أبوظبي (الاتحاد)

في الساعة العاشرة بتوقيت الإمارات من مساء أمس الأول الثلاثاء، بثت قناتا الإمارات وبينونة الحلقة التسجيلية الثانية من «أمير الشعراء» بموسمه الثامن، وهو البرنامج الذي يحظى بمتابعة جمهور الشعر الفصيح منذ عام 2007، وتنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية.
في العاصمة أبوظبي، اجتمع شعراءٌ مثّلوا كلّاً من (الإمارات، السعودية، البحرين، سلطنة عمان، اليمن، العراق، الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين، موريتانيا، المغرب، الجزائر، مصر، السودان)، من أجل خوض التصفيات النهائية من مرحلة المائة وخمسين الذين سيصبحون أربعين بعد الاختبارات، ومن ثمّ ستختار لجنة التحكيم من بينهم أفضل عشرين شاعراً يمثلون تجارب شعرية متميّزة وجديرة بأن تحظى بخوض منافسة أكبر، إلى أن تصل إحدى تلك التجارب إلى الحلقة النهائية، وحينها سيكسب صاحبها لقب «أمير الشعراء».
وليلة أمس قدم الشعراء والشاعرات قصائدهم أمام المحكّمين الثلاثة الذين يملكون خبرة مديدة، وباعاً طويلاً في النقد الأدبي، ولهم العديد من المؤلفات النقدية، وهم د. عبدالملك مرتاض، ود. صلاح فضل، ود. علي بن تميم.
وعلى مدار الحلقة، استمعت اللجنة إلى ما ألقاه المبدعون والمبدعات من قصائدَ طرحوا فيها موضوعاتٍ شملت الوطن والغزل والمديح والرثاء واللجوء والشاعر محمود درويش أيضاً، وغيرها من موضوعات. فتراوحت آراء أعضاء اللجنة بين إعجاب بالإجماع، نظراً لما حملته بعض القصائد من بلاغة، وقيمة في الطرح، وقوافٍ مميّزة، وصور شعرية قوية، ورمزية ودلالات عالية. وبالتالي تم تأهيل مبدعيها - للمرحلة الثانية - بكامل الأصوات، في حين تم تأهيل شعراء آخرين بالأغلبية، إذ لم يحصدوا إعجاب كامل الأعضاء.

6 شاعرات و17 شاعراً
وفي اختبار أمس، شاركت ست شاعرات، وقد أُجِزن كلهن من دون استثناء، وهن: عائشة الشامسي، ومنى حسن القحطاني من الإمارات، وكرامة شعبان ويارا الحجاوي من الأردن، ونور حيدر من لبنان، وابتهال مصطفى من السودان، وهي التي تمكّنت من الحصول - بجدارة - على تقدير د. صلاح وفضل، فمنحها البطاقة الذهبية، ما يعني أنها بحيازة تلك البطاقة، تكون قد تأهّلت إلى مرحلة الأربعين مباشرة، وهو أمر أسعدها كثيراً، مع أنها لم تتوقع حصوله.
لكن فوز ابتهال بالبطاقة، هو دليل على المستوى الجيد الذي وصلت إليه المرأة الشاعرة في الشعر الفصيح الموزرون والمقفى، وعلى قدرتها في منافسة الشعراء، خاصة وأن شريفة البدري من تونس، سبقتها في الحصول على بطاقة د. علي بن تميم في الحلقة الماضية.
ومع أن حوالي خمسة وثلاثين شاعراً شاركوا في ذات الحلقة، إلا أن سبعة عشر منهم فقط ترشّحوا، وهم: سلطان السبهان من السعودية، عبدالله أحمد الكعبي من سلطنة عمان، أحمد سيد هاشم من البحرين، عبد الله محمد عبيد من اليمن، خالد الحسن وكوكب عيسى الزباتي من العراق، هاني عبد الجواد من الأردن، محمد طه العثمان من سوريا، حسن قطوسة من فلسطين، حسن رعد من لبنان، وكذلك محمد المامون محمد من موريتانيا، أبو فراس عبد الواحد، وأنيس عزيز الكوهن من المغرب، وحمزة العلوي، وعبدالغني ماضي من الجزائر، ومحمد فرغلي ومبارك السيد أحمد من مصر.

