أكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح، أن لا بد من الاستجابة السريعة والحاسمة لتهديد إمدادت الطاقة واستقرار الأسواق وثقة المستهلكين، الذي تشكله الأعمال الإرهابية الأخيرة في كلّ من بحر العرب والخليج العربي ضد حلقات سلسلة إمداد الطاقة العالمية الرئيسية.

وجاءت تصريحات الفالح خلال ترأسه وفد المملكة العربية السعودية المشارك في الاجتماع الوزاري لوزراء الطاقة والبيئة بمجموعة العشرين، حول تحولات الطاقة والبيئة العالمية من أجل النمو المستدام، المنعقد في مدينة كارويزوا باليابان، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتحدث معاليه في الجلسة الافتتاحية عن ضرورة العمل على توفير استثمارات استراتيجية لتأمين المزيج المستقبلي الأمثل من الطاقة، بما يشمل كلاً من مصادر الطاقة التقليدية، التي تشهد تأخراً في الاستثمارات في كلّ من إنتاجها ورفع درجة نظافتها، إلى جانب مصادر الطاقة الجديدة، لضمان توفير إمدادات من الطاقة تتسم بالوفرة والتكلفة المعقولة وسهولة المنال والاستدامة.

وأشار الفالح إلى أهمية مواجهة مشكلة التقلب المستمر وغياب القدرة على التنبؤ على المدى الطويل فيما يتعلق بأسواق الطاقة العالمية، وبخاصة في قطاع النفط، بما يؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي، لاسيما اقتصاد الأمم النامية، وتقويض الاستثمارات طويلة الأجل، منوهاً بضرورة التعامل مع مشكلة تغير المناخ بطريقة متوازنة وشاملة.

وقال معاليه: "يجب أن يتوسع العالم في تمويل عمليات البحث والتطوير، بهدف تخفيف التأثيرات البيئية لاستخدام الطاقة، وأن يشتمل ذلك على تطوير مصادر جديدة نظيفة للطاقة، وتعزيز الأداء البيئي للمصادر التقليدية التي تشكل الحصة الأكبر من استهلاك الطاقة العالمية".

وأكد المهندس الفالح على التزام السعودية المستمر بالاتفاقيات الدولية الخاصة بتغير المناخ وانبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والتزامها بتلبية المتطلبات التي تعهدت بها خلال اجتماعات المؤتمر العديدة، مبيناً أن كل هذه الالتزامات هي التزامات طويلة المدى.

وبيّن أن "في المدى القريب، لابد من الاستجابة السريعة والحاسمة لتهديد إمدادات الطاقة واستقرار الأسواق وثقة المستهلكين، الذي تشكله الأعمال العدائية والإرهابية الأخيرة في كلّ من بحر العرب والخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، ضد عدد من حلقات سلسلة إمداد الطاقة العالمية الرئيسية، بما يشمل خطوط الأنابيب والناقلات وغير ذلك من البنى التحتية المهمة، ما أدى إلى زيادات قصيرة الأمد في الأسعار، وارتفاع مستويات القلق بشأن سلامة أنظمة إمداد الطاقة ومدى قدرتها على التحمل".

وبما أن هذه الحوادث لها تداعيات على كل دولة من دول مجموعة العشرين نظراً لما تمثله الطاقة من أهمية كبرى في اقتصاداتها ومجتمعاتها، أبدى المهندس الفالح ثقته بأن دول مجموعة العشرين ستكون صريحة ومباشرة في إدانتها لهذه الهجمات العدائية والإرهابية، وستدعو إلى التحرك ضد أي عمل يهدد أمن سلسلة إمداد الطاقة العالمية، وضد مرتكبي هذه الهجمات ورعاتهم.

 

اقرأ أيضاً: الفالح: السعودية ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية موانئها ومياهها الإقليمية

وتعرضت ناقلتا نفط نروجية ويابانية الخميس لهجمات، فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز، الممر الاستراتيجي الذي يعبر منه يومياً نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.

ويأتي ذلك بعد شهر على تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط في 12 مايو لعمليات تخريبية.