لندن (وكالات)

تراجعت أسعار النفط أكثر من واحد بالمئة، أمس، حيث بدأت علامات التباطؤ الاقتصادي وسط النزاعات التجارية العالمية تطغى على مخاوف المعروض.
ونزلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 68 سنتاً أو 1.1% إلى 61.33 دولار للبرميل، بحلول الساعة 11:40 بتوقيت جرينتش، بعدما صعدت 1.1% يوم الجمعة.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58 سنتاً أو 1.1 بالمئة إلى 51.93 دولار للبرميل، بعد أن زادت 0.4 بالمئة في الجلسة السابقة.
وقالت «جيه.بي.سي إنرجي» للاستشارات، في مذكرة: «سيتراجع نمو الإنتاج الصناعي في الصين إلى أدنى مستوياته في 17 عاماً، وسط التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. واليوم يجب على أسواق النفط استيعاب مخاوف أكبر بشأن الطلب مع تطبيق الهند رسوماً انتقامية على عدد من السلع الأميركية».
ولم تلقَ الأسعار دعماً من تصريحات وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، أمس، بأن «أوبك» تتجه صوب التوافق على تمديد اتفاق خفض الإنتاج، في اجتماع يتوقع عقده في الأسبوع الأول من يوليو، مؤكداً أن الطلب على النفط متماسك رغم النزاعات التجارية.
وما يضعف الأسعار أيضاً التوقعات القاتمة التي أصدرتها وكالة الطاقة الدولية، بخصوص نمو الطلب على النفط في 2019، مشيرةً إلى تدهور آفاق التجارة العالمية.
وخفضت الوكالة في تقريرها متوسط الطلب إلى 1.2 مليون برميل يومياً في العام الجاري، وتوقعت نمواً هامشياً إلى 1.4 مليون برميل يومياً في 2020. وكانت اتجاهات الطلب ضعيفة، منذ بداية العام بسبب عدد من العوامل، بينها الأجواء الدافئة التي سادت خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وتباطؤ صناعة البتروكيماويات في أوروبا وتراجع الطلب على البنزين والديزل في أميركا.
ورغم ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يظهر النصف الثاني من العام نمواً مؤثراً في الطلب، مدعوماً بتطبيق بعض الحوافز الحكومية لتعزيز النمو الاقتصادي. ويتفق هذا الرأي مع توجهات وزير الطاقة السعودي، الذي صرح مؤخراً بأن ارتفاع الطلب الموسمي على النفط، خلال النصف الثاني من العام، سيساعد على تحقيق التوازن في سوق النفط.
من جهة أخرى، في تقريرها الأخير عن توقعات الطاقة على المدى القصير، خفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط لهذا العام إلى 67 دولاراً للبرميل في المتوسط، بانخفاض قدره 3 دولارات أميركية للبرميل، مقارنةً بتوقعاتها الصادرة الشهر الماضي. ولم يطرأ تغير يذكر على توقعات عام 2020، حيث ظلت ثابتة عند مستوى 67 دولاراً للبرميل لمزيج خام برنت.
وخفضت الوكالة أيضاً توقعات إنتاج النفط الأميركي، بواقع 140 ألف برميل يومياً لعام 2019، لتصل إلى 12.32 مليون برميل يومياً، حيث ظل الإنتاج مستقراً عند نحو 12 مليون برميل يومياً خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأظهر التقرير الأسبوعي للوكالة زيادة في المخزونات الأميركية، بواقع 2.2 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 7 يونيو 2019، حيث ارتفعت مخزونات الخام الأميركية بواقع 19 مليون برميل خلال الأسابيع الخمسة الماضية، مع تسجيل زيادة أسبوعية على مدى أربعة من أصل الأسابيع الخمسة.
وظل إنتاج منتجي «أوبك» ثابتاً على أساس شهري، على خلفية تراجع الإنتاج من إيران ونيجيريا، في حين ظل إنتاج فنزويلا الضعيف، بما يقارب 0.8 مليون برميل يومياً. وبلغ الإنتاج الشهري للمجموعة 30.26 مليون برميل يومياً في مايو 2019، فيما يعد أدنى مستوياته منذ عام 2014. ووفقاً لوكالة بلومبرج، بلغ التزام «أوبك» وحلفائها باتفاقية خفض الإنتاج 143% في مايو 2019، بانخفاض هامشي عن الشهر السابق. ومن المتوقع أن يجتمع أعضاء منظمة الأوبك، خلال الأسبوع الأول من يوليو 2019، لاتخاذ قرار بشأن المسار المستقبلي للاتفاقية. وأعرب وزير الطاقة السعودي عن أمله في أن يتمكن المنتجون من موازنة السوق قبل بداية العام المقبل.
من جهة أخرى، قلصت شركات التنقيب عن النفط الأميركية عملياتها ترقباً للضغوط على أسعار النفط. ووفقاً لتقرير بلومبرج، بلغ التنقيب عن النفط في حوض بيرميان الأميركي أدنى مستوياته منذ بداية 2018. وانعكس ذلك أيضاً على التعداد الأسبوعي لمنصات الحفر الذي تجريه شركة بيكر هيوز الذي أظهر انخفاضاً بمعدل منصة حفر واحدة فقط الأسبوع الماضي، ليصل عدد منصات الحفر النفطي إلى 788 منصة، بعد تسجيلها لتراجع أكبر بلغ 11 منصة في الأسبوع السابق.
ورغم ذلك، استمرت بيانات عدد منصات الحفر في جميع أنحاء العالم في النمو خلال مايو 2019، مسجلةً نمواً شهرياً بواقع 42 منصة حفر في مايو 2019، لتصل بذلك إلى 2.182 منصة. وأظهر متوسط أسعار النفط في مايو 2019 تراجعاً شاملاً، حيث إن مكاسب النصف الأول من الشهر قابلتها تراجعات حادة في النصف الثاني من الشهر. وانخفض متوسط أسعار خام «أوبك» بنسبة 1.1% على أساس شهري في مايو 2019 وصولاً إلى 70.0 دولار للبرميل.