قالوا في البرنامج والشعر
أبدى بعض المشاركين ليلة أمس إعجابهم بما حققه برنامج «أمير الشعراء» من شهرة، باعتباره أحد أهم المسابقات الشعرية التلفزيونية، واعتبروه مفتاحاً، بوساطته سيتمكّنون من الانطلاق نحو العالم، ما يمنحهم الضوء والشهرة بعد أن كانوا في الظل، ومن تحقيق ذواتهم وأحلامهم، خاصة وأن البرنامج يمتلك مصداقية وشهرة، وإليه يحج الشعراء من كل العالم العربي، وله فضل كبير على كتابة القصيدة العربية.
والمسابقة ذات مستوى رفيع، ففيها تُطرح القصائد الجزلة، وتوصل الصوت الشعري إلى مساحات واسعة من العالم بما يخدم القضية الشعرية، وقضية الشاعرات، فهن بحاجة إلى تسليط الضوء على تجاربهن المميزة أكثر، ليأخذن موقعهن في الأدب العربي كما ينبغي.
فيما رأى شعراء آخرون أن الشعر محاورة للذات والعالم، وهو ترجمة لما في النفس، والرفيق الدائم والمرسى الآمن للشاعر الذي يصرّ على التحدي والمنافسة من أجل الحصول على لقب «أمير الشعراء»، عبر منصته التي حازت إعجاب ملايين العرب.
من جهته أكد د. مرتاض، أن مستوى المشتركين في الموسم الثامن طيب جداً، وحتى نهاية حلقة يوم أمس - والتي استمرت حتى ساعة متأخرة من الليل - تكون اللجنة قد أجازت نسبة كبيرة منهم، في حين أشار د. فضل إلى أن مهمة اللجنة عسيرة جداً في ظل وجود شعراء موهوبين وقصائد جيدة، وأضاف د. علي بن تميم أن هذا الموسم يعزز ما وُجِد من أجله «أمير الشعراء»، باعتباره مرجعاً وإطاراً مهماً حاضناً للشعر والشعرية العربية.
فيما أوضح د. أحمد خريس عضو اللجنة الاستشارية أن الانطباع العام عن المشاركات كان جيداً، وأفضل المشاركات كانت من العراق والجزائر وسوريا، مضيفاً د. محمد حجو عضو اللجنة الاستشارية أن تطور البرنامج واضح وكبير بخصوص العدد المشارك فيه، لكن الأهم، قيمة ما يقدمه الشعراء عبر قصائدهم التي ارتقى بعضها إلى مستوى لائق.

من أروقة «شاطئ الراحة»
لم يكن الشعر هو الفعالية الوحيدة للشعراء في «شاطئ الراحة». ففي الركن الهادئ حصل أغلبيتهم على القليل من الراحة، خاصة وأن اليوم كان طويلاً، والتوتر على أشدّه، استمر من الصباح وحتى ساعاتٍ متأخرة من الليل. وفي «الشاطئ» تم عرض مجموعة من اللوحات التشكيلية التي كان لها حيّز ضمن أبيات البعض، وكأنهم كانوا - من خلال وصفها - يستعيدون بعض الراحة، وإن كانت بقدرٍ يسيرٍ.
في «شاطئ الراحة» شارك الزوجان الشاعران اللبنانيّان نور حيدر وحسن رعد في الاختبارات وتمكّنا من التأهل، فأجيزت نور بالإجماع، وحسن بالأغلبية، لكنه كان فخوزاً بما أنجزت زوجته، متمنياً لها الاستمرار في حلقات البث المباشر.
أما يارا الحجاوي، فكانت أصغر مشاركة في الحلقة. عمرها ثمانية عشر عاماً، وهي لم تكتب الشعر إلا منذ عامين، لكنها مهتمة جداً بالقراءة، وربما هذا الأمر منحها القدرة على اكتشاف موهبتها، وعلى كتابة قصائد حازت إحداها على إجماع لجنة التحكيم ليلة أمس، لما فيها من جودة ومن إضاءات شعرية. وضيفة الحلقة كانت الشاعرة عبلة جابر التي شاركت في الموسم السابع. وأمس تحدثت عن تجربتها في «أمير الشعراء» الذي كان بالنسبة إليها طوق نجاة، وبسببه استعادت حاسة السمع التي حرمت منها سبعة عشر عاماً. وأدانت بالفضل لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.