سنستعرض معا بعض مشاركات المصممين المشاركين مع تحليل مختصر لكل مجموعة: باربرا بيلا لعل وضع أزياء المصممة البرازيلية الأصل باربرا بيلا، في مقدمة عروض أسبوع دبي للموضة لهذا الموسم أمر مقصود من قبل القائمين على التنظيم، وكأنهم أرادوا أن يعطوا الانطباع الحسن عن النوعية الجيدة والمستوى الفني الذي ستسير به بقية أيام الأسبوع، ليحمسوا جمهور المهتمين والإعلام على متابعة العروض التالية، وبالفعل فقد تهادت العارضات بمجموعة “بيلا” لربيع وصيف 2010 بشكل آسر على المنصة. وقد تأنقن بتشكيلة راقية من فساتين المساء والسهرة، التي جاءت في معظمها بطراز كلاسيكي أنيق لا يخلو من النفحات العصرية الخلابة، والحس الجمالي الرفيع، وكان لذكاء المصممة في تقسيم المجموعة لعدة ألوان أساسية أثر رائع على الشكل العام للعرض، مبتدئة بالفساتين ذات الألوان المعدنية البراقة كالفضي والذهبي، وبقصّات جميلة لأثواب قصيرة ومرحة، موشاة كلها بالترتر والستراس، ثم جاءت بعدها موجة زرقاء ملكية من الموديلات الطويلة والأنيقة المنفذة بأقمشة وثيرة من خامة التفتا، الفاي، الحرير، والشيفون، وتلتها موجة أخرى من الفساتين التركوازية البحرية، ثم الخضراء العشبية، والصفراء الكركمية، فالبرتقالية الغضة، والأرجوانية المبهجة. وكأن “بيلا” أرادت أن تأخذ الحضور وبالتدريج التصاعدي ليرتفعوا معها في سمفونية متناغمة ومنسجمة من الألوان النابضة بالحياة، مستخدمة لمسات ناعمة ورشيقة من الشك اليدوي الجميل، تارة على الكتف وأخرى على الصدر فالخصر أو الأطراف، مضيفة مزيداً من الترف والغنى على كل فستان وبأسلوبها الكلاسيكي المتجدد. أرتيفيجاي جوبتا وبابيتا إم في عرض مشترك وغير منسجم لكل من المصممتين ذاتي الأصل الهندي “ أرتيفيجاي جوبتا “ و”بابيتا إم” تفاوت فيه المستوى بشكل سافر ولعب عامل الموهبة والذوق والخبرة دورا رئيسيا في انسلاخ أسلوب المصممة “جوبتا” عن مواطنتها “ بابيتا”، فالأولى عرضت مجموعة غريبة من الفساتين القصيرة الخارجة عن نطاق الأناقة، قصّات هندسية شاذة وثنيات متتالية بلا معنى، كسرات وبنسات، تعلوها وردات نافرة سيئة الشكل والتنفيذ، موديلات بعضها يشبه الأكورديوم، وأخرى مثل لعبة المكعبات، مع فيونكات بدائية ساذجة، وبألوان طفولية مبهرجة ومنفذة بخامات تبدو لامعة ورخيصة، وكأن المصممة غاب عنها المفهوم الأساسي لتصميم المجموعة، فأرادت أن تحشر كل ما تعلمته من كسرات وطيات ووردات في فستان واحد، ونسيت أن البساطة هي السر الحقيقي للأناقة، وأن شطارة المصّمم لا تكمن بتعقيد القصّات وزحمة التفاصيل، بل بأسلوب الطرح والتقنية الجيدة والفكرة الخلاقة التي يدعمها الذوق الرفيع الذي يجب أن يطبع كل التصميم، فالمرأة تلبس الأزياء لكي تبدو أجمل وتشعر بشكل أفضل. أما المصممة “بابيتا إم “ فقد كانت كالنسيم المنعش بعد وخمة الصحراء، فمجموعتها لموسمي الربيع والصيف جاءت بمختلف ألوان الربيع وبكل دفء الصيف، فساتين قصيرة وأخرى طويلة، فضفاضة أو ضيقة، مع بنطلونات مبتكرة، وتنورات مرحة، بأقمشة لدنة وطيعة من شيفونات هفهافة، وحرائر ناعمة، وبقصّات تتسم بالبساطة الانسيابية، والأريحية، مربوطة بشرائط بعضها معلق على العنق وأخرى تغازل الكتف، أو تحتضن الصدر، نقشات وطبعات فنية زاهية منسقة بطراز مدروس وألوان جذابة تعلو وتنخفض، وتفور لتخبو، أو تبدأ من حيث تنتهي، موجات من المد الأزرق إلى الفيروزي فالسماوي، مع نفحات من الليلكي إلى البنفسجي فالزهري، تعريقات وأشكال تأتي بانسجام وتناغم راقي بين القصّة والقماش، لتعطي انطباعا واضحا عن رؤية المصممة وحسها العالي بالأنوثة والجمال، في تشكيلة جميلة وناجحة تحسب لصالح “بابيتا أم”. مريم المزروعي شكلت المصممة الإماراتية مريم المزروعي نقطة تحول في أسبوع دبي الموضة، مطورة طرازها الخاص وأسلوبها السلس البسيط في تصميم الأزياء، حيث جاءت بمجموعة بوهيمية ملونة، مولفة عدة أقمشة وخامات في ذات الموديل، جامعة المشجر مع المقلم والسادة، مستخدمة الشيفونات الناعمة مع الحرائر والجورجيت، فساتين طويلة مرحة، فضفاضة، مريحة وقابلة للارتداء، بطراز أقرب للأسلوب الغجري والعفوي بامتياز، مع خلطة من الألوان الربيعية الزاهية التي تمثل شغفا حقيقيا وعشقا دائما للمصممة الشابة التي تؤسس بثقة لانتشار وتسويق ماركتها الخاصة بالأزياء الكلاسيكية والنهارية والتي أطلقتها تحت اسم “مي مي” ، ولاشك أن تواجد المصممات المواطنات الموهوبات، مثل المزروع والأخريات في أسبوع دبي للموضة وعلى الرغم من قلته، فقد شكل عامل جذب ونجاح مهما للحدث فأضفى عليه شبه صبغة وطنية، ستكون ضرورية ومطلوبة جداً خاصة في الأعوام اللاحقة لعرس الموضة السنوي في دبي