هدى جاسم، وكالات (بغداد) - أكد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أمس أن الحكومة مسؤولة عن أمن الشعب العراقي وعدم السماح بالتجاوز على حقوقه بغض النظر عن انتماءاتهم، في أول رد رسمي ضد تصريحات لمليشيات طالبت بخروج الأكراد من العاصمة بغداد والمناطق العربية في البلد وهددت بقتلهم. فيما قتل شخصان وأصيب 7 آخرون باعتداءات في عدة محافظات عراقية. وقال نوري المالكي في بيان إن “الحكومة مسؤولة ومقتدرة بالدفاع عن أمن الشعب، وعدم السماح بالتجاوز على حقوقهم التي كفلها الدستور بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والدينية والطائفية والسياسية”. وأضاف أن “في مقدمة هذه الحقوق الدستورية حقهم في الحياة الآمنة واختيار المكان الذي يحبون الإقامة فيه”. من جانبها قالت المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية النائبة ميسون الدملوجي إن “الدعوات البائسة لإخراج الكرد من بغداد والمناطق العربية لا تعدو كونها إرهاصات تعبر عن إرادة سيئة تهدف لتفتيت العراق” مبينة أن “الهجوم غير المبرر على الكرد أو أي شريحة من شرائح المجتمع العراقي أمر مرفوض ولا يكرس إلا التفرقة والبغضاء، ويعد انتهاكا للدستور لا يصب في وحدة العراق وشعبه”. ودعت الدملوجي “جميع القوى السياسية إلى الالتزام بوحدة شعب العراق وبالنقد البناء وقواعد العمل الديمقراطي السليم، ونبذ الخطابات المشحونة والمتشنجة”، مؤكدة أن “الحكومة الحالية ما كانت ترى النور لولا الاتفاقية التي أبرمت في أربيل، وان الكرد كانوا دوما صماما للأمان أمام الأزمات التي حلت بالعراق قبل وبعد 2003”. وحملت الدملوجي الحكومة والأجهزة الأمنية “مسؤولية حماية الكرد وجميع شرائح المجتمع العراقي من أي اعتداء يقوم به المتطرفون والقوى الخارجة عن القانون في بغداد والمناطق العربية من العراق”. وكان تنظيم (أبناء العراق الغيارى) ومليشياته (9 بدر) أمهلوا الأكراد أسبوعا لمغادرة بغداد والمناطق العربية وإلا يواجهون القتل، مما زاد من الأزمة بين بغداد وأربيل اشتعالا. وأمس الأول لوح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في مقابلة صحفية اتهامه للمالكي بالدكتاتورية، ملمحا إلى إمكانية طرح مسألة سحب الثقة منه. كما ألمح مجددا إلى استفتاء الشعب الكردي على إعلان دولة كردية. أمنيا، أصيب ضابط في الشرطة بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته لدى مرورها في منطقة العامرية غرب بغداد. كما أصيب مدنيان بالانفجار نفسه فيما لحقت أضرار مادية بإحدى عجلات الدورية. وشهدت بغداد مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين بانفجار عبوة ناسفة وضعها مجهولون داخل سيارة نقل صغيرة في منطقة الكرادة داخل وسط العاصمة. وفي محافظة أربيل بشمال العراق أصيب مدني بانفجار عبوة لاصقة وضعت في سيارته جنوب المحافظة في أول حادث من نوعه. وفي محافظة التأميم قتل مدني بهجوم مسلح نفذه مجهولون قرب منزله في منطقة بارود خانة شمال كركوك. في حين أصيب شخص إثر تعرضه لإطلاق نار وسط كربلاء. واستهدف مسلحون منزل أحمد الصافي ممثل المرجع الأعلى علي السيستاني بحي النقيب جنوب كربلاء بقنبلة مما أسفر عن أضرار مادية فقط.