حسن الورفلي (بنغازي)
قال مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي العميد خالد المحجوب، إن الحلول السياسية للأزمة الليبية انتهت، ولا بد من القضاء على الميليشيات المسلحة قبيل الدخول في أي عملية سياسية لحل الأزمة. وأكد المحجوب في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» عبر الهاتف، أن العائق الأمني الذي تشكله الميليشيات المسلحة يحول دون التوصل لحلول سياسية للأزمة، مشدداً على أن الأزمة الليبية بالأساس أمنية وليست سياسية. وجاءت تصريحات المحجوب لـ «الاتحاد» رداً على ما أثير من اتجاه حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج لطرح مبادرة سياسية جديدة بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وهي المبادرة التي ستركز بشكل أساسي علي دعوة الأطراف الليبية لتفعيل المصالحات الوطنية.
وفشلت ليبيا في تفعيل عدد من الاتفاقيات الموقعة منها الصخيرات واتفاق الزاوية بسبب سلطة الميليشيات المسلحة في طرابلس والتي تهيمن بشكل كبير على مراكز القرار داخل العاصمة، وعرقلت الميليشيات تفعيل أبرز بنود اتفاق الصخيرات الموقع في المغرب، خاصة النقاط الخاصة بالترتيبات الأمنية التي تقضي بحل الميليشيات وتسليم أسلحتها للدولة. وأكد العميد خالد المحجوب وجود عدد من الميليشيات المسلحة صنيعة جماعة الإخوان اتهمها بعرقلة أي حل سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي وتسببت في حالة عدم استقرار بالبلاد، مشدداً على مضي الجيش الليبي قدماً في استعادة هيبة الدولة وتأمين حدودها المنتهكة والقضاء على أي ميليشيات مسلحة، وتحرير مؤسسات الدولة ومنها مصرف ليبيا المركزي، وذلك في ظل العبث بأمن واستقرار طرابلس وتنفيذ هجمات من تنظيم داعش الإرهابي داخل العاصمة.
وأشار المحجوب إلى أن المكونات الليبية لن تقبل في الدخول في أي عملية سياسية تشارك فيها جماعة الإخوان، وذلك لأنها مصنفة إرهابية بقرار مجلس النواب الليبي؛ لذا لا يمكن التفاوض معها أو القبول بالمشاركة في أي مبادرة تكون جماعة الإخوان جزءاً منها. وشدد المحجوب على ضرورة تشكيل لجنة أممية ودولية لمراقبة إنفاقات المجلس الرئاسي الليبي، متهماً الأخير بتخصيص أموال ضخمة للميليشيات المسلحة، وهو ما أثبته التقرير الصادر عن ديوان المحاسبة في طرابلس، مضيفاً «فائز السراج انتهى ولن يكون له أي دور سياسي خلال الفترة المقبلة».
ميدانياً، قال قائد غرفة عمليات القوات الجوية العربية الليبية اللواء محمد المنفور لـ «الاتحاد» أن سلاح الجو التابع للجيش استهدف معسكر ما يعرف بـ «الشهيدة صبرية» في تاجوراء، مؤكداً تدمير محتويات المخازن التي تضم ذخيرة وآليات عسكرية. ولفت المنفور إلى أن استهداف مخازن الذخيرة يأتي نتيجة استطلاع وعمل استخباراتي مكثف ودقيق لعدة أيام، أعقبه تنفيذ سلاح الجو الليبي للضربات بعد تحليل المعطيات. فيما أعلنت هيئة السلامة الوطنية في العاصمة طرابلس أن فرق إطفاء تاجوراء تحاول إخماد الحريق الذي اندلع بمخزن ذخيرة بمنطقة تاجوراء.
