أكدت سلطات حركة “حماس” رسمياً أمس أنها تمكنت من اعتقال شخصين مشتبه بضلوعهما في إعدام ناشط السلام الإيطالي المتضامن مع الفلسطينيين فيتوريو أريجوني بعد اختطافه في غزة أمس الأول، فيما أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس النيابة العامة الفلسطينية بفتح تحقيق في تلك الجريمة، وسط استنكار دولي للحادث المروع. وقالت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة التابعة لحركة “حماس” في بيان أصدرته في غزة “إن التحقيقات مستمرة في جريمة قتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريجوني وتم اعتقال اثنين من المشتبه بهم حتى الآن، وهما محتجزان رهن التحقيق”. وأضافت أن أجهزتها الأمنية تواصل ملاحقة بقية المجموعة المتورطة في جريمة القتل. ولم تحدد اسمي المشتبه بهما أو ظروف اعتقالهما، فيما قال مصدر أمني فلسطيني في غزة لوكالة “فرانس برس” إن هناك معلومات جديدة واعتقالات جديدة في القضية، من دون ذكر أي تفاصيل. وكان رئيس حكومة “حماس” إسماعيل هنية صرح أمس الأول بأن القطاع آمن وطمأن جميع زوار القطاع بأنهم في سلام وأمن. وقال إن جريمة اغتيال أريجوني “حادث فردي” وإن حكومته ستطبق القانون على الجناة. في غضون ذلك، ذكر المستشار القانوني للرئيس الفلسطيني حسن العوري أن عباس أمر النائب العام الفلسطيني أحمد المغني بفتح تحقيق في قضية اغتيال أريجوني وتوجيه تهمة “الخيانة العظمى” لمرتكبي تلك الجريمة النكراء. وقال في بيان أصدره في رام الله “إن التكييف القانوني لمثل هذه القضية هو المحاكمة بتهمة الخيانة العظمى، والتي تصل عقوبتها وفق قانون العقوبات (الفلسطيني) إلى الإعدام”. وأضاف “اغتيال المتضامن أريجوني، نصير القضية الفلسطينية وأحد الفدائيين المدافعين عن حرية واستقلال شعبنا وحقه في إقامة دولته المستقلة، هو بمثابة اغتيال للجندي الفلسطيني في ساحات القتال والهدف منه هو إثارة الفتنة والنيل من صمود وقوة شعبنا”. وأقام متضامنون أجانب وممثلو فصائل فلسطينية ومنظمات أهلية بيت عزاء لأريجوني في ميناء غزة وعلقوا عليه الإعلام الفلسطينية وصور القتيل، إلى جانب لافتات نعيه والإشادة بمناقبه ومواقفه الداعمة للفلسطينيين، خاصة مناهضة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. وقالوا في بيان مشترك أصدروه خلال افتتاح بيت العزاء “إن الفقيد ترسخ في الذاكرة الفلسطينية بكل الحب وروح البطولة والوفاء”. وأضافوا “كل من خطط أو ساهم في قتل أريجوني مجرم ليس بحق فقط المتضامن الإيطالي، بل مجرم بحق كل الشعب الفلسطيني”. وفي ردود الفعل الدولية، أدان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون جريمة قتل أريجوني المرتكبة بحق “شخص كان يعيش ويعمل بين الشعب الفلسطيني في غزة”. وقال المتحدث باسمه مارتن نيزيركي لصحفيين في نيويورك “إن الأمين العام يطلب إحالة مرتكبي هذه الجريمة المروعة إلى العدالة في أسرع وقت ممكن”. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحفي في باريس “إن فرنسا تدين بشدة القتل الجبان لمواطن إيطالي في قطاع غزة وتقدم أحرَّ تعازيها لعائلته وللشعب الإيطالي”. وأضاف “لم يكن فيتوريو أريجوني مناصراً للسلام وعاملاً إنسانياً فحسب، بل كان أيضاً صديقاً لأهالي غزة الذين عاش بجانبهم سنوات عديدة”.