حسن الورفلي (بنغازي)

دفعت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور القتال في طرابلس، خاصة في محور طريق المطار والذي شهد على مدار الأسابيع الماضية محاولات للميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق للسيطرة على مطار طرابلس الدولي، وذلك بحسب ما أكده قائد عسكري ميداني ليبي لـ«الاتحاد». وأكد الرائد عمر امراجع، قائد كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش الليبي، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، استهداف سلاح الجو الليبي لتمركزات الميليشيات المسلحة الداعمة لحكومة الوفاق في محوري عين زارة وطريق المطار.
وقال المكتب الإعلامي للواء 73 مشاة التابع للجيش الليبي، إن كتيبة مقاتلة مع دعم بالآليات العسكرية والمقاتلين وصلت إلى محور طريق المطار ومفرق كزيرما، وذلك لتعزيز موقف دفاع الجيش الليبي في محور المطار لحين صدور الأوامر بالتقدم نحو قلب العاصمة. يذكر أن وحدات تابعة للواء 73 مشاة التابع للجيش الليبي تتمركز بمحيط كوبري المطار ومفرق كزيرما، بالإضافة للنقاط الثانية بالأحياء البرية، كوبري وادي الربيع، وسوق الأحد، ومنطقة قصر بن غشير. وتمكن الجيش الليبي من إلقاء القبض على مجموعة تنتمى لميليشيات طرابلس، وذلك في منطقة قصر بن غشير وبحوزتهم أجهزة تتبّع وتحديد المواقع «GPS» ومبالغ مالية حصلوا عليها من قادة الميليشيات المسلحة؛ نظير تحديد مواقع وتمركزات الوحدات العسكرية للجيش الوطني الليبي.
وكشف مصدر ليبي في مدينة مصراتة لـ«الاتحاد» أن وساطة أجنبية تجري بين القيادة العامة للجيش الليبي وبعض الرموز الوطنية في مصراتة، وذلك لتحييد الأخيرة عن معركة «طوفان الكرامة» في طرابلس ورفع يدها عن الميليشيات المسلحة التي تهيمن على طرابلس. وقال المصدر الليبي، إن المشاورات تجري منذ أسابيع قليلة بين الطرفين، مشيراً إلى أن القوى الليبية في مصراتة طالبت بضمانات وامتيازات مالية وسياسية مقابل تخليها عن ميليشيات طرابلس، موضحاً أن المفاوضات التي تتم عبر وساطة دولة أوروبية لم يتم حسمها بشكل كامل. وأشار المصدر الليبي إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية هدفها القضاء على الميليشيات والعصابات الإجرامية وتطهير البلاد من قبضة الإرهابيين، لافتاً إلى أن المفاوضات التي تتم بشكل سري تأتي في إطار التحركات لنزع فتيل الأزمة في البلاد وتأمين العاصمة من الإرهابيين.
وتسعى التشكيلات المسلحة المنحدرة من مدينة مصراتة للسيطرة على مطار معيتيقة الدولي ومصرف ليبيا المركزي، وهو ما تسبب في وقوع خلافات بين المسلحين أدت لاندلاع اشتباكات فيما بينهم خلال الأيام الماضية. وفي سياق متصل، قال قائد غرفة عمليات سلاح الجو الليبي بالقيادة العامة، اللواء محمد المنفور، إن الضربات التي وجهت لمطار معيتيقة بقذائف الهاون، مساء الجمعة، من قبل ميليشيا تابعة لحكومة الوفاق تسببت في تدمير طائرة شحن عسكرية من نوع «انتونوف-26» تابعة للقوات الجوية الليبية. وأعرب اللواء محمد المنفور عن تأسف غرفة عمليات القوات الجوية الليبية على تدمير الميليشيات المسلحة لطائرة الشحن العسكرية وانتهاك سلامة الطيران المدني.
وأشار المنفور إلى أن تلك الضربات تعد انتهاكاً صريحاً وفاضحاً من قبل ميليشيا هدفها إثارة الرعب بين الناس ولا تهمها مصلحة ليبيا، مؤكداً أن الهدف من تلك الضربات التي تقوم بها الميليشيات المسلحة هو إخراج ما تبقي من سجناء لدى ميليشيا «قوة الردع الخاصة» للحاجة إليهم في محاور القتال بعد الخسائر الكبيرة للميليشيات أمام تقدم الجيش الليبي. وقد تورطت تركيا في نقل أسلحة ومقاتلين أجانب إلى العاصمة طرابلس لدعم الميليشيات المسلحة وعرقلة تقدم الجيش الليبي، وذلك في انتهاك صارخ للقرارات الأممية الصادرة بخصوص فرض حظر التسليح على الأطراف الليبية.