حسن الورفلي (بنغازي)

رفض القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر رسالة المبعوث الأممي لدى ليبيا الدكتور غسان سلامة التي تحمل مبادرة سياسية لحل الأزمة، وذلك خلال لقاء جمع الطرفين في مقر القيادة العامة في بنغازي أول أمس السبت.
وبحسب ما علمت «الاتحاد» من مصادرها، فإن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر رد على رسالة غسان سلامة بأن عملية «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس من قبضة العصابات الإجرامية والإرهابيين مستمرة.
وأكد المشير حفتر لغسان سلامة أن عملية طوفان الكرامة أقرب لحل الأزمة الليبية من أي مبادرة سياسية، مؤكداً أن الشعب الليبي يحتاج إلى فرض السلطة ودولة القانون والتخلص من الميليشيات المسلحة بجميع أنواعها لأنها سرقت أموال الشعب الليبي وسيطرت على الحكومات المتعاقبة، لافتاً إلى أن الشعب الليبي يعاني المرض والفقر والتشرد داخل وخارج ليبيا.
وعقد المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة اجتماعاً أمس في مقر الأمم المتحدة في بنغازي مع مجموعة مشايخ من المنطقة الشرقية يمثلون عدداً من القبائل الليبية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، في تصريح صحفي، إن المشاركين في الاجتماع بحثوا أهمية جهود البعثة ووكالات الأمم المتحدة في تنمية مدن المنطقة الشرقية، حيث عبر سلامة عن عزم الأمم المتحدة بجميع وكالاتها على تعزيز وجودها في المنطقة الشرقية انطلاقاً من بنغازي، وطالب المشايخ الأمم المتحدة بضرورة العمل على تحقيق توزيع عادل للثروات الليبية، كما تطرق الاجتماع إلى البحث في إيجاد مخارج للأزمة الليبية والعبور نحو مرحلة الاستقرار والأمن والازدهار.
بدوره، قال الشيخ سالم حرورة المتحدث الرسمي باسم قبائل أزوية الليبية وأحد المشاركين في الاجتماع لـ«الاتحاد» إن شيوخ القبائل الليبية أكدوا للدكتور غسان سلامة دعمهم للقوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب والميليشيات المسلحة.
وأكد المتحدث باسم قبائل أزوية أن الحاضرين لاجتماع غسان سلامة تمسكوا بدور الجيش الوطني الليبي في حل الأزمة الليبية، مضيفاً «دعونا المبعوث الأممي لمساندة القوات المسلحة في معركة طوفان الكرامة لتحرير العاصمة».
ميدانياً، قال مسؤول المكتب الإعلامي للواء 73 مشاة التابع للجيش الليبي المنذر الخرطوش، إن قوات الجيش الليبي تصدت لهجمات الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق في محوري طريق المطار كوبري المطار وتحديداً في منطقة كزيرما.
وأكد الخرطوش في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الميليشيات المسلحة تحاول القيام بالتفاف على قوات الجيش الليبي، خاصة في محور الطويشة.
وأوضح أن سلاح الجو الليبي لعب دوراً كبيراً في تكبيد ميليشيات حكومة الوفاق خسائر كبيرة على أطراف مطار طرابلس الدولي، ما سهل مهمة القوات البرية التابعة للجيش الليبي للتقدم ودحر الميليشيات ودفعها للانسحاب باتجاه العزيزية وكوبري الزهرة.
ورصدت قوات الجيش الليبي وجود عناصر مرتزقة، أبرزهم أبوبكر الصوقي القائد الميداني لدى عناصر التبو في محور العزيزية، مشدداً على نجاح الجيش الليبي في تأمين مطار طرابلس الدولي بالكامل، محيط المطار، شارع الغاز، الملاحة، كوبري المطار، ومفرق كزيرما.
وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي قد أكدت تمكنها من القبض على أربعة مسلحين تابعين لحكومة الوفاق، لافتة إلى أن الوحدات العسكرية التابعة للجيش الليبي قامت بعمل كمين مُحكم بمحور مطار طرابلس الدولي، سقط خلاله عدد من القتلى التابعين لحكومة الوفاق، وفرّ من بقي منهم حياً تاركين آلياتهم العسكرية وذخائرهم.
وتجددت الاشتباكات المسلحة بين الجيش الليبي وقوات حكومة الوفاق في منطقة «مثلث القيو» في محور وادي الربيع، بحسب ما أكدته غرفة بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق، فيما أكد اللواء التاسع مشاة التابع للجيش الليبي تمكن قواته من السيطرة على مواقع لقناصة تابعين لميليشيا «قوة الردع الخاصة»، وذلك بالقرب من منطقة خلة الفرجان خلال كمين محكم نصبته قوات الجيش أمس الأحد.
بدوره، قال عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي الدكتور طارق الجروشي إن استمرار سيطرة جماعة الإخوان على مصرف ليبيا المركزي ونقل إيرادات النفط والغاز إلى مدينة مصراتة، يشكل تهديداً كبيراً للدولة الليبية وأمنها القومي.
وأكد الجروشي عبر بيان صحفي، حصل مراسل «الاتحاد» على نسخة منه، أن إيرادات النفط الليبي منذ تحرير الهلال النفطي تذهب لتمويل الميليشيات والجماعات الإرهابية في طرابلس، لافتاً إلى أن ذلك يطيل أمد الحرب على الإرهاب والفساد، فضلاً عن عدم استفادة المدن الليبية من عوائد النفط الليبي نظراً لعدم العدالة في توزيع الإيرادات. وطالب الجروشي رئاسة مجلس النواب المتمثلة في رئيسه المستشار عقيلة صالح ومشايخ القبائل الليبية بإغلاق تصدير النفط والغاز والعمل فوراً على تخزينه لمدد قصيرة ومتوسطة الأجل في صهاريج أو ناقلات.