بعد أربعة أفلام سورية لافتة، سطع نجم كندة علوش في مصر كنجمة سينمائية، وحققت حضوراً فنياً جعل المخرجين يقدمون لها عروضاً سينمائية مميزة، وهو ما يحقق طموحها في عالم السينما، الذي وضعته نصب عينيها منذ البداية، وجعلته هاجسها وشغلها الأول. فمنذ دخولها عالم الفن كانت السينما حلم كندة الأول، وها هي تتألق فيها عبر عاصمة السينما العربية القاهرة. المشاركة الأولى في السينما المصرية لكندة علوش كانت بفيلم (ولاد العم) للمخرج شريف عرفة، أعقبه مشاركة في مسلسل (أهل كايرو) الذي حقق نجاحاً كبيراً، وكانت هاتان المشاركتان بطاقة اعتماد ونجاح، رشحتها لمزيد من الأدوار السينمائية، فقامت بدور البطولة المطلقة لفيلم (بارتيتا) للمخرج شريف مندور، وهو يحكي قصة شابة تعاني من أزمات نفسية بسبب عدم استقرار أسرتها والمشكلات التي تعاني منها، لكن انخراطها في الحياة الاجتماعية وصلاتها بعدد من الأشخاص تغير كثيراً في حياتها. وكان من المقرر أن يعرض هذا الفيلم في مارس الماضي، لكن أحداث الثورة الشعبية في مصر أجلت عرضه. وانتهت كندة منذ بعض الوقت من تصوير دورها في فيلم (الفاجومي) للمخرج عصام الشماع، وهو يحكي سيرة الشاعر الشعبي أحمد فؤاد نجم، وتلعب فيه شخصية إحدى زوجاته الناقدة المعروفة صافيناز كاظم، بينما يلعب خالد الصاوي شخصية نجم، ويجسد صلاح عبد الله دور الشيخ إمام. وتتوقع كندة أن يحقق هذا الفيلم عند عرضه نجاحاً كبيراً، لأنه يتناول شخصية شاعر عاش مع الفقراء وعبّر عنهم دائماً. كما شاركت كندة في فيلم مصري آخر هو (المصلحة) إخراج ساندرا نشأت، وتلعب فيه شخصية زوجة لبنانية لتاجر مخدرات يلعب دوره أحمد عز، ويشارك في هذا الفيلم أحمد السقا وحنان ترك وعابد فهد. وعلى أجندة أعمال النجمة الجديدة فيلم مع هاني سلامة يحمل عنوان (واحد صحيح). اقتربت من تحقيق الحلم بهذه المشاركات في السينما المصرية والنجاحات التي حققتها في أرض الكنانة تعتبر كندة علوش أنها اقتربت من تحقيق حلمها في السينما، وإن كانت تعتبر أن بعض أفلامها شكلت مغامرة، لكنها تقبل بهذه المغامرة؛ لأن من يريد أن ينجح لا بد أن يغامر ويشق طريق النجاح. وأمام بعض الانتقادات التي وجهت إليها لحديثها باللهجة المصرية، ترد بقوة بأن حديثها باللهجة المصرية لا يسيء إليها لأنها تتكلم بلهجة عربية شقيقة ومحببة، وتضيف بأن حديثها باللهجة المصرية يجعلها أقرب إلى الجمهور المصري الكريم الذي يعد ثمانين مليون إنسان عربي. وتؤكد كندة أنها تفخر بسوريتها، لكنها تعتبر نفسها ممثلة عربية، وهي بذلك تحقق النجاح لبلدها ولشخصها، وتعترف النجمة الشابة أن مصر قدمت لها الكثير، وصحافتها استقبلتها بحب وتقدير، ولاسيما أن صورة الفنان السوري في مصر صورة جميلة ومحترمة؛ لأنه فنان مثقف وملتزم. وتكشف كندة أن الوسط الفني المصري قدرها أكثر، وفتح لها الأبواب التي تستحقها، وأن ذلك لم يحصل من قبل الوسط الفني السوري، الذي لا يزال يسيطر عليه احتكار النجوم المكرسين، دون أن تتاح الفرصة للوجوه الجديدة. كما أن مصر تمتلك صناعة سينمائية حقيقية عمرها مائة عام، وأية ممثلة تتوفر لها الفرصة المناسبة للعمل في السينما المصرية لا تتردد لحظة واحدة في قبولها، وهي سعيدة. اعتذرت من عادل إمام لعل من علامات تألقها في مصر أن النجم عادل إمام اختارها لتقف أمامه في مسلسل (فرقة ناجي عطا الله)، وتم توقيع العقد، إلا أن انشغالها في أعمال أخرى، وصعوبة التنسيق حملها على الاعتذار عن المشاركة مع (الزعيم) في هذا المسلسل، رغم أنها كانت سعيدة بهذا العمل ومتحمسة للقيام بدورها فيه. وهناك اعتذار آخر