خولة علي (دبي) - نظمت جمعية التراث العمراني ورشة فنية حول فن الرسم بدار التراث في منطقة البستكية التاريخية بدبي، حيث الماضي الذي يرسم معالمه في المكان، وبالتعاون مع مؤسسة السركال الثقافية، حيث تحلق الأطفال بكل حب ورغبة في مجاراة سحر الماضي عبر بوابة الفن الذي يعتبر وسيلة لمحاكاة التراث ونشره. منتجين عدداً من اللوحات والمشاهد التي تعرفوا من خلالها عما يضم التراث من مفاهيم ومفردات تنطق سحراً وأصالة. وذلك في أجواء تصدح بترانيم الفن، وتجسد مفهوم ولغة التراث العريق الذي يحظى بمكانة هامة ويتم التعاطي معه بأساليب فنية مختلفة لتكون أقرب إلى الأجيال في التعرف عليه. وقد ضمت الدورة عدداً من المشتركين وشهدت إقبالاً مميزاً من مختلف الأعمار والاختصاصات، جمعهم حب الرسم ورغبتهم في إثراء الموهبة الفنية لديهم، ومن ضمن المشتركين الطالبة نورة عارف المحسن، وهي طالبة في الصف الثالث الابتدائي وعضوة في جمعية التراث العمراني، وبالرغم من صغر سنها إلا أنها تمتلك موهبة تكاد أن تنافس بها الكبار والمحترفين. وتوضح أنها تسعى دائماً الى أن تترجم من خلال المواهب التي تملكها مدى حبها لتراث دولة الإمارات، وأكدت أنها استفادت كثيراً من خلال هذه الدورة التي اتسمت بطابع مميز من خلال العمل الجماعي وطريقة تقديم مواد الدورة المتنوعة، والتي تفاعل معها المشاركون بطريقة برهنت على مهارتهم وبراعتهم في الأعمال المختلفة التي عرضوها لتحاكي التراث بمواضيع وزوايا مختلفة. ويشير أحمد عبد الهادي الشحمة مشرف الجمعية قائلاً: دائماً ما تسعى جمعية التراث العمراني إلى نشر الوعي بالتراث الملموس، لربط الأجيال بتاريخ الأجداد من خلال بوابة البيئة التراثية المشيدة بطابعها المعماري المتميز والذي يحمل في طياتها الكثير من مفاهيم وقيم أصيلة تجلت في ردهات وفراغات المساكن التراثية التي شكلت من قيم ومعتقدات تربوا عليها. ورغبة منا في خلق نوع من التناغم بين التراث واهتمامات ورغبات الأطفال، سعينا لنجعلهم يقفون ويتعرفون على تراث الأجداد، فجاءت الورش الفنية لتأخذ الأطفال إلى بيئة تراثية عبقة بالأصالة. والمعروف أن الطفل لا يمكن أن يقاوم فكرة الرسم، هذا العالم الذي يأسره ويجد فيه المتعة والهدوء، فيعبر عن الفكرة العالقة في ذهنه دون قيود أو خوف. ويوضح الشحمة: لقد خاض الأطفال رحلة التعرف على الماضي من خلال فنون الرسم وبصحبة الفنانة بيسان جودة التي وجهتهم وقدمت لهم النصح والإرشاد في كيفية التعاطي مع مختلف فنون الرسم بطريقة مبدعة. وقد شملت الدورة مفهوم التظليل بالرصاص، وفن الكولاج، والألوان المائية، وتم التركيز على الطابع التراثي بحيث يعكس المشتركون مواهبهم في تسجيل روعة التراث المحلي من خلال لوحات فنية متميزة ومتنوعة وتعلم أصول الرسم ومبادئ استخدام أقلام الرصاص وأنواعها، وفي الكولاج تعلم المشتركون استخدام الملصقات من الجرائد والمطبوعات وتكوين لوحات فنية معبرة، وجاءت أعمالهم لتعبر بواقعية عن أهمية الرسم كعنصر هام في تعريف النشء بالتراث، كما عبّر المشاركون عن الفائدة التي جنوها بتعلمهم مهارة التلوين باستخدام تقنية الرسم المختلفة لإضافة الروح الجمالية للأعمال. ويضيف الشحمة أن الجمعية بصدد إقامة معرض تراثي يضم إبداعات مختلفة لأعضاء الجمعية في المستقبل القريب من رسم وتصوير ونحت وحفر على الخشب والجبس ومختلف الإبداعات التي تحرص الجمعية أن تنميها كجزء من أهداف الجمعية في نشر الوعي بأهمية المحافظة على التراث العمراني ضمن رؤية معاصرة وعملية.