محمد صلاح (رأس الخيمة)

لا يزال مشهد بائع الصحف في شوارع إمارة رأس الخيمة وشوارع الكثير من مناطق الدولة مألوفاً منذ انطلاق عصر الصحافة الورقية في الإمارات منذ فترة الستينيات من القرن الماضي، والذي شهد ظهور أول مطبوعة تحمل اسم «أخبار رأس الخيمة» في العام 1961، لتتبعها الصحف والمجلات المحلية التي نجحت منذ انطلاقتها أن تكون منابر للتنوير ونشر الثقافة والوعي ورصد التحولات الكبرى التي شهدها مجتمعنا عبر مراحل تطوره وصولاً لعصر النهضة والتطور والفضاء.
وعلى الرغم من التحديات والأزمات التي تواجهها الصحافة الورقية والتي أدت بدورها لاختفاء الكثير منها على الساحة الدولية والعربية، وفي مقدمتها الثورة التكنولوجية التي باتت تقدم الأخبار والمعلومات للجمهور بطريقة أسرع، ما زال الإعلام المطبوع يقاوم عبر محتوى يلائم أذواق ومتطلبات القراء في هذا العصر.
محمد حسين بائع صحف في رأس الخيمة يقول: «إن الإنترنت وثورة التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير في عزوف فئة كبيرة من الجمهور عن الصحف الورقية، خاصة الشباب الذين يفضلون القراءة عبر الأجهزة والوسائط الحديثة التي تمكنهم من متابعة الأحداث بطريقة فورية»، مشيراً إلى أن هناك فئة أخرى لا تتخلى عن الصحف وهي الفئة المرتبطة بالأخبار الموثوقة والتحليل العميق للأحداث.
وقال أمجد عبد الله، بائع صحف منذ 19 عاماً: «إن الكثير من زبائنه يحرصون على شراء الصحف بشكل يومي وهم من الفئات العمرية المختلفة»، مشيراً إلى أن بعض الذين كانوا يحرصون على شراء الصحف وهم في طريقهم إلى العمل فضلوا الاشتراك في الصحف مباشرة، خاصة بعد وصولهم لسن التقاعد وعدم مرورهم على المكان القديم الذي كان يبيع فيه الصحف سابقاً، مشيراً إلى أن القانون حالياً نظم عملية بيع الصحف وألزم جميع الباعة بالترخيص وهو ما نظم هذه المهنة بشكل كبير.
من ناحتيهم، أكد عدد من الأهالي والمقيمين في رأس الخيمة ارتباطهم بالصحف الورقية التي تعودوا على شرائها بشكل يومي على الرغم من الكم الكبير من المواقع الإلكترونية للصحف والمواقع الإخبارية التي تنقل وتبث الأحداث بشلك آني.
وقال المواطن عبد الله الشحي: «إن باعة الصحف في إمارة رأس الخيمة كانوا بأعداد كبيرة في السابق وعلى جميع الدوارات، خاصة في مناطق النخيل والمعمورة، وبالقرب من مستشفى عبيد الله ودوار الساعة وبالقرب من دوار الصدف الحالي، إلى جانب المناطق المجاورة لمدينة رأس الخيمة مثل الرمس وشمل وصولاً لشعم والجير وغيرها من المناطق الشمالية والجنوبية بالإمارة».
ولفت إلى أن الجمهور ارتبط بالصحف قديماً لكونها المنبر التنويري الوحيد والنافذة التي يرى الناس من خلالها ما يدور في العالم، وذلك قبل ظهور التلفزيون والراديو الذي استحوذ على جانب كبير من اهتمامات الجمهور، إلا أنه لم يفقد اهتمامه بالصحف، لافتاً إلى أن الأجيال الحالية غير مرتبطة بالصحف الورقية وتفضل القراءة عبر الوسائط الأخرى مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الوسائل التي تتميز بالسرعة في نقل الأخبار، لافتاً إلى أن بائع الصحف في الشوارع قد يختفي مستقبلاً، سواء لإجراءات تنظيمية أو لتفضيل البعض الاشتراك السنوي بالصحف، وهو ما يتيح وصولها بشكل يومي لمنازلهم.
وقال محمد محمود، مقيم وموظف في إحدى الدوائر الحكومية: «إنه ارتبط بالصحافة المحلية منذ قدومه للدولة لكونها نافذة مهمة للثقافة والمعرفة، وتهتم بالشأن العربي والدولي في شتى المجالات، كما أنها تقدم تغطية متميزة للأحداث الرياضية العالمية والعربية»، لافتاً إلى أنه يفضل دائماً شراء الصحيفة من أحد الباعة في منطقة النخيل.