عصام أبو القاسم (الشارقة)

افتتح صباح أمس معرض الفنانة الإماراتية منى الخاجه، الموسوم «توافق.. جماليات الزخرفة في التراث الإماراتي» في متحف الشارقة للتراث، وهو يضم 14 لوحة انجزتها الفنانة خلال سنوات عدة، ما بين 2002 ـ 2018، وكرستها لخلق منطق جمالي يمزج بين الفن المعاصر وجماليات الأشكال والألوان والتفاصيل، التي طورتها المخيلة الشعبية، بشكل خاص في صناعات التزيين التقليدية، كالحلى والأزياء والعمارة، وغيرها. وتذكر الفنانة، في تقديمها للمعرض، انه يمثل «عودة إلى الماضي»، مشيرة إلى انها سعت بأعمالها إلى خلق منطقة وسطى تلتقي عبرها «أصالة الموروث الشعبي مع معاصرة الفن الحديث». ويلاحظ في أعمال المعرض، التي جاءت بألوان الاكريلك على أقمشة، وفي أحجام متوسطة، بمعظمها، مع عناوين شارحة، يلاحظ في هذه الأعمال امتزاج الألوان مع الأشكال التراثية، ويظهر اللون في بعض اللوحات كخلفية لقطعة حلى أو نافذة مزخرفة، وفي لوحات أخرى تتكامل المساحات الملونة مع العنصر التشكيلي الشعبي، على نحو يبرز ملمح التناغم والتفاعل بينهما.
وتوجهت الفنانة إلى صناعات شعبية مثل «الحقب ـ الحزام» وهو نوع من المشغولات الذهبية يبدو مثل حزام ويلبس على الخصر، وكذلك «المرية» الذي تصفه بأنه «من حلى وزينة المرأة في الإمارات يحمل تكرارات زخرفية وتناسق في الوحدات النباتية والهندسية المتكاملة مع العناصر والوحدات الزخرفية في المباني والملابس». كما استلهمت الخاجة في أشغالها بالمعرض «البراجيل»، و»الشبابيك»، و»المشربيات»، مستثمرة أشكالها المعمارية كعناصر وتخطيطات هندسية تتحاور مع المساحات اللونية، بدرجاتها المتنوعة.
وبمناسبة افتتاح المعرض، قالت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، في بيان صحفي، «إن هيئة الشارقة للمتاحف هي بمثابة الجسر المعرفي الثقافي، الذي يربط الماضي بالحاضر. نحن حريصون على نقل ثقافة المجتمع من جيل إلى آخر، ليس فقط من خلال مقتنيات المتاحف، بل من خلال المعارض المقامة فيها والتي ترسخ ثقافة المجتمع الإماراتي». وأضافت: «جاء اختيار الفنانة التشكيلية منى الخاجه، وهي عضو في كل من جمعية الإمارات للفنون التشكيلية ولجنة تأليف وثيقة منهج التربية الفنية في الإمارات، ضمن رؤية وأهداف المتاحف لإبراز جماليات التراث الإماراتي».
ومنى الخاجة حازت بكالوريوس فنون جميلة في القاهرة سنة 1981، وعملت مدرسة لمادة التربية الفنية 1984 لغاية 2000م، وهي عضو بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وسبق لها أن شاركت في أكثر من 30 معرضاً فنيا جماعياً، وأقامت قبل هذا المعرض أربعة معارض شخصية، وقد حازت منذ انطلاقتها الفنية ثلاث جوائز.