تقدمه كندة علوش، وهي أنها لن تقوم بأي دور من أدوار الإغراء، مهما كانت الفرصة السينمائية ثمينة، لأنها تعتقد أن المجتمع العربي ما يزال يخلط بين شخصية الممثلة الحقيقية، وبين الدور الذي تلعبه، لذا فهي لن تقدم على لعب أي شخصية فنية تعتمد على الجرأة والإغراء. أما الاعتذار الثالث، فهو أن كندة لن تصعد على خشبة المسرح في المدى المنظور، ورغم أنها تعشق المسرح، إلا أنها لم تدرس تقنياته، وهي ليست خريجة قسم التمثيل، بل قسم النقد، ومع ذلك فإنها تبدي استعداداً للمشاركة في عمل مسرحي مهم، إذا وجد مخرج مستعد لبذل جهد كبير معها. أفلام أخرى قبل غزوها للسينما المصرية، شاركت كندة في عدة أفلام سورية منها (شغف) للمخرج حاتم علي، و(التجلي الأخير لغيلان الدمشقي) للمخرج هيثم حقي، و(مرة أخرى) للمخرج الشاب جود سعيد، إضافة إلى فيلم (اليقظة) للمخرج الإيراني عباس رافعي. وتعتبر أن فيلم جود سعيد تجربة سينمائية شابة ومهمة، لأنها تعكس روح الشباب السوري المعاصر، وتختلف عما هو مألوف في المدرسة السينمائية السورية التقليدية، وتتوقع نجاحاً جماهيرياً لهذا الفيلم؛ لأنه يطرح ولأول مرة موضوع (العلاقات السورية اللبنانية)، ويتناول الحياة اليومية للمواطن السوري في موازاة الأحداث السياسية. وسبق لكندة أن شاركت في فيلم روائي طويل من إنتاج لبناني إيراني مشترك عن حرب تموز 2006 ويحمل عنوان (جنوب السماء) للمخرج الإيراني المعروف جمال شورجه، ويشاركها فيه نسرين طافش من سوريا وكارمن لبس ويوسف الخال وبيير داغر ودارين حمزة من لبنان، ويتناول الفيلم حياة أهل الجنوب خلال حرب تموز، ويعكس العلاقات الإنسانية بينهم. وتدرس الآن عرضاً للمشاركة في فيلم فلسطيني لمخرج تصفه بالمهم للغاية، وتعرب عن سعادتها إذا شاركت في هذا الفيلم الذي ستتحدث فيه باللهجة الفلسطينية. هكذا يصبح في سجل كندة علوش أكثر من عشرة أفلام سورية ومصرية ولبنانية في أقل من خمس سنوات من اقتحامها للشاشة الكبيرة، مما يكرسها نجمة مهمة في مصر والبلاد العربية.بدأت نجمتنا مسيرتها في الدراما التلفزيونية في مسلسل (أشواك ناعمة) لرشا شربتجي، وانتهت مؤخراً من تصوير مشاهدها في مسلسل (الولادة من الخاصرة) للمخرجة نفسها. كما سبق أن شاركت في المسلسل الأردني (الحبيب الأول)، والمسلسل السوري (البقعة السوداء)، وقبله (حسيبة) و(خبر عاجل) و(ظل امرأة) و(سحابة صيف) و(صراع المال) و(هدوء نسبي)، وغيرها من الأعمال التي جعلت منها نجمة لامعة من نجوم الدراما السورية. كما شاركت كندة في بطولة المسلسل السوري الطويل (مطلوب رجال) والمؤلف من تسعين حلقة إلى جانب جمانة مراد وسامح الصريطي، وهو بإشراف حاتم علي وقام بإخراجه كل من سامر برقاوي وسامي جنادي، لكنها تعتبر أن ظروف العمل في هذا المسلسل الطويل كانت صعبة، وتعرض الممثلون فيه لضغوط كبيرة مما أثر على سويته الفنية، إذ تم تصوير (90) حلقة في ثلاثة أشهر، أي بمعدل حلقة في كل يوم، وهو ما أتعب الممثلين، ومع ذلك فقد لاقى العمل نجاحاً عند المشاهد العربي، ولا تنفي كندة إمكانية مشاركتها في الأجزاء المتبقية من هذا المسلسل الطويل الذي يمتد لمئتين وخمسين حلقة، وذلك إذا توفر اهتمام أكبر من ناحية الشكل والمضمون، وإذا تم ضمان حقها المعنوي في وضع اسمها في مكانه اللائق على شارة المسلسل. عينها على الإخراج، رغم نجاحها وتألقها كممثلة في السينما والتلفزيون، فإن كندة علوش لا تغادر حلمها القديم، بأن تصبح (مخرجة سينمائية)، ولاسيما أنها عملت كمساعدة مخرج مع هافال أمين في فيلم (المهد) ومع المخرج السوري نبيل المالح في (حفلة صيد)،