نجاح أول هبوط تجريبي في «مطار آل مكتوم» والافتتاح الأحد المقبل
استقبل مطار آل مكتوم الدولي أول رحلة أمس الأول من خلال الهبوط التجريبي لطائرة «الإمارات» رقم 9883 في الساعة الرابعة وخمسين دقيقة، وذلك استعدادا لافتتاح وبدء تشغيل المطار، الذي يقع ضمن “دبي ورلد سنترال ـ آل مكتوم الدولي” يوم الأحد المقبل (27 يونيو الجاري).
وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى لطيران الإمارات، الذي شهد الهبوط التجريبي، على أهمية اكتمال كافة الإجراءات الخاصة لتشغيل مطار آل مكتوم الدولي، مشدداً على الأهمية النسبية للمطار الجديد في تعزيز مركز دولة الإمارات ودبي على خريطة الاقتصاد العالمي وتوفير المزيد من التسهيلات والخدمات المميزة في مجالي المسافرين والشحن.
ورحبت شركات الطيران والشحن والقطاعات ذات الصلة بقرب افتتاح المطار في الموعد الذي حددته مؤسسة مطارات دبي يوم 27 يونيو، مؤكدين أنه إضافة نوعية إلى صناعة الطيران في الإمارات والمنطقة، وتعزيزا للاستراتيجيات الهادفة إلى أن تصبح الدولة مركزاً عالمياً للشحن الجوي.
وأشارت مؤسسة مطار دبي في تصريح صحفي إلى أن المرحلة الأولى من “دبي ورلد سنترال ـ آل مكتوم الدولي” تشمل مبنى للشحن بطاقة استيعابية قدرها 250 ألف طن سنويا يمكن رفعها إلى 600 ألف طن عند الحاجة بالإضافة إلى جانب مبنى للمسافرين، كما تشمل تلك المرحلة مدرجا بمواصفات دولية يمكنه استقبال الطائرات العملاقة من طراز ايرباص ايه 380، كما أنجزت مطارات دبي خلال الفترة الماضية الإجراءات القانونية والفنية المتعلقة بافتتاح المطار مع الجهات المعنية محلياً ودولياً.
وأكد مسؤولو شركات الشحن أن مطار آل مكتوم يسد فراغاً بين سنغافورة وأوروبا من خلال إيجاد مرفق شحن جوي كبير على مدى السنوات المقبلة، وتصل طاقته مستقبلا إلى 12 مليون طن، علاوة على انه يربط ميناء جبل علي ومستقبلا ميناء خليفة بالعالم لتعزيز الشحن البحري الجوي، مؤكدين أن ثلاثية مطار آل مكتوم وميناءي خليفة وجبل علي محورا دوليا يقود الإمارات نحو العالمية في الخدمات اللوجستية والشحن.
وقاد الطائرة التي هبطت في المطار، والتابعة للإمارات للشحن الجوي، الكابتن أحمد بن هزيم والمساعد الأول للكابتن نبيل يوسف أحمد راعي البوم.
وتأتي رحلة طيران الإمارات التجريبية، في نهاية مجموعة من الإجراءات والتجارب العملية والفنية التي تم إجراؤها على مدى الأشهر الماضية بالإضافة إلى الحصول على التراخيص القانونية والشهادات الفنية وفق المعايير المطبقة دوليا بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني وهيئة دبي للطيران المدني حيث سيتم إجراء مراجعة نهائية الخميس المقبل 24 يونيو الجاري لاستكمال إجراءات الترخيص النهائية للتشغيل التجاري.
لحظة تاريخية
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم : إن تاريخ 20 يونيو 2010 يعد لحظة تاريخية مع هبوط أول رحلة على أرض مطار آل مكتوم الدولي وإضافة نوعية على طريق تعزيز أهمية دولة الإمارات كأفضل مركز جوي يخدم قطاع الطيران العالمي.
