أبوظبي (الاتحاد)
طالب البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي «المجتمعات المسلمة» في أوروبا الشرقية الذي ينظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، المجلس الأوروبي والمجتمع الدولي بتجريم التطرف والعنف والإرهاب والتصدي له فكريا وثقافيا وأمنيا والسعي إلى حماية الأوطان والعباد من شر التطرف والتشدد الديني، كما عبر البيان عن قلق المشاركين للتأثيرات السلبية الناجمة عن الأزمة الاقتصادية في بعض دول أوروبا مثل تصاعد البطالة والفقر والهجرة التي تؤدي إلى احتجاجات شعبية غير منظمة تساهم في إتلاف مقومات البلاد.
وأكد المؤتمر في بيانه الختامي والذي عقد في العاصمة الكرواتية زغرب حرصه على تحقيق العيش السليم المشترك المبني على التفاهم و الحوار وذلك بإطلاق مبادرات تؤصل لمبادئ التسامح والانفتاح والمشاركة الإيجابية واحترام مقتضيات المواطنة، والسعي إلى تقوية دور الحوار بين الشرائح المتعددة في المجتمع وتقوية التعاون مع الجمعيات الدينية في المجتمع الأوروبي.
وأوصى بالعمل على إقامة دورات تأهيلية للأئمة والخطباء والمفتين حول مقاصد الشريعة الإسلامية وفقه الحوار والتواصل مع الأديان والثقافات، والتنسيق وتبادل الخبرات حول التعليم الديني بين الجمعيات الإسلامية الرسمية، وتجنب الصراعات الحزبية والمذهبية والطائفية.
وأشاد البيان بالخطوات الإيجابية التي تقوم بها بعض دول المنطقة في إعطاء مساحة كبيرة للحريات، خصوصاً الدينية والعناية بالأوقاف الإسلامية من مساجد ومدارس تاريخية، وحث دول المنطقة على زيادة سياسات إدماج التعليم الإسلامي في المنظومات التربوية ومساقات الدراسات الإسلامية وتكوين الأئمة والخطباء في جامعاتها، والعمل على مبدأ التوافق والتعاون لتحقيق العيش المشترك بين أتباع الديانات والثقافات والأيديولوجيات، وذلك بتكريس مبدأ المجتمع الأوروبي متعدد الثقافات والأعراق والأديان.
وطالب البيان قيادات المؤسسات الإسلامية في دول البلقان وأوروبا الشرقية بالعمل أكثر على تحصين أبناء المسلمين من تيارات التطرف والعنف من خلال تفعيل رسالة المسجد الحضارية الداعية للاعتدال والسلم والتسامح، ودعوة المراكز الإسلامية الثقافية في أوروبا إلى إطلاق مبادرات المسجد المفتوح والعمل على الاندماج الإيجابي في المجتمع والتواصل مع وسائل الإعلام لتصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين.
كما عبر البيان عن القلق إزاء تمادي التيارات الشعبوية في أوروبا، مطالبين الدول ومؤسسات المجتمع المدني بالوقوف ضد محاولات زج أوروبا في ظلاميات وصراعات القرن الماضي وتجريم ازدراء الأديان وفقا للقرار الأممي الصادر يوم 11 أبريل 2001 رقم 65/224.
ودعا المؤتمرون الهيئات والمؤسسات الدينية إلى الاهتمام بقضايا الأسرة والشباب والمرأة والطفولة ودعم انسجامهم وإعطائهم فرص الحياة من خلال التنمية المستدامة والتوعية الفكرية، ورحب المؤتمرون بالتنظيم المؤسسي العملي واستقلالية الجمعيات الإسلامية في أوروبا الشرقية كمؤسسات رسمية، والدعوة إلى دعمهم دون تأثير جانبي، وعدم زجهم في تحزبات وصراعات وجماعات لا تخدم مصالحهم ولا أوطانهم ولا دينهم، ويرحب المؤتمرون بجهود بعض البرلمانات الأوروبية في سعيها إلى الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي على غرار النموذج الكرواتي.
ووجه المؤتمرون برقية شكر وامتنان للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة وجهوده في نشر ثقافة الحوار والاعتدال و دعمه لمبادرات العيش المشترك وشكروا المشيخة الإسلامية الكرواتية على ما بذلته في إنجاح المؤتمر « المجتمعات المسلمة في أوروبا الشرقية – الفرص و التحديات»
ودعا معالي الدكتور علي النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في كلمته قيادات المؤسسات الدينية، التعليمية والثقافية لمسلمي أوروبا الشرقية بضرورة العمل على نهج مسلك الاعتدال في التعامل مع باقي المكونات الدينية والعرقية في المنطقة وأن ينطلقوا من منطلق الانتماء للوطن والولاء لدولهم والعمل على تعزيز قيم المواطنة في أوساط المجتمعات المسلمة.
يذكر أن المؤتمر الإقليمي «مؤتمر المجتمعات المسلمة في أوروبا الشرقية» الذي ينظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالتعاون مع المشيخة الإسلامية في جمهورية كرواتيا، يأتي في إطار الاحتفالات بعام التسامح بالدولة، بحضور معالي الدكتور علي النعيمي رئيس المجلس، والدكتور محمد البشاري الأمين العام للمجلس. افتتح المؤتمر فضيلة الشيخ الدكتور عزيز حسانوفيتش رئيس المشيخة الإسلامية في كرواتيا وعضو الأمانة العامة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.