وقال شهود عيان في منطقة تاجوراء لـ «الاتحاد»، إن مخازن الذخيرة التي استهدف طيران الجيش الليبي هي الأضخم في منطقة تاجوراء، مؤكدين أن أصوات الانفجارات استمرت لعدة ساعات في محيط المخازن التي تم استهدافها، وهو ما يؤكد وجود كميات ضخمة من الأسلحة فيما أكد مصدر عسكري ليبي لـ «الاتحاد» أن أهالي طرابلس يتعاونون مع قيادة الجيش الليبي، وذلك بتوفير المعلومات حول مخازن الأسلحة والذخيرة التابعة للميليشيات الداعمة لحكومة الوفاق الوطني. وقالت غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الليبي أن القوات المسلحة العربية الليبية لا تزال تسيطر على مطار طرابلس الدولي، بعد صدها هجوما لتشكيلات تابعة لحكومة الوفاق، نافية التقارير الإعلامية التي تروج لسيطرة قوات الوفاق على أجزاء من المطار.
وكانت مصادر عسكرية تابعة لحكومة الوفاق قد أفادت مساء الجمعة أن قواتها دخلت الجزء الجنوبي من مطار طرابلس الدولي، بعد نحو أسبوع من بدء هجوم واسع لاستعادته، وأوضحت أن «المواجهات اندلعت بعد بدء القوات التابعة للوفاق عملية عسكرية للسيطرة على المطار». وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي، نشرت مساء الجمعة، فيديو لمطار طرابلس، بعد تصدي القوات المسلحة الليبية لهجوم الوفاق، مشيرة إلى تصدى قوات الجيش لأكثر من 20 هجوماً على المطار القديم.
بدورها، قال غرفة عمليات الكرامة، إن ساعة حسم معركة تحرير طرابلس تقترب، لافتة إلى أن القوات المسلحة العربية الليبية عاقدة العزم القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في طرابلس. ونفت غرفة عمليات الكرامة سيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني على مطار طرابلس، مؤكدة أنها صدت ما يقرب من 27 هجوماً لقوات حكومة الوفاق على المطار، لافتاً إلى استمرارها في استنزاف قدرات التشكيلات المسلحة تمهيداً لحسم المعركة. بدوره، أعلن عيسى العريبي عضو مجلس النواب الليبي، رفضه اتهامات وجهتها المؤسسة الوطنية الليبية للنفط لقوات الجيش، بعسكرة ميناء راس لانوف النفطي. وأكد عيسى العريبي الذي يشغل منصب رئيس لجنة الطاقة والموارد الطبيعية في مجلس النواب الليبي، أنه بعد سيطرة قوات الجيش على الموانئ والحقول النفطية، زادت معدلات الإنتاج والتصدير.
ويشرف حرس المنشآت النفطية، التابع لقوات الجيش الليبي، على تأمين الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى التي يطلق عليها «الهلال النفطي» والبريقة وحتى مدينة طبرق. فيما تدير تلك الحقول والموانئ النفطية مؤسسة النفط التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط بليبيا قد أعلنت يوم الخميس الماضي قلقها إزاء الوجود العسكري المتزايد بميناء راس لانوف النفطي، واحتمال تحوله إلى هدف عسكري. وحذرت في بيان لها، من أن هذه الأعمال قد تؤدي إلى إجبار المؤسسة على سحب موظفيها من الميناء النفطي حرصاً على سلامتهم.
وفي أهم تحرك للقبائل الليبية منذ إطلاق عملية «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس، دعا المجلس الاجتماعي بني وليد، إلى إنهاء الأزمة وحالة الاقتتال في العاصمة طرابلس، مؤكداً أن أعضاءه على استعداد للوساطة وتحمل المسؤولية الوطنية مع كافة الوطنيين من لجان التواصل بالقبائل والمدن الليبية، حقناً للدماء وحفاظاً على وحدة التراب الليبي. وفي جنوب ليبيا، وصل وفد رفيع للحكومة الليبية المؤقتة يترأسه نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الهيئات الدكتور عبد الرحمن الأحيرش بعد ظهر أمس السبت إلى بلدية غات؛ وذلك لتفقد المنطقة عقب السيول التي اجتاحتها خلال المدة الماضية والتي تسببت في حدوث أضرار كبيرة ونزوح الليبيين من منازلهم التي تضررت بسبب السيول والفيضانات. وتعهّد وفد الحكومة الليبية المؤقتة باستمرار وصول الخدمات إلى هذه المنطقة، وذلك بعد تسيير كافة الأمور التي تسببت السيول في تعطيلها على مدى الأيام الماضية.