وصف سموه نجاح تجربة هبوط أول طائرة بأنها “لحظة انتظرناها جميعا”، وبفضل جميع الجهات والمسؤولين المعنيين الذين تفانوا طوال السنوات الماضية من أجل إنجاز المرحلة الأولى من هذا المشروع العملاق ووضعها في خدمة صناعة الشحن العالمية.
قال رام منن النائب الأول للرئيس لقسم الشحن في طيران الإمارات: إن تجربة هبوط أول طائرة تابعة لطيران الإمارات على مدرج مطار آل مكتوم، ليست ناجحة فقط بالنسبة لـقسم الإمارات للشحن وإنما لعملائنا وكلاء الشحن أيضا. وأضاف: تم ربط مبنى الشحن في مطار آل مكتوم بطريق خاص يوصله بميناء جبل علي، مما يمنحه مميزات تفاضلية كبيرة على صعيد عملية تفريغ الشحنات من السفن وتحميلها إلى الطائرات بزمن قياسي ، كما أنه وإلى جانب عمليات الإمارات للشحن الجوي المستمرة في مطار دبي فإن مطار آل مكتوم الدولي سيلعب دوراً مهماً هو الآخر في تلبية احتياجات عملاء الشركة بالنسبة لرحلات الشحن المجدولة.
موقع استراتيجي
ويرى حمدي عثمان نائب الرئيس في شركة “فيدكس” لمنطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية أن مطار آل مكتوم وفقا للمخطط له مشروع هام في قطاع الشحن والركاب، وهو ما حفز “فيدكس” على حجز موقع لها في المطار الجديد، لتوجد فيه مستقبلا ومع توافر مختلف المقومات.
وبين نائب رئيس شركة “فيدكس” أن مطار آل مكتوم ولقربه من ميناء جبل من جانب وأبوظبي من جانب آخر، ومرافق حيوية مثل المنطقة الصناعية في أبوظبي، ومشروع ميناء خليفة، سيشكل في مجمله مقوما رئيسيا لعزز من دور الإمارات لتصبح مركزا عالميا في قطاع الخدمات اللوجستية والشحن السريع.
وأوضح أن المطار في مرحلته الأولى سيخدم شركات الطيران للشحن الجوي من بلد إلى بلد، وبين خدمات الشحن البحري والجوي، بينما سيبقى توفيره الخدمات اللازمة لشركات الشحن الجوي مثل فيدكس، والمتخصصة في الشحن السريع، مرهونا باستكمال دورة العمل وتوافر الخدمات المعاونة.
وطالب بمد الطريق الخاص بين مطاري دبي وآل مكتوم، ضمن حرم جمركي خاص، بسرعة للمساهمة في ربط عمليات نقل البضائع بين شركات الطيران التي ستظل تعمل في مطار دبي، والأخرى التي توجد في مطار آل مكتوم، ولخدمة شركات الطيران للشحن الجوي بنظام “من الباب إلى الباب”.
وقال عثمان إن شركات مثل فيدكس ترتبط أعمالها مع شركات طيران أخرى، بينها طيران الإمارات، والعديد من الشركات العالمية الأخرى، وبالتالي فإن انتقال فيدكس إلى المطار الجديد يتطلب وجود دائرة كاملة من الخدمات، للعمل على المدى البعيد، مطالبا بأن يكون الربط بين مباني مطار دبي الثلاثة الحالية، ومطار آل مكتوم.
وتوقع أن يؤدي المطار بعد استكمال مختلف الخدمات إلى أن تصبح الإمارات، ودبي منها مثل “أمستردام” كمركز عالمي للشحن الجوي السريع، علاوة على تعزيز العمل في قطاع الشحن البحري الجوي، مشددا على أهمية أن يكون المطار نقطة واحدة للعمل، من خلال توفير أدق التسهيلات وتنوعها في السنوات القادمة، آملا في أن تكون سنوات محدودة.
