إبراهيم سليم (أبوظبي)

أجمع الخبراء والمختصون المشاركون في الملتقى الدولي الرابع للاستمطار، الذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن الإمارات مساهم رئيس في تأمين حلول ناجعة لضمان الأمن المائي العالمي، ويعكس ذلك إطلاقها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، والذي يعد رافداً علمياً مهماً، للحد من شحّ المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وانطلقت أمس فعاليات النسخة الرابعة من الملتقى الدولي للاستمطار، الذي ينظمه المركز من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، وتمتد أعماله على مدار ثلاثة أيام في فندق «جميرا أبراج الاتحاد» بأبوظبي.
ويستند الملتقى، هذا العام، على خمس ركائز رئيسة والتي تشمل التعاون، والابتكار، وبناء القدرات، والذكاء الاصطناعي، والأبحاث التطبيقية، ويعد منصة للخبراء والباحثين والعلماء وذوي العلاقة المحليين والدوليين، من أجل مناقشة ومعالجة القضايا الرئيسية الأكثر إلحاحاً في مجال الاستدامة المائية، وأحدث البحوث العلمية المتعلقة بالاستمطار.
وقال الدكتور عبد الله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: بمناسبة انطلاق أعمال الملتقى، «تضطلع دولة الإمارات بفضل الرؤى المستقبلية لقيادتها الرشيدة بدورٍ رئيس في معالجة عدد كبير من القضايا العالمية المحورية، لاسيما تلك التي تمس حياة البشر بشكل مباشر، بما في ذلك ضمان موارد مستدامة للمياه. وتماشياً مع تلك الرؤى والاستراتيجيات، جاء برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، في عام 2015، ويدار من قبل المركز الوطني للأرصاد، ليكون ضمن قطاع المياه، أحد القطاعات السبعة التي تستهدفها الاستراتيجية الوطنية للابتكار في الدولة».
وأضاف: «يأتي تنظيم هذه النسخة الجديدة من الملتقى الدولي للاستمطار، ليعكس ريادة دولة الإمارات المتواصلة للنقاشات الدولية المتعلقة بعلوم الاستمطار، ونتطلع إلى خروج الملتقى باستراتيجيات ونتائج علمية وعملية مبتكرة وناجعة، قادرة على المساهمة في تحقيق أمن واستدامة المياه العذبة محلياً وعالمياً، حيث تعد بحوث الاستمطار رافداً علمياً مهماً، ومساهماً رئيسياً للحد من شحّ المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة».
وناقشت الجلسة الأولى والتي عقدت تحت عنوان: «الاستمطار والواقع العالمي»، أبرز المواضيع المتصلة بالاستمطار وتعديل الطقس وآخر المستجدات في مجال الاستمطار، بالإضافة إلى عرض تقديمي حول التطورات التي شهدتها المشاريع التسعة الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.
وتناولت الجلسة الثانية بعنوان «تطبيقات الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية في مجال الأرصاد الجوية وتعزيز هطول الأمطار»، آليات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية في تطبيقات الأرصاد الجوية، وناقش المشاركون خلالها كذلك عدداً من المحاور، منها استخدام الطائرات من دون طيار في عمليات الاستمطار، والتقنيات الإحصائية لتحديد الظروف المناسبة لتلقيح السحب، وتقنيات استشعار الطقس من الجيل التالي، واستخدام التطبيقات في أبحاث الأرصاد الجوية الهيدرولوجية، وعمليات التنبؤ والرصد.
وناقشت الجلسة الثالثة والتي عقدت بعنوان: «الابتكارات في تعزيز هطول الأمطار: المنهجيات والرؤى الجديدة»، عروضاً تقديمية تناولت البحوث المبتكرة والتطورات في المواد والأساليب المطبقة في مجال تعزيز هطول الأمطار. وشملت محاور الجلسة كذلك تطبيق تقنية النانو لتطوير مواد جديدة لتلقيح السحب، ودراسة آثار الشحنات الكهربائية على تشكيل قطرات المياه في السحب، وتحفيز الحمل الحراري لتكوين السحب الاصطناعية وهطول الأمطار.
وفي كلمتها الرئيسية خلال الملتقى قالت علياء المزروعي، مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: «يعد العمل والتعاون المشترك بين برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وشركائه من حول العالم، الوسيلة الأفضل لتطوير تقنيات وبرامج ومشاريع من شأنها التأثير إيجاباً على ما يشهده العالم من تحديات مائية. وانطلاقاً من ذلك وتحت شعار «متحدون من أجل مستقبل المياه» يعمل برنامجنا الذي استطاع على مدار الأعوام الماضية ترسيخ مكانته العالمية، على توطيد شراكاته وتحفيز المختصين في هذا المجال العلمي الحيوي على التعاون وتبادل الخبرات في سبيل الارتقاء بعلوم الاستمطار. واليوم، توفر أبوظبي فرصة جديدة لاستعراض ما حققه الحاصلون على منحة البرنامج من إنجازات، وآخر التطورات والتطبيقات التقنية والعلمية المرتبطة في هذا المجال».

تقنية النانو تكنولوجي لتلقيح السحب
أكد عمر اليزيدي مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب في المركز الوطني للأرصاد، على هامش الملتقى، تعدد استخدامات الذكاء الاصطناعي في الاستمطار، حيث يمكن من خلاله توصيل المواد لتلقيح السحب، أو من خلال استخدامات الطائرات من دون طيار، وكذلك معرفة أفضل الأماكن لتلقيح السحب، كما يساعد الخبراء في معرفة النماذج الخاصة لمعرفة طبيعة السحب وتطورها. مشيراً إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستمطار ستمكن في المستقبل من الكشف عن أمور عديدة، لا تزال مبهمة، حول طبيعة السحب أو في عمليات الاستمطار.
ولفت اليزيدي إلى أن المركز يجري تجارب فعلية في الوقت الحالي، لدراسة جدوى استخدام تقنية النانو تكنولوجي في عملية تلقيح السحب والتي من المتوقع أن تحقق طفرة في عملية تلقيح السحب بمعدل 3 أضعاف، مقارنة بالوضع الحالي، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن قياس أثر الاستمطار من التحديات الكبيرة، ولكن المركز قام بدراسات أثبتت تأثير الاستمطار على نحو 150 إلى 200 سحابة، ما نتج عنها زيادة في كمية الأمطار وحجم قطرات الأمطار.