عباس و«حماس» يتبادلان تهمة تعطيل المصالحة الفلسطينية
تبادل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة “حماس” أمس تهمة تعطيل جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، خدمة لإيران من جهة واستسلاماً لإرادة أميركا وإسرائيل من الجهة الأخرى.
وعزا عباس، في مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس” في رام الله عدم تجاوب قادة “حماس” مع مبادرته الأخيرة لتحقيق المصالحة إلى خضوع الحركة لتأثير إيران. وقال “حتى الآن، ترفض (حماس) الرد بنعم أو لا على هذه المبادرة”. وأضاف “أريد الذهاب إلى غزة، لكنهم لا يريدونني أن أذهب. إذا كانوا منقسمين، فلديهم قرار يأتي من إيران”. وتابع “إن إيران تعطيهم تعليمات بأن يفعلوا هذا أو لا يفعلوا ذاك، وهم يرضخون لهذه التعليمات مقابل المال الذي يتلقونه منها”.
وقال عباس “قيادة (حماس) موجودة في دمشق مع خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي للحركة)، وهو الذي يتلقى المال ويوزعه كما يشاء ولهذا السبب، إنه يستخدمه سلاحاً وله اليد الطولى ويعود إليه الحق في قول نعم أو لا”.
وفي مقابلة مماثلة، قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” ورئيس وفد الحركة في الحوار مع “حماس” بشأن المصالحة عزام الأحمد “لا تهمني الانقسامات المحتملة داخل (حماس)، المهم هو الموقف الرسمي”.
ورأى الأحمد أن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة حماس في غزة إسماعيل هنية هو “الشخصية الأضعف” داخل الحركة، وأن قيادات جناحها العسكري قوضت دعوته عباس إلى زيارة عزة.
وقال “حين دعا إسماعيل هنية أبو مازن (عباس) إلى غزة، اجتمع أحمد الجعبري (قائد الجناح العسكري في حماس) في اليوم التالي مع نجله همام هنية المسؤول عن أمنه الشخصي، وقال له بوضوح: أنا مستعد لدعوة إسرائيل إلى إعادة احتلال قطاع غزة ولن أسمح لأبي مازن بأن يدخله”.
وفي غزة، قال النائب عن “حماس” في المجلس التشريعي الفلسطيني يحيى موسى في تصريح صحفي “إن اتهامات عباس لحماس بتلقي تعليمات إيرانية لوقف المصالحة هي عملية إسقاط؛ لأنه هو من يعطل المصالحة ويستسلم للإرادة الصهيو - أميركية ويعلق كل الآمال على أوهام الشرعية الدولية”. وأضاف “على أبي مازن أن يكون صادقاً ويصارح شعبه بالرسائل التي جاءته من أميركا وإسرائيل لمنعه من المصالحة.
وتابع موسى “إن تصريحات عباس تؤكد رغبته في الانسحاب من المصالحة، حيث تغذي الفرقة والانقسام في الساحة الفلسطينية، وتهدف إلى تسميم أجواء المصالحة ونسف جهود الأطراف العربية”.
وخلص إلى القول “الشعب الفلسطيني لا يحتمل مثل هذه المراوغات، فالجميع ينتظر أن ينتهي الانقسام لاستنهاض الحالة الفلسطينية وإعادة جمع صف المقاومة ضد العدو الصهيوني”.
المصدر: رام الله، غزة