يوسف العربي (دبي)

افتتحت مايكروسوفت، أمس، في أبوظبي ودبي، أول مركزي بيانات سحابية تابعين لها، في منطقة الشرق الأوسط، لمواكبة احتياجات عملية التحول الرقمي، وتوفير تسهيلات وخدمات من شأنها تمكين جميع العملاء والشركاء في المنطقة من اغتنام فوائد الثورة الصناعية الرابعة.
وينضم المركزان الجديدان إلى البنية التحتية السحابية العالمية لمايكروسوفت، حيث يمكنها توفير الخدمات لنحو مليون جهة وشركة في منطقة الشرق الأوسط.
وتوقعت مؤسسة البيانات الدولية (IDC) أن يوفر المركزان الجديدان نحو 55 ألف فرصة عمل في الإمارات حتى 2022، كما توفر الحوسبة السحابية ومنظومة مايكروسوفت المتكاملة من الشركاء أكثر من نصف مليون وظيفة في منطقة الشرق الأوسط، بين عامي 2017 و2022، والتي تشمل كلاً من مصر والسعودية والإمارات.
وأفاد تقرير البنك الدولي بأن كل وظيفة يتم إنشاؤها في مجال التكنولوجيا تسهم فعلياً بالوجه المقابل في إنشاء أربع وظائف أخرى عبر مختلف الصناعات.

خدمات الحوسبة
قال عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، خلال مؤتمر صحفي بدبي، أمس، إن إطلاق مايكروسوفت لمركزي بيانات في الإمارات يعزز عمليات التحول الرقمي في القطاعين العام والخاص بالدولة، ويضع إمكانيات تقنية كبيرة في متناول الشركات على مختلف أحجامها، كما يرسخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً لخدمات الحوسبة على مستوى العالم.
وأضاف العلماء أن اقتصاد البيانات، الذي يعتبر وقود الاقتصاد العالمي، سوف يضيف 13 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول 2030.
وأوضح أن كمية البيانات الهائلة، التي ينتجها ويستخدمها الأفراد والشركات اليوم، تغير أسلوب حياتنا التي ستقاس أهميتها بالمقارنة مع حجم البيانات التي سنولدّها وليس الأيام التي نعيشها، وهذا بدوره يحول المدن والدول، ويكون هنالك عواصم جديدة للتقنية والابتكار في العالم.
وأكّد العلماء أن مركزي البيانات يعزّزان بيئة الحوسبة السحابية واللبنة التحتية الرقمية في الإمارات، والاستفادة من تقنيات الثورة الرابعة، وتأمين بيئة داعمة لازدهار الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع تطوير رأس المال البشري المؤهل تقنياً، للاستفادة من الفرص الكبيرة التي ستوفرها المبادرات الرقمية في الدولة.

نصف التكلفة
ومن جانبه، أكد سيد حشيش، المدير العام الإقليمي لدى شركة مايكروسوفت الخليج، أن إطلاق مركزي البيانات الجديدين يمثلان نقلة نوعية وحقبة جديدة في تاريخ المنطقة، حيث توفر هذه المراكز نصف التكلفة، و80% من استهلاك الطاقة.
وأضاف أن شركة مايكروسوفت أول مزود للخدمات السحابية في دولة الإمارات يحصل على شهادة هيئة أبوظبي الرقمية ومركز دبي للأمن الإلكتروني، مما يتيح للشركة تقديم خدماتها السحابية إلى الجهات الحكومية وشبه الحكومية.

المعايير المحلية
وقال: إن مايكروسوفت عملت عن كثب مع الجهات المحلية المعنية، من أجل تلبية أفضل متطلبات الامتثال، وضمان أن خدمات مايكروسوفت السحابية متوافقة مع جميع المعايير والشهادات المحلية ذات الصلة، فضلاً عن تحقيق أفضل المعايير العالمية في هذا المجال، لافتاً إلى الدور الكبير الذي اضطلعت به هيئة تنظيم الاتصالات وهيئة أبوظبي الرقمية ومركز دبي للأمن الإلكتروني، في سبيل ضمان وتوفير بيئة مواتية لمراكز البيانات والخدمات السحابية في الدولة.
وأكد حشيش أن «مايكروسوفت» شهدت طلباً كبيراً في الإمارات على خدمات البيانات من مختلف القطاعات، بالتزامن مع تنفيذ الاستراتيجيات والمبادرات الحكومية والتوجه نحو الاقتصاد المعرفي، ما دفع الشركة إلى تطوير هذين المركزين الجديدين في الدولة، لتلبية الطلب المتزايد لاسيما من القطاع الحكومي وشبه الحكومي.
وتغطي مايكروسوفت، من خلال المركزين الجديدين، منطقة الشرق الأوسط، وتعمل على تقديم خدماتها السحابية، من أجل تمكين المؤسسات والحكومات والشركات، ولتحقيق المزيد من الأعمال وإتاحة فرص غير مسبوقة في المنطقة.

النمو الاقتصادي
تتوقع مايكروسوفت، أيضاً، أن يكون للمناطق السحابية الجديدة في دولة الإمارات تأثير مستدام على خلق فرص العمل وريادة الأعمال والنمو الاقتصادي، عبر جميع أنحاء المنطقة، وهو ما يمثل بدوره مؤشر إيجابي لجميع الحكومات الطامحة إلى تحقيق التنافس مع نظيراتها العالمية.
وفي بحث منفصل، وجدت مؤسسة البيانات الدولية أيضاً أن منظومة شركاء مايكروسوفت المتكاملة تجني أكثر من 9 دولارات، مقابل كل دولار من إيرادات مايكروسوفت، وسيلعب أكثر من 1800 شريك معتمد من شركة مايكروسوفت في المنطقة دوراً محورياً في دعم المؤسسات الحكومية، والخاصة للشروع نحو رحلتهم السحابية.