خالد الشمري يتمنى إسعاد الأهل في الثانوية العامة
بحثاً في أجواء امتحانات الثانوية العامة التي شارفت على نهايتها، وقع اختيارنا على طالب مخترع كان لنا لقاء سابق معه في «دنيا» حين اخترع وسيلة أثبتت نجاعتها في ربط الدائرة الكهربائية في السيارة بحزام الأمان، بشكل يحول دون إدارة محرك السيارة إذا لم يكن حزام الأمان محكماً، وقد كرّمته شرطة أبوظبي لاختراعه، وهو في انتظار من يدعم إتمام المرحلة الثالثة منه.
خالد اليوم في زحمة الامتحانات، لا يرتاح إلا يومي الجمعة والسبت، ليعاود التقدم في الامتحانات للثانوية العامة بشكل يومي، وفي باله ما قاله والده عن هذه المرحلة من حياته الدراسية، وهو حالياً في عنق الزجاجة، فإما يتمكن من النفاذ منها والخروج، وإما يعود إلى قلب الزجاجة، أي إلى حيث كان سابقاً.
هذه السنة الدراسية تحدّد له مصيره، ولذا ثمة توتر يسود الأجواء يعيشه طلبة الثانوية العامة، فعدم النجاح في واحدة من السنوات الدراسية شيء وعدم النجاح في الثانوية العامة شيء آخر ومختلف تماماً. فالطلاب على أبواب تحديد مسار حياتهم المهنية من خلال ما سيحققونه في الثانوية العامة، وكل شيء يعتمد على الدرجات، وخالد يرغب في تحقيق درجات عالية تفتح أمامه السبيل لاختيارات جمّة لا تحصر ببعض الاختصاصات، يريد أن يدرس تقنية المعلومات أو الهندسة الميكانيكية.
في المنزل، يصحو فجراً، فهو الوقت الأنسب بالنسبة إليه للتركيز على المراجعة، ولا يلقى إلا كل الحنان والاهتمام يحوطان به من كل جانب، يقدم له الأهل الطعام والشاي والعصير، كما غرفهم ليدرس فيها، وهو بدوره يتأمل ألا يخذلهم.
أما أجواء الامتحانات، فقد سبّبت له بعض التوتر كما هو حال بقية الطلاب، فهو يتعلّم في مدرسة خاصة، إنما، وكما جاء في قرار وزارة التربية، عليه أن يقدم الامتحان في مدرسة حكومية. عن ذلك يقول «الأجواء غريبة عني حيث إنني امتحن في مدرسة لم أعتد فيها على القاعات أو الوجوه، ففي اليوم الأول حين وصلت ورقة الامتحان شعرت أن كل شيء تبخّر فجأة من رأسي، لكنني حاولت تهدئة نفسي وقراءة الأسئلة بروية، وسرعان ما قدمت امتحاني وأنا راضٍ».
يضيف «ربما للقرار أسبابه، ومنها عدم تسهيل الغشّ، إذ إنه من المعروف أن الطلبة لهم أساليبهم، وثمة من يسهّل لهم هذه الأمور كما يشاع، ولكن ثمة ضغط يشعر به الطالب في مكان لم يعتد عليه، كما أن المراقبين يزيدون من هذا التوتر إذ يقفون أحياناً فوق رأسه الغارق في التركيز على الكتابة وعلى استرجاع ما حفظه، فيشعر الطالب أنه مذنب وإن كان بريئاً مئة في المئة».
هي أجواء الامتحانات أينما كان، يعيشها الطلاب بتوتر طبيعي لأن سنة من عمرهم سيتحدّد مصيرهم فيها وفق ما ينجزون في الدراسة وفي التعبير عمّا درسوه وراجعوه في وقت محدّد وفي أسئلة محدّدة تختصر لهم ببساطة كل ما يعرفونه...
المصدر: أبوظبي