شروق عوض (دبي)
رصدت وزارة التغير المناخي والبيئة، 30 موقعاً مهماً للطيور المهاجرة والمستوطنة في دولة الإمارات، تمتد على مساحة 4200 كيلو متر مربع تقريبا، منها 11 موقعاً مصنفاً كمناطق محمية قانونية، ومتمثلة في محميات مثل (الوثبة، بوالسياييف، رأس الخور، أشجار القرم، والحفية وغيرها)، وأهم الأنواع المهاجرة إليها (الحبارى، الفلامينجو، الابلق الكستنائي، الصقر الحر، والنورس رقيق المنقار وغيرها)، وأهم الطيور المستوطنة فيها (الدلاية، الصفصوف، أم طوق، صفير النيس، الدسيسي، البدوار، والبوم وغيرها).
وقالت هبه الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إن خطوة رصد تلك المواقع، جاءت بعد تنفيذ الوزارة، مؤخراً، برنامجاً خاصاً باستدامة الحياة الفطرية، حيث تم التركيز بأحد مشاريعه على تحديث المواقع المهمة للطيور في دولة الإمارات، وذلك بالتعاون مع المنظمة الدولية للمحافظة على الطيور، والتي تعتبر من المنظمات الرائدة في هذا المجال.
ولفتت إلى أن هذه المواقع تشهد إقبالاً منقطع النظير من قبل السياح على اختلاف جنسياتهم بجمالها الطبيعي البكر، وما تضفيه بمناظرها الساحرة وبيئتها الهادئة وأجوائها الصافية من مشاعر الراحة والفرح على النفس البشرية التي تستسلم لكل هذا البهاء الرباني المحيط بها، حيث توفر هذه المواقع كل مستلزمات السياحة والاستجمام الأمر الذي جعل من طبيعة الإمارات قبلة للسياحة البيئية يقصدها السياح من كافة أنحاء العالم.
وذكرت، أن دولة الإمارات تعتبر من المسارات المهمة لهجرة الطيور وتكاثرها، حيث بلغ عدد أنواع الطيور التي تم رصدها في الدولة وفقاً لأحدث الدراسات التي عملت عليها وزارة التغير المناخي والبيئة خلال العام المنصرم (2018) حوالي 443 نوعاً، منها «الغاق السوقطري»، و»النورس الأسخم»، و»الخرشنة بيضاء الخد»، و»القطا المتوج»، و»القنبرة السوداء»، و»العصفور أصفر العنق»، بالإضافة إلى الطيور الجارحة مثل «العقاب النسارية» و»الشاهين»، والعصافير الصغيرة، وأنواع من اللقلقيات مثل «الواق» و»مالك الحزين» و»النحام (الفلامينجو)» الذي يتواجد في المناطق الساحلية في الدولة، علاوة على أنواع مختلفة من البط مثل «الشرشير» و»الخضاري» وغيرها، لافتة إلى أهم الطيور المستوطنة التي تمّ تسجيلها في الدولة منها «الدلاية» و»الصفصوف» و»أم طوق»، و»صفير النيس» و»الدسيسي» و»المكحلة» و»القشابي» و»السليحي» و»الصفرد» و»العرم» و»باب السح» و»الشولة» و»الدرج» و»الورقاء» و»الشابص» و»الجلابة» و»الاصرد» و»البدوار» و»البوم» وغيرها الكثير.
وعزت الشحي هجرة مئات الأنواع من الطيور المهاجرة البرية والبحرية لدولة الإمارات سنوياً، إلى طبيعة مناخ الدولة الدافئ، وتوافر الغذاء على طول مسار الهجرة أو في أماكن الراحة والتكاثر، حيث تضم الإمارات مجموعة مهمة من الجزر والمناطق البحرية والبرية المحمية، والتي تمثل ملاذاً آمناً وحيوياً لها خلال فصل الشتاء، ومنها ما تمّ تسجيلها ضمن القائمة الدولية للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية التابعة لاتفاقية (رامسار)، مثل محميتي «الوثبة» و»بوالسياييف» في أبوظبي، ومحمية «رأس الخور» في دبي، ومحميتي «أشجار القرم» و»الحفية» بالإضافة إلى «جزيرة صير بونعير» في الشارقة.
وتابعت: أن خطوة تشجيع السلطات المختصة بالدولة على إعلان مزيد من المناطق المحمية التي تشكل ملجأ آمناً للتعشيش والتكاثر تعد واحدة من الجهود المبذولة في شأن المحافظة على التنوع البيولوجي للطيور المهاجرة والمستوطنة، بالإضافة إلى قيام السلطات المختصة بالتعاون مع الوزارة على مكافحة التلوث البحري وتأهيل المناطق المتضررة، ووضع الخطط والبرامج لحماية البيئات الهشة من التوسع المدني، بالإضافة إلى وضع وتنفيذ مجموعة مهمة من البرامج الوطنية للمحافظة على الأنواع لا سيما المهددة بالانقراض مثل «الصقور والحبارى»، وإكثارها وإطلاقها في مواطنها الطبيعية وغيرها الكثير من الجهود.
الطيور المهاجرة العابرة
تنقسم الطيور التي تنعم فيها دولة الإمارات إلى نوعين، الطيور المقيمة بالدولة وهي التي تطير في مساحة ضيقة ولا تتعدى الحدود، والطيور المهاجرة إلى أرض الدولة بنسبة كبيرة في فصول الشتاء والربيع والخريف، وبنسبة قليلة في فصل الصيف، كما تشمل مسارات هجرتها من مناطق أوروبا إلى شمال آسيا والبعض الآخر من شمال أفريقيا إلى جنوب وجنوب شرق آسيا، وتنقسم إلى نوعين هما الطيور المهاجرة الزائرة التي تهاجر من البلد الأم وتستقر في الإمارات كزائرة لمدة غير قصيرة، والطيور المهاجرة العابرة وهي التي تمر في سماء الإمارات مروراً فقط للأكل والشرب والراحة ثم تكمل مسيرتها إلى وجهتها المنشودة.