هناء الحمادي (أبوظبي)

فاطمة محمد الياسي، طالبة مبتعثة تدرس بجامعة كوريا بعاصمة كوريا الجنوبية «سيؤول»، تخصص علم اللغويات، وهي أول طالبة إماراتية تلتحق بمستوى عالٍ في معهد اللغة الكورية، حيث اجتازت (المستوى السادس)، كما أنها متطوعة بإحدى المستشفيات، وتقوم بالترجمة للسياح العرب ولرجال الأعمال الذين يشاركون في المناسبات التي تنظمها سفارة الإمارات أو الملحقية الثقافية في كوريا، بالإضافة إلى أنها تتحدث الإنجليزية والإسبانية بطلاقة.
ترى الياسي الجانب المشرق في كل ما هو حولها ولا تستسلم للمصاعب أو التحديات، ولديها فضول للمعرفة في مجالات عدة، وتراودها أسئلة عما تراه حولها من اختراعات أو أبحاث، ما يبث طاقة إيجابية بداخلها، للحصول على أجوبة تنمي معرفتها وتشعرها بفرحة الإنجاز، في الوقت نفسه فهي تحب وتقدر عائلتها أكثر من حبها لنفسها، ورغم الغربة فهي على تواصل دائم مع الأهل.

علم اللغويات
تخصصت فاطمة الياسي في علم اللغويات، وهو مجال يتناول ماهية اللغة وأساسياتها وقواعدها وتاريخ امتدادها وكيفية بنائها، كما تدرس أيضاً ارتباط علم اللغويات في المجالات المختلفة بعلم المنطق وعلوم التكنولوجيا والبيولوجيا، حيث إن تكوين اللغة وخصائصها تتداخل مع علوم ومجالات أخرى.
وساهم اهتمام الياسي باللغات في عشقها للغة الكورية، وعن ذلك تقول «بدأت بالبحث عن كوريين مهتمين باللغات الأخرى لنتبادل معاً المهارات اللغوية، وكنت استغل أي فرصة كي اكتسب مصطلحاً أو جملة كورية جديدة، إلى جانب حرصي على متابعة المسلسلات الكورية المترجمة للإنجليزية، ومع مرور الوقت أصبح مستوى لغتي الكورية متقدماً جداً، دون اللجوء إلى معاهد أو أساتذة، وفي المرحلة الثانوية بدأت أضع هدف الابتعاث نصب عيني، وعندما تخرجت حصلت بالفعل على بعثة للدراسة بالخارج».

إيجابيات وسلبيات
وترى الياسي أن الغربة رغم مرارتها، فإنها تضيف لها الكثير من الخبرات والذكريات الحلوة، موضحة أن من إيجابياتها إحساسي بالاعتماد على نفسي وزيادة الثقة بالذات، فقد أصبحت مسؤولة عن إدارة حياتي بشكل كامل، كما تسهم الغربة في صقل الشخصية والنضج الفكري في عمر صغير.
وتتابع «أما سلبيات الغربة، فمنها البعد والوحشة والحنين للأهل والوطن، لكن هذا الحنين يمكن تحمله مع تحقيق النجاح والوصول إلى ما أطمح إليه، وأتمنى أن أشارك بمهاراتي في تدريس اللغة الكورية لطلبة المدارس والجامعات بوطني، وأكون قدوة ملهمة للشباب الإماراتي والعربي في ترسيخ قيم المثابرة والتفوق».