المسؤولين في الوزارة”. يشار إلى أن تسعة آلاف شخص يعملون في “اسمنت الجنوب” التي تضم أربعة مصانع.