تشتهر بلدة الوجيهية في محافظة ديالى بأنها معقل لتنظيم القاعدة، وما يحدث داخلها في حد ذاته قصة مروعة· متشددون يقطعون الرؤوس داخل مسجد، وعمليات ابتزاز تديرها الشرطة، وقنابل مدفونة على جانب الطريق، ونساء تقتلتهن عراقيات أيضا لكنهن انتحاريات· وعلى الرغم من تراجع أعمال العنف في أنحاء العراق بدرجة كبيرة على مدار العام المنصرم، استمرت أعمال العنف في هذه المحافظة المختلطة عرقيا ودينيا· ويقول قادة عراقيون وأميركيون إنهم عقدوا العزم على ترويضها· ويستخدمون لذلك تكتيكات جديدة تتطلب من العراقيين، الذين زادت ثقتهم بأنفسهم، الاعتماد بدرجة أقل على القوة العسكرية لحلفائهم الأميركيين· وتتعاون القوات العراقية والأميركية على السيطرة على البلدة ولكن الأعداء ما زالوا موجودين· وكشفت عمليات محافظة ديالى (بشائر الخير) أن الحرب لم تنته بعد، حيث أعاد مقاتلو القاعدة تنظيم صفوفهم في ديالى بعد أن طردوا من مناطق أخرى في العراق· ويفضلون دياليى رغم العمليات المستمرة فيها لأنهم يتحصنون في خنادق عميقة محاطة بشراك خداعية في بساتين النخيل الكثيفة· وعثرت القوات الأميركية على أنفاق تهريب السلاح وهروب المتمردين· التي كان آخرها نفق طوله 150 متراً يمتد من داخل مسجد· وحملت ميليشيات شيعية السلاح مؤخرا وازدادت قوة مع ضعف الجماعات السنية· ويقول القائد العسكري بوب مكالير من الجيش الأميركي إنهم أخلوا معظم الطرق والبلدات الرئيسية في المنطقة التابعