أحمد النجار (دبي)
رحلة تحمل الزوار على بساط الترفيه، يعيش من خلالها زوار القرية العالمية، ضمن موسمها الـ 24، في متحف ريبليز، الخيال والإلهام داخل نبض الحقيقة، حيث تفتتح قوافل من عائلات الشعوب ألبومات جديدة لذكريات تبقى ملتصقة بالوجدان، عبر هياكل عظمية عمرها آلاف السنين، وتماثيل لأنحف رجل في العالم، وأضخم شخص عرفه التاريخ، وغوريلا مصنوعة من الخردة المعدنية، ودراكولا مصاص الدماء
وقطع نادرة ومقتنيات تم جمعها من شتى بقاع الأرض، تتصدر تلك المعروضات، قصة تمثال الشمع لروبرت ريبليز، بوصفه العقل المدبر وصاحب فكرة المتحف، فقد ولد روبرت ريبلي في سانتا روزا في ولاية كاليفورنيا، يوم عيد الميلاد العام 1890، وبدأ مسيرته المهنية في الصحافة في سن 18 عاماً، تم نشر أول الرسوم الكاريكاتورية من مجموعة «صدق أو لا تصدق!» في 19 ديسمبر 1918.
وفي هذا الموسم الحافل بالمفاجآت والبهجة، وصفقات الحظ السعيد والذكريات المفتوحة، تحتضن قرية الملايين، متحفاً عالمياً هو الأول في الشرق الأوسط، حيث يضم أكثر من 200 منتج ضمن 6 منصات.
كنز بشري
وقال إبراهيم ناجي، مقيم أردني: إن زيارته إلى ريبليز هي الثانية، وفي هذه المرة اصطحب والدته التي قدمت لزيارة موسم القرية العالمية، معتبراً أن المتحف يرقى إلى رتبة كنز بشري، واصفاً محتوياته بأنها تشكل قيمة ثقافية وحضارية وتاريخية للإنسانية جمعاء.
100 دقيقة
وأوضحت روهيتا سنجار هندية، رفقة شقيقتها وأطفالهما، أن زيارتها للمتحف هي الأولى، وكانت تجربة استمرت أكثر من 100 دقيقة، وسط فرحة وبهجة ومشاعر مختلفة، مشيرة أن زيارة واحدة لا تكفي، لتأمل كل المعروضات واستيعاب قصصها وواقعيتها.
نيكولاس وفييت قادمان من النمسا، بينما كانا يتلقطان صوراً أمام المرشد السياحي ذي الشمعة المزروعة في فروة رأسه، لم يبالغا باعتبار تجربة استكشاف عناصر المتحف تعادل زيارة 10 متاحف دفعة واحدة، لما يحتويه من قطع نادرة ذات قيمة تاريخية وأهمية إنسانية.
حمد التويجري ورياض السلطان، زائران سعوديان، رفقة عائلتيهما، حمد عبّر عن ذهوله أمام الرجل بالع الثعابين، ووصف المتحف الذي يزورونه للمرة الثانية منذ افتتاحه، بأنه منصة للشغف العجيب، لافتاً إلى أن المتحف سيكون رافداً مهماً لصناعة ذكريات جميلة في حياة الكثيرين، بكونه يوفر خيارات للترفيه والتثقيف والاستكشاف، تخاطب الوعي وتثري الذائقة وتفتح العقل البشري على العالم.
المتحف كوكب آخر يختصر عالماً بكامله، وفق تعبير خديجة العامري، التي اعتبرت أن القرية في كل موسم تصنع كل جديد، وريبليز هو ثمرة من مشاريع توليد الأفكار العبقرية.
تمثال الشمع
وتحظى التماثيل المنتشرة في معارض المتحف بإعجاب الزوار، ومنها تمثال من الشمع لشموني، وهو فنان سيرك في القرن التاسع عشر، لديه فقرة حيرت الملايين، حيث كان يدخل في فرن إلى جانب فخذ من لحم الضأن النيء، ولا يخرج قبل أن ينضج اللحم جيداً.
ويعرض ريبليز قصة دراكولا السفاح، وهو أمير روماني من القرن الخامس عشر، يدعي فلاد الثالث تيبس، وهناك تمثال لعالم الفلك الشهير بأنف ذهبية، بعد أن فقد أنفه في عام «1946-1601» في مبارزة بالسيف، واستبدله بأنف آخر قابل للصق مصنوع من الذهب الخالص، وتمثال شمعي لروبرت وادلو الذي يعد أطول رجل في العالم.
وتحلقت العائلات حول تمثال شمعي لإدوارد هانتر، أنحف رجل في العالم، وبلغ فنان السيرك هاغنر 1963 طوله 170سم، لكنه لم يكن يزن أكثر من 22 كيلوجراماً، كان سبب نحول هاغنز مرض سيموندز «اعتلال النخامية» الناجم عن تمزق الغدة النخامية، وهناك تمثال نصفي لبوبي بلاكبيرن، كان بوبي الجنوب أفريقي يرتدي طقم أسنان مصنوعة من أسنان التماسيح، كان يعمل حارساً في محمية تماسيح طبيعية في جنوب أفريقيا.
ويصنف متحف ريبليز، بأنه من أنصار إعادة التدوير وأوائل مشجعيه، فقد تم اجتلاب قطع فنية آسرة مصنوعة من الخردة ومكونات مهملة تم الاستفادة منها، ففي كينيا برعت الفنانة ماري واميثا في صناعة أشكال حيوانات إفريقية عملاقة بالكامل من خردة معدنية.