إبراهيم سليم (أبوظبي)
كشف محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم بديوان ولي العهد، عن تنفيذ عدد من المبادرات والفعاليات المهمة خلال الفترة المقبلة بشأن مادة التربية الأخلاقية، بالتعاون مع الشركاء، والتي تشمل وضع وتنفيذ المنهاج الوطني للتطوير المهني لمعلمي ومنسقي مادة التربية الأخلاقية، وتقديم الدعم للمدارس في تعزيز مشاركة أولياء الأمور، ومواصلة مراجعة المناهج وتطوير الموارد، إطلاق دراسة من أجل تقييم تأثير البرنامج لضمان التنفيذ الناجح، وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي والدولي (مثلاً: الأولمبياد الخاص، الألعاب العالمية 2019، مدارس الأبطال الموحدة)
جاء ذلك خلال كلمة النعيمي أمام الاجتماع الثاني لمديري المدارس حول التربية الأخلاقية في جامعة زايد في أبوظبي، وشارك فيه أكثر من 200 من مديري المدارس، حيث خلص الاجتماع إلى نتائج رئيسية ستستخدم عند مراجعة وتطوير البرنامج، تتضمن أهمية التطوير المهني المنتظم للمدرسين ومنسقي التربية الأخلاقية، والوصول إلى أفراد يفهمون جميع جوانب البرنامج ويساعدون على تعزيز التواصل بين المدرسة وجميع الأطراف المشرفة على المنهج الدراسي، مشاركة المزيد من الفعاليات والاحتفاء بأفضل الممارسات وقصص النجاح، مع التركيز بشكل خاص على كيفية تدريس المناهج وأنشطة التعليم والولوج إلى المجتمعات بطريقة مثالية، وتطوير المزيد من المبادرات الاستراتيجية التي تشمل أولياء أمور الطلبة الذين يشكلون شريكاً استراتيجياً أساسياً، تقديم جميع الموارد والمواد ذات الصلة في الوقت المناسب لدعم المعلمين بشكل أفضل.
مدارس الأبطال الموحدة
قال مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي العهد إن مدارس الأبطال الموحدة، إحدى مبادرات مكتب شؤون التعليم، برنامج يجمع المدارس تحت هدف واحد وهو توفير بيئات تعليمية تعزز مفاهيم الدمج والقبول والاحترام والكرامة الإنسانية لجميع الطلبة من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة وتحسين مواقفهم وسلوكياتهم لتحقيق ذلك، ويستند مفهوم مدارس الأبطال الموحدة إلى فرضية أن التغيير الدائم يجب أن يبدأ بالشباب.
ويتشارك برنامج مدارس الأبطال الموحدة مع دولة الإمارات قيمها الأساسية التي تقوم على التنوع والوحدة والمثابرة، وتتوافق الركائز الأساسية الثلاث لبرنامج مدارس الأبطال الموحدة مع ركائز برنامج التربية الأخلاقية، ومن خلال إتاحة الفرصة أمام الطلبة أصحاب الهمم وغيرهم لتكوين الصداقات وتطوير قيم التنوع والدمج المشتركة، يعزز برنامج مدارس الأبطال الموحدة قيم برنامج التربية الأخلاقية في دولة الإمارات ، ويتم تشجيع فريق القيادة في كل مدرسة على مناقشة كيفية ارتباط أنشطة الدمج بالتربية الأخلاقية في مدارسهم.
واستعرض النعيمي مسيرة التقدم لبرنامج التربية الأخلاقية بالدولة، والذي تم تطبيقه بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تم في يوليو من عام 2016 إطلاق برنامج «التربية الأخلاقية» بهدف تنمية قدرات الشباب من مختلف الجنسيات والأعمار في الدولة من خلال تعزيز معرفتهم بالمبادئ والقيم العالمية المشتركة التي تعكس التجارب المشتركة للإنسانية.
وأشار إلى أن الهدف من اجتماعات قادة التربية الأخلاقية، دعم التعاون الاستراتيجي بين ديوان ولي العهد والقيادات المدرسية.
الدروس المستفادة
ولفت النعيمي إلى أن الدروس المستفادة مما سبق، تبرز أهمية تدريب المعلمين وتخصيص وقت لمشاركة التجارب والممارسات مع معلمين من مدارس أخرى، وأهمية إرساء العلاقات مع المؤسسات الأخرى الوطنية والدولية من أجل دعم جهود المدارس وتحقيق النجاح للبرنامج على النطاق الأوسع، كذلك ضرورة إشراك أولياء الأمور وأهمية المنزل في غرس القيم والمبادئ الأخلاقية (أغلب التعلم يحدث في المنزل)، وتطوير الموارد والمحتوى يجب أن يراعي الخصائص الفريدة للبرنامج والسكان، والدور المحوري للقيادات المدرسية في دمج مضامين التربية الأخلاقية في مختلف نواحي الحياة المدرسية.
وشدّد على أن المدارس والمعلمين لهم دور بارز في إنجاح البرنامج وأضاف: سيعقد هذا الحدث مرتين سنوياً، بهدف تزويد قيادات المدارس بمنصة لتبادل الخبرات.
وتحدث في الجلسة الثانية الدكتور أستاذ في مجال بناء الشخصية والمدير المشارك لمركز الشخصية والمواطنة في جامعة ميسوري في سانت لويس، حيث تناول العناصر الستة الأساسية للمدارس الرائدة في بناء الشخصية، متطرقاً إلى سمات الشخصية والتعليم الأخلاقية.
وأوضح مارفين بيركويتز، أن الاتجاهات الرئيسية في التربية الأخلاقية في جميع أنحاء العالم، تهتم بالتركيز على دور جميع المعلمين والكبار على تغذية الأفراد بالثقافة الأخلاقية القوية. فيما سلطت المعلمة أريثا. ميلر، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة فين، الضوء على التحديات التي تواجه المعلمين في تدريس المنهج للطلاب وقدمت نصائح عملية للتغلب عليها. وشملت الجلسة الثالثة قصص نجاح من المجتمع المحلي استعرض فيها عدد من مديري المدارس الحكومية والخاصة تجاربهم الناجحة في تطبيق البرنامج الوطني للتربية الأخلاقية.