الثانوية العامة..اجتياز لبوابة الحياة
أجواء من الترقب والانتظار، توتر وحيرة في انتظار النتائج، تلك كانت أحوال طلاب الثانوية العامة يوم أمس، البعض يضمن النجاح لكنه ينتظر النسبة، وهناك من كان يشك بقدراته وبقي يأمل بالنجاح ورجواه، بيوت كاملة كانت تترقب، آباء وأمهاء طلاب وطالبات.
تزاحم الطلبة على الموقع الإلكتروني المخصص لإعلان نتائجهم، وسيتوجهون اليوم لتسلم شهاداتهم الدراسية من المدارس، عاشت بعض البيوت أمس أجواء من فرح لا متناه، وحصل الأوائل والمتفوقون على النصيب الأكبر من التبريكات والتهاني وحتى جوائز وهدايا الثانوية العامة.
طعم النجاح في الثانوية العامة له مذاق مختلف، هو اجتياز لبوابة الحياة الأولى، عبر هذه الشهادة يحدد الطالب خطوته التالية في الجامعة، ويختار تخصصه بناء على النسبة التي أحرزها، وتبقى ذكرى هذه النسبة مرافقة له طوال عمره.
ولكن إنجاز الناجحين في الثانوية العامة، لا يكون حكراً عليهم، فكل مدرسة وكل منطقة تعليمية ثم كل إمارة من إمارات الدولة تتفاخر بعدد ناجحيها وتتسابق لتكريم المتفوقين منهم، وتغدق عليهم الهدايا، بخلاف الجوائز التي تخصصها لهم الجهات المختلفة مثل جائزة الفهيم للتفوق العلمي في أبوظبي، والمنح الدراسية من الجامعات الخاصة، والخصومات أيضا.
الحرص على التفوق في الثانوية العامة لا يماثله أي حرص، فهو اجتماع لمجهود الطالب مع الوالدين والأسرة. فمهما كان الطالب مهملا في دراسته يبدو امتحان الثانوية العامة اختباراً حقيقاً له، وفيما مضى كانت نتائج الطلبة تتحدد بالامتحان النهائي للثانوية العامة، لكن النظام التعليمي تغير اليوم، وأصبحت درجات طلاب الثانوي تمر بنفس المراحل التي تمر بها درجات الطلبة في باقي سنوات الدراسة، هذا الاختلاف الجديد أثر أيضاً على طريقة تلقي أخبار الثانوية العامة، وبعد أن كانت وسائل العلم بالنتيجة تقليدية، صارت تقنية ومعلوماتية مرتبطة بالتكنولوجيا وتواكب عقول الطلاب المنفتحين على عالم الإنترنت وثقافة الحاسوب.
قبل عدة سنوات، كانت نتائج الثانوية تعلن في الراديو على عدة قنوات، يقرأ فيها عدة مذيعين أسماء جميع الناجحين في الثانوية العامة دون ذكر نسبهم، وكانت معظم البيوت تصغي السمع إلى الراديو الذي كان يبث بعض أغاني النجاح بين فترة وأخرى لإبعاد الملل وشحن النفوس المترقبة. ثم أصبحت النتائج تعلن أيضاً في ملاحق خاصة توزعها الصحف، كان طقساً احتفالياً من نوع خاص، أهالي يترقبون صدور الملحق منذ العاشرة صباحاً متجمهرين أمام بوابات توزيع الصحف، وهناك من يحاول الاتصال بمن حصل على الملحق قبل الآخرين ليعلم نتيجته ونتيجة أصدقائه، وقد يحتفظ البعض بالملحق كاملا لعدة سنين قادمة خصوصاً إن كانت نسبته مرتفعة، ويرى اسمه مطبوعاً لأول مرة في جريدة.
فيما بعد دخلت نتائج الثانوية عصر المعلوماتية والكمبيوتر، وصارت تصل إلى الطلبة عبر الموقع الإلكتروني، يدخل الطالب رقم الجلوس (وهي بطاقة تحدد مكان امتحان الطالب ورقم كرسيه في اللجنة وتحمل بياناته الشخصية) ليحصل على النتيجة. ومنذ ثلاثة أعوام فقط تلاشى مفهوم رقم الجلوس واستبدل بما يسمى رقم التعريف، كذلك صارت النتائج تصل عبر الرسائل النصية القصيرة إلى هاتف الطالب، وعبر البريد الإلكتروني إلى شاشة حاسوبه.
انقضت أيام الامتحانات، وانتهى ترقب النتائج، واحتفل الناجحون بنتائجهم، لتبتهج بهذا النجاح الإمارات كلها، وترحب بانضمام الدفعة الجديدة من شبابها إلى كوكبة بنّائي الوطن، عبر التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي المختلفة، ليكونوا شركاء في تنمية الإمارات، ومسؤولين يعتمد عليهم في سوق العمل، وقادة مستقبليين لمؤسساتها المختلفة.
المصدر: أبوظبي