مركز للشحن
وأفاد كابتن منصور عبد الغفور خبير الشحن والعمليات اللوجستية في تصريحات لـ “الاتحاد” بأن مطار آل مكتوم إضافة نوعية في قطاع الشحن، وخطوة استراتيجية لزيادة حجم الشحن البحري الجوي، والذي يحقق أعلى معدل نمو في العالم، وسط توقعات بأن يسهم المطار في استحواذ قطاع الشحن الجوي البحري على نسبة كبيرة في السنوات المقبلة، وتصبح الإمارات خلال السنوات المقبلة أهم مركز من آسيا حتى أوروبا بهذا النوع من الشحن.
وبين بأن المنطقة المعلومات تشير إلى أن المنطقة من قلب منطقة الشرق الأقصى وتحديدا من سنغافورة وحتى أوروبا، ينقصها مرفق شجن جوي، ومن هنا يأتي مطار آل مكتوم ليسد هذا الفراغ، ليصبح حلقة ربط بين دول ومدن تلك المناطق، علاوة أنه سيظل هذا المرفق اللاعب الأكبر لسنوات طويلة في دعم الأعمال اللوجستية في قطاع الشحن.
ويشير عبد الغفور إلى أهمية خاصة لمطار آل مكتوم تتمثل في أنه يقع بجوار أكبر ميناء جل علي، والذي يمثل أكبر ميناء في المنطقة، وهو ما سيعزز من نمو الشحن وسرعة مناولة البضائع والسلع، جوا وبحرا، بل إن أهمية المطار تصبح أكبر من دخول ميناء خليفة في أبوظبي الخدمة، خاصة أن المطار يعتبر أقرب نقطة لهذا الميناء الجديد، وبالتالي سيكون هناك شراكات بين المرفقين، ليصبح مطار آل مكتوم ومينائي خليفة وجبل علي محورا عالميا في الشحن الجوي البحري.
ونوه إلى أن العديد من الشركات العالمية حرصت على أن توجد في مطار آل مكتوم من خلال تأسيس مكاتب لها في المطار ومدينة دبي اللوجستية، كما أسست بعض الشركات مراكز للخدمات اللوجستية في المطار، للاستفادة من التسهيلات الذي سيقدمها، خاصة أنه سيكون مركزاً للعديد من الأسواق الناشئة في آسيا الوسطي، والعراق، والعديد من بلدان الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
ولفت أحمد عبد الرازق المدير العام لشركة “مالترانس” للشحن إلى مساهمة مطار آل مكتوم في تخفيض التكاليف على الشركات والعاملين في مجال الشحن من خلال ما سيوفره من سرعة في نقل البضائع من الموانئ البحرية إلى الجوية والعكس، علاوة على وجود طريق خاص يربط بين ميناء جبل علي والمطار، وهو ما سيؤدي إلى زوال رسوم التأمين الجمركي التي كانت تتحملها الشركات عن الشحن من الميناء إلى مطار دبي.
وأشار إلى أن الشركات العاملة في جبل علي من أولى الشركات التي ستستفيد من المطار الجديد، وستنقل عملياتها إلى المطار خاصة فيما يتعلق بأعمال الشحن، متوقعا أن يكون هناك تكامل بين مختلف الخدمات في المناطق القريبة من المطار في كل من أبوظبي ودبي، وصولا إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع الشحن والخدمات اللوجستية ليس على المستوى الإقليمي فقط بل على المستوى العالمي.
وقال أحمد عبد الرازق ان وجود مطار آل مكتوم يقلل الوقت في عمليات الشحن البحري الجوي إلى أكثر من 80%، في إنجاز الأعمال، لافتا إلى ان وقتا طويلا يهدر في أعمال النقل من الميناء إلى مطار دبي، ولكن يبقى لاستكمال الدورة تواجد شركات الشحن العالمية والكبرى في مطار آل مكتوم، وسرعة استقطاب الشركات للعمل من المطار الجديد.
مبنى المسافرين يدخل الخدمة نهاية مارس 2011
دبي (الاتحاد) - يدخل مبنى المسافرين في مطار آل مكتوم الخدمة بنهاية مارس 2011، بطاقة استيعابية 5 ملايين مسافر سنوياً، بحسب مؤسسة مطار دبي.
وسيصبح “دبي ورلد سنترال ـ آل مكتوم الدولي” أضخم مطار في العالم مع إنجازه كاملا خلال السنوات المقبلة، بطاقة استيعابية قدرها 160 مليون مسافر و 12 مليون طن شحن سنويا و أربعة مبان للمسافرين وخمسة مدرجات وغيرها من الخدمات ذات الصلة.
وتشير مؤسسة مطار دبي إلى أنه وعلى المدى القصير سيرفع مبنى الشحن في مطار آل مكتوم من الطاقة الاستيعابية الإجمالية لمطارات دبي من نحو مليوني طن في الوقت الراهن إلى 3 ملايين طن شحن سنويا، بما يلبي احتياجات قطاع الشحن الجوي في دبي المستهدف ارتفاعه بواقع 48% إلى ثلاثة ملايين طن في العام 2015. وسيكون “مطار آل مكتوم الدولي” أكبر مركز في العالم لنقل الركاب والشحن بطاقة استيعابية قصوى تبلغ أكثر من 12 مليون طن من البضائع سنويا وما يزيد على 120 مليون مسافر سنوياً، وسيكون قادرا على التعامل مع جميع أنواع طائرات الجيل الجديد.
اختبار شامل لكافة مرافق المطار
دبي (الاتحاد) - اختبرت مؤسسة مطارات دبي، خلال استقبال الرحلة التجريبية، فعالية إجراءات الرقابة الجوية والاتصالات السلكية واللاسلكية ومجموعة العمليات داخل المطار ومناولة البضائع وإجراءات الهجرة والشرطة والجمارك والتزود بالوقود والمطاعم وسيارات الأجرة ولافتات الطريق المؤدية للمطار، وذلك من خلال تشغيل مرافق ومنشآت المطار.
كما اختبرت وصلات الاتصال بين جميع الإطراف المعنية مثل هيئة دبي للطيران المدني ومطارات دبي وإدارة المشاريع الهندسية والإمارات للشحن الجوي ومدينة دبي اللوجستية وجافزا ودناتا وهيئة الطرق والمواصلات ووكلاء الشحن وغيرها من الجهات المعنية.
«اينوك» توفر الوقود في المطار
دبي (الاتحاد) - قامت شركة “اينوك لخدمات الطيران” بتوفيرالوقود لأول طائرة شحن لشركة “طيران الإمارات” إلى “مطار آل مكتوم الدولي” أمس الأحد في رحلتها متجهة في رحلة من هونج كونج إلى دوسلدورف، عبر المطار الجديد.
وقال سعيد خوري الرئيس التنفيذي لمجموعة “اينوك”: ستقوم الشركة بتوفير خدمات التزود بالوقود في المطار الجديد، وهناك تنسيق شامل مع مؤسسة مطارات دبي لتوفير أعلى درجات الخدمة للمتعاملين مع المطار.
«سيتا»: المطار مجهز بأحدث التقنيات
دبي (الاتحاد)- أكد جهاد بويري نائب الرئيس الإقليمي لقسم الحلول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة «سيتا» المتخصصة في الحلول التقنية للطيران، أن مطار آل مكتوم الجديد سيكون المحور الأساسي الذي من شأنه تعزيز حركة الطيران في منطقة الشرق الأوسط، مبيناً أن المطار مجهز بأحدث التقنيات العالية التي تتيح استيعاب أي زيادة في حركة الطيران على مستوى المنطقة وتسهيل معاملات المسافرين وانتقالهم في المطار.
وبين بويري في رد على أسئلة “الاتحاد” أنه وبفضل موقع المطار الاستراتيجي بالقرب من المنطقة الحرة في جبل علي وتجهيزاته المتطورة، سيكون ملتقى الرحلات البحرية الجوية الأسرع حول العالم، كما أنه يتمتع بكافة الإمكانيات التي تتيح له أن يكون محور حركة الطيران في المنطقة وصلة الوصل التي تربط الرحلات من كافة الوجهات العالمية.
المصدر: دبي