أبوظبي (الاتحاد) - وقعت الإمارات وسلطنة عمان على ملفي ترشيح العيالة والتغرودة لتسجيلهما في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو لتقديمهما إلى المنظمة الدولية قبل 20 أبريل الجاري. جاء ذلك، في ختام أعمال ورشة العمل المشتركة التي نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمس الأول، لاستكمال المعلومات الإضافية لملفي الترشيح المشتركين اللذين سبق وأن تقدمت بهما الإمارات وسلطنة عمان لتسجيل فني العيالة والتغرودة في هذه القائمة. ومن المقرر أن تنظر لجنة من الخبراء خلال شهر مايو المقبل في الملفين، وتقوم برفع توصياتها إلى اللجنة الدولية الحكومية التي ستعقد اجتماعها القادم في نوفمبر المقبل في جرينادا. وجاءت الورشة التي استمرت يومين بناء على طلب سكرتارية “اليونسكو”، بإضافة المزيد من المعلومات للملفين وفق المعايير المتبعة لديها لتسجيل أي عنصر تراثي في هذه القائمة. وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمت خلال شهر مارس من العام الماضي، بهذين الملفين لليونيسكو بالاشتراك مع سلطنة عمان الشقيقة باعتبار العيالة والتغرودة من بين فنون الأداء المشتركة بين الإمارات والسلطنة ومن بين عناصر التراث الحي في الدول الخليجية والتي تسعى الهيئة إلى تسجيلها من خلال ملفات مشتركة في منظمة اليونسكو. وقال الدكتور ناصر علي الحميري مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة، إن ملفي العيالة والتغرودة من بين الملفات التراثية الخليجية المشتركة التي تحرص هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على تقديمها لمنظمة اليونسكو بغرض إبراز سمات التكامل والتفاعل والممارسة الحية لعناصر التراث الخليجي بما يؤكد أصالة ووحدة البعد التاريخي والتواصل السكاني على مر العصور. وأضاف “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لديها مشروع طموح في هذا المجال قطعنا فيه أشواطا بعيدة من خلال حصر المئات من عناصر التراث الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في قوائم جرد، وفقا للمعايير المعتمدة من منظمة اليونسكو، وهو ما تقوم به أيضا الدول الخليجية الشقيقة، ما يشكل أساسا لإعداد ملفات مشتركة في العديد من العناصر التراثية الخليجية والتي تشكل كلا من ملفات الصقارة والعيالة والتغرودة أمثلة حقيقية عنها”. وقال الدكتور إسماعيل الفحيل خبير التراث في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إن الملفين سيتم عرضهما خلال الاجتماع القادم للجنة الدولية الحكومية الموقعة على اتفاقية صون التراث التابعة لليونسكو في نوفمبر القادم في جرينادا للنظر في الملفات المقدمة من كل الدول الاعضاء. وتوقع الدكتور الفحيل أن يتم اعتمادهما والموافقة عليهما، وذلك لحرص الجانبين على استيفاء كافة الشروط التي طلبتها المنظمة من كافة الجوانب أبرزها تحديث الملفين، وإضافة معلومات خاصة فيما يتعلق بمنظمات المجتمع المدني المعنية بالتراث مثل جمعيات الفنون الشعبية، بالإضافة إلى ذلك تم إضافة بعض الصور المتعلقة بهذه الفنون وبعض الأفلام التي توثقها. والتغرودة فن تراثي أصيل يقوم على مجموعة قصائد غنائية يؤديها المنشد، ويحاول فيها أن يرفع صوته ويطرب على تغريده العذب بنفسه ومعه مجموعة من المستمعين. وتؤدى أغاني التغرودة على ظهور الهجن حين الارتحال من مكان إلى آخر والسفر في رحلات تجارة، أما العيالة فتعتبر من أقدم أشكال الفن الشعبي في المنطقة، وهي عبارة عن فن جماعي يتضمن رقصا وغناء جماعيا ويمارس في الأعراس والمناسبات المختلفة.