هناء الحمادي (أبوظبي)

تجارب استثنائية من أجل التحصيل العلمي لخدمة الوطن والمجتمع، آمال تتركز على رد الجميل لهذا الوطن الغالي الذي أتاح تجربة لا تقدر بثمن، شكلت منعطفاً هاماً في حياة المبتعثين، وفرت لهم كل السبل والرعاية والدعم للالتحاق بأرقى جامعات العالم، والاندماج في مجتمعات جديدة ومتطورة ذات تجارب ريادية في مجال العلم.
الطالب راشد أحمد سيف السويدي مبتعث آخر متميز ينضم إلى قافلة المبدعين، حقق نتائج باهرة يفخر بها الوطن ويعتز بما ينجزه أبناؤه في دراستهم بالخارج. وجد الاغتراب عن الوطن من أجل التحصيل الدراسي تحدياً حقيقياً، ليعيش تجربة اتخاذ القرار، وإدارة الوقت، والاعتماد على الذات، وإدارة الحوار والمناقشة وخوض تجارب مختلفة أيضاً.
والسويدي خريج دبلوم عال من كلية كرولي البريطانية «HND»، حصل على درجة امتياز في جميع المواد، وكان الأول على الطلبة المبتعثين في الكلية، لم تتوقف إنجازاته عند هذا الحد، بل استطاع هو وزملاؤه المبتعثون الحصول على المراكز الأولى في مشروع هذا العام بكلية كرولي البريطانية. ويقول السويدي «المشروع كان عبارة عن آلة تساعد مكينة المخرطة في التبديل عن العينة الثلاثية إلى العينة الرباعية، وهذا المشروع يهدف لسلامة العاملين في الورشة، كما يعتبر أسهل في الاستعمال والتحكم».

هندسة ميكانيكية
بالعودة إلى سر نجاح هذا المشروع يذكر السويدي أن طموحاته، هي إكمال الدراسة في مجال الهندسة الميكانيكية لارتباطها المباشر بعمله، موضحاً «تحقق ما كنت أصبو إليه من خلال ابتعاثي لدراسة هذا المجال في واحدة من أفضل كليات الهندسة الميكانيكية في بريطانيا، لينتهي مشوار الجد والاجتهاد بالتفوق والتخرج بامتياز».
ويؤكد السويدي أن تخصص هندسة الميكانيكا، هي هندسة معروفة في كل مكان، وسوق العمل يحتاج إلى هذا التخصص في جميع الأماكن الصناعية والبترولية، وغيرها بمجالات الصناعة والبناء والهندسة. ويضيف «درست هندسة الميكانيكا حباً للميكانيكا، فمن خلال دراسة هذا التخصص تعرفت على أنواع الحديد والمعادن ومدة تحملها وأنواع المكائن للحفر والخرط والتعدين، كذلك عمل مكائن الطائرات والسيارات وكيف تكون حركتها، وما هي فائدة التحكم وقوة تحمل العداد، كما اكتسبت خبرة ومهارة في تعلم اللحام وأنواعه المختلفة، ولكن الأكثر استعمالاً هو MIG لبساطته في الاستخدام».

مهارات وخبرات
يتابع السويدي «تعلمت كيفية تصميم الاختراعات الميكانيكية عن طريق برنامج الرسم الثلاثي الأبعاد، ومكائن «CNC»، وهذا البرنامج من الحاسوب يعتمد على قص وصناعة القطع من الحاسوب إلى الآلة، لذلك أجد أن هندسة الميكانيكا تجعل الأمور في الحياة أبسط عن ما لا يستطيع إنجازه الإنسان باليد، حيث يساعد على حل المشاكل الميكانيكية، مما يسهم في تطور المشاريع الإماراتية، والدولة في حاجة بالتأكيد إلى المهندسين الإماراتيين للعمل في الشركات والمصانع والعديد من الأماكن الصناعية، مشيراً إلى أن توافر هذا النوع من الدراسة في تخصص هندسة الميكانيكا في الدولة سوف يسهم بلا شك في إعداد مهندسين إماراتيين يتمتعون بالمهارة والخبرة.

دعم لامحدود
ويثمن السويدي الدعم اللامحدود من جانب القيادة الرشيدة، وفضلها بعد الله سبحانه وتعالى في وصوله إلى هذا المستوى من التفوق والنجاح، كما يهدي الإنجاز إلى الوالدين اللذين كانا الداعم والمشجع الأول له في مرحلته الأكاديمية التي تكللت بالتميز، والحصول على المركز الأول على مستوى الطلبة في الكلية.