الزياني: «التعاون» يعتمد النهج الدفاعي لتحقيق الأمن
أكد معالي عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن مجلس التعاون يعتمد في تحقيق أمنه وصيانة أراضيه على النهج الدفاعي وهو نهج مستمد من التراث والحضارة والعقيدة الإسلامية التي ترتكز على السلام والتسامح وعدم الاعتداء على الغير. وقال الأمين العام لمجلس التعاون في مداخلته أمام الندوة الدولية للدفاع الجوي 2020 والتي تنظمها وزارة الدفاع السعودية في مدينة جدة والتي بدأت فعالياتها أمس وتستمر لمدة أربعة أيام “إننا مطالبون اليوم بسبر أغوار الفكر والتدقيق في رسم تصورات المستقبل لمعرفة البيئة الآمنة التي سنواجهها بعد عشرة وبعد عشرين وبعد ثلاثين عاما قادمة للتعرف على الركائز الأساسية التي تمكننا من بناء إطار دفاعي استراتيجي سليم”. وأضاف الزياني “إننا نشهد منذ بداية القرن الحادي والعشرين تغيرا في مفهومين هما مفهوم الزمان ومفهوم المكان وإذا كان مفهوم الزمان متغيرا كما نعرفه فإن مفهوم المكان يتسم بقدر كبير من الثبات ولكن اليوم نجد أن كلاهما أصبح متغيرا”. وتابع “إن مفهوم الدولة كركيزة في العلاقات الدولية ومؤسسة تستخدم القوة اعتراه التغير وظهر لنا ما يعرف باللاعبين من غير الدول وهؤلاء أصبحوا في كثير من الأحيان يشكلون خطرا داهما أشد فتكا وأصعب مراسا من خطر الدول وإننا أمام متغيرات بالغة السرعة تجعل أي تقدير موقف سياسي أو عسكري أو استراتيجي مهمة بالغة الصعوبة حيث ينبغي علينا لاتخاذ أي قرار أن نبحث في خمسة أطر وهي البحث عن الحقائق ووضع الافتراضات وطرح التساؤلات وعرض البدائل والاحتمالات وأخيرا بلورة السيناريوهات للمواجهة”. وشدد الزياني على ان دول مجلس التعاون لديها مفهوم ثابت وهو النهج الدفاعي والذي يعتمد على مفهوم الأمن الشامل ومفهوم الدفاع الايجابي من خلال الحصول على أحدث الأسلحة والمعدات وعلى التدريب المستمر وعلى التطور الدائم وعلى الاستعداد والجاهزية. وقال “إن تهديدات الأمن في القرن الحادي والعشرين تجعل العالم بأسره معرضا للخطر لأن هذا الخطر غير المنظور ينبع من لاعبين غير الدول وقد أصبحوا أكثر خطورة من تهديدات الدول بالمفهوم التقليدي لأن هؤلاء اللاعبين الجدد ليست لهم أرض محددة أو مواقع معينة أو قيادات ثابتة أو جيوش دائمة إن لهم فكرا مدمرا وحركة متغيرة ومواقع غير ثابتة وأرضا متحركة وقيادات متخفية وقد جاء هذا الخطر من التطور التكنولوجي والصناعي والبيئي”.
وأوضح أن حروب الفضاء الالكتروني تستدعي منهجا جديدا للتعامل معها وإذا كان المفهوم التقليدي للدفاع يقوم على القيادة والسيطرة فإننا يمكن أن نقول إن المفهوم الحديث للدفاع يقوم على التشاور والتنسيق والتعاون وصولا الى التعاون الشامل بمستوياته المتعددة وأطرافه المتنوعة وأسلحته المتطورة فهو تعاون شامل في تناغم للقوات في البر والبحر والجو وفي الفضاء وفي الفضاء الإلكتروني وأسلحتها وخططها وأساليبها وتدريباتها.
وبين أن مفهوم الأمن الشامل يستند الى البيئات الخمس لدول مجلس التعاون وهي البيئة المحلية لكل دولة والبيئة الخليجية لدول المجلس وبيئة الجوار الإقليمي وبيئة المنطقة العربية والبيئة الدولية، مشيرا إلى أن مفهوم الأمن الشامل من منظور دول مجلس التعاون يعتمد شمول النظرة وشمول ميدان الأمن ومستوياته وأسلحته وأطره وتعاونه إضافة إلى شمول مردوده على الأطراف كافة.
وأكد الزياني أن على القيادات العسكرية والمدنية الحرص على الشفافية والمصداقية سواء في تبادل المعلومات والأفكار أو احترام العقود والمواثيق أو في مراعاة مصالح الأطراف المتنوعة بما يعظم الفوائد المشتركة ويقلل المخاطر المشتركة أيضا. وشدد على أن “الإرهاب النووي يعد أخطر أنواع التهديدات التي تواجه المجتمع الدولي وأن ما ينتج عنه من إشعاعات وغبار ذري ونتائج أخرى تبقى مؤثرة على الجنس البشري لأجيال عديدة”، داعيا الى العمل بحزم على منع الانتشار النووي ومساندة كافة الجهود في هذا الصدد في إطار الشرعية الدولية والمواثيق والمعاهدات الدولية. وقال الزياني إن أحد الأهداف السامية لمجلس التعاون قاطبة هو السعي لجعل منطقة الشرق الأوسط بأسرها بما في ذلك منطقة الخليج العربي منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل، مؤكدا أن دول مجلس التعاون في سعيها للاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية بالرغم من كل المحاذير تحرص على الشفافية والسلامة والأمان النووي ولذلك فإنها تعلن قبولها للضمانات الدولية والتفتيش الكامل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
المصدر: جدة