أبوظبي، عواصم (الاتحاد، وكالات)
أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن مصداقية وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «تتضاءل». وقال معاليه في تغريدة باللغة الإنجليزية في حسابة على «تويتر»: تزداد إشارة وزير الخارجية الإيراني إلى الفريق باء هزلية، وتتضاءل مصداقيته يوماً بعد يوم. وأضاف «العلاقات العامة ليست بديلاً حقيقياً للسياسات البناءة. وأن وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالاً تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء».
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عُمان يحمل بصمات إيران، مستنداً إلى شريط فيديو نشرته «البنتاجون».
وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز «إيران قامت بهذا الأمر»، مضيفاً «نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران»، وقال إن الولايات المتحدة «لا تستخف بالأمر». وقال ترامب: «لقد فعلت إيران ذلك حتماً وأنتم تعلمون أنهم فعلوها لأنكم رأيتم القارب»، مضيفاً أن اللغم الممغنط الذي تمت إزالته كان «مكتوباً عليه إيران». وأضاف أن هذا يظهر أن إيران لا تريد أن تترك وراءها دليلاً.
وبدد الرئيس الأميركي مخاطر قيام إيران بتنفيذ تهديداتها السابقة بإغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر ممراً حيوياً لإمدادات النفط العالمية، لفترة طويلة. وقال ترامب «لن يقوموا بإغلاقه، لن يغلق، لن يغلق لفترة طويلة وهم يعلمون ذلك. ولقد أبلغوا بذلك بأشد العبارات». لكن ترامب أبدى استعداده للتفاوض مع إيران. وقال «نريد أن نعيدهم لطاولة التفاوض...أنا مستعد عندما يكونون مستعدين... لست في عجلة».
ورداً على سؤال بشأن كيف يعتزم التعامل مع طهران ومنع تكرار مثل تلك الحوادث مستقبلاً قال ترامب «سنرى ما سيحدث».
وأعربت الحكومة الألمانية عن قلقها الشديد بعد الهجوم. وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريكه ديمر أمس إنها «أخبار مقلقة للغاية»، مشددة على ضرورة تجنب أي تطور يتسبب في استمرار تفاقم الوضع المحتدم بالفعل في المنطقة.
وأضافت ديمر قائلة: «يجب على أي حال عدم الدخول في دوامة تصعيد». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية: «أي هجوم على سفن يمثل خطراً على الملاحة البحرية العالمية وتهديداً للسلام أيضاً».
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس. وقالت متحدثة باسم الاتحاد «نجمع المزيد من المعلومات ونقيم الموقف». وأضافت «قلنا مراراً إن المنطقة لا تحتاج لمزيد من التصعيد. لا تحتاج زعزعة الاستقرار. لا تحتاج المزيد من التوتر، وبالتالي ندعو إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب الاستفزازات». وفي لندن، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أن إيران مسؤولة بشكل «شبه مؤكد» عن الهجمات. وقال هانت «إن تقييمنا الخاص قادنا إلى الاستنتاج بأن مسؤولية هذه الهجمات تقع بصورة شبه مؤكدة على إيران. وهذه الهجمات الأخيرة استمرار لنمط سلوك إيراني يقضي بزعزعة الاستقرار وتشكل خطراً كبيراً على المنطقة». وذكر هانت في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «هذا أمر مقلق للغاية ويأتي في وقت يشهد توتراً كبيراً بالفعل». وأشار إلى أنه اتصل بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مضيفاً أنه «بينما سنجري تقييمنا الخاص بجدية وعناية، فمن الواضح أن نقطة انطلاقنا هي تصديق حلفائنا الأميركيين». وأضاف هانت لـ (بي بي سي) أنه إذا كانت إيران وراء الهجمات، «فهذا تصعيد غير حكيم بالمرة ويشكل خطراً حقيقياً على احتمالات السلام والاستقرار في المنطقة». من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية أمس إنه لا أحد يريد حرباً في خليج عُمان، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس بعد الهجوم، وحثت على الحوار لحل الخلافات.
وقال قنج شوانج، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن الصين تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد التوتر. وقال «لا أحد يريد حرباً في الخليج. هذا ليس في مصلحة أحد». وأضاف أن الصين تأمل أن تتمكن الأطراف كافة من حل الخلافات عبر الحوار.
ومضى قائلاً «نأمل أن تلتزم الأطراف المعنية كافة بالهدوء، وأن تمارس ضبط النفس، وتتجنب حدوث المزيد من تصعيد التوتر، ونأمل أن تتمكن جميع الأطراف من الحفاظ على أمن الملاحة في المياه المذكورة، وكذلك السلام والاستقرار في المنطقة».
وذكر أن الصين ستواصل حماية أمن الطاقة الخاص بها والحقوق القانونية لشركاتها.
ودعت روسيا أمس إلى «ضبط النفس» و«عدم استخلاص نتائج متسرعة» بعد الهجمات. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «ندين بشدة هذه الهجمات، بغض النظر عن المسؤول عنها. لكن من الضروري الامتناع عن استخلاص نتائج متسرعة». وتابعت «من غير المقبول اتهام أي جهة بأنها على علاقة بهذا الحادث حتى يتم الانتهاء من تحقيق دولي شامل وحيادي»، مشيرة إلى «القلق» حيال التوتر في بحر عُمان. ودعت جميع الأطراف إلى «ضبط النفس».
ودعا الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أمس، «الإيرانيين إلى مراجعة أنفسهم وتغيير ذلك المسار». وقال أبو الغيط: «للأسف لدينا مشكلة في الشرق الأوسط مع دولة إسلامية كبيرة ومهمة هي إيران». وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أن «إيران تدفع الجميع نحو مواجهة لن يسلم أي طرف منها إن نشبت».
وحذر من أن «التطورات في منطقة الخليج تنطوي على خطر احتدام المواجهة»، ودعا إلى ضبط النفس. وذكر أن «سلوك طرف بعينه سبب لاحتدام المواجهة في منطقة الخليج»، دون ذكر هذا الطرف صراحة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إنه لا بد من الوقوف على الحقيقة بعد الهجوم، مضيفاً أن المنظمة الدولية تدين الهجوم.
ودانت الجزائر بقوة، الهجوم، داعية إلى ضرورة التحلي بضبط النفس لتجنيب المنطقة توترات جديدة.
وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الجزائرية، عبد العزيز بن علي الشريف، إن بلاده «تدين بقوة الهجوم». واعتبر أن «هذا العمل الإجرامي يمثل تهديداً صارخاً لحرية الملاحة والنقل البحريين اللذين يكفلهما القانون الدولي، وتكرسهما المواثيق والأعراف الدولية». وجدد بن علي الشريف، دعوة الجزائر «إلى تحرك فاعل للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، قصد اتخاذ الإجراءات الملائمة لتوفير الحماية اللازمة لطرق النقل البحري، وضمان حرية الملاحة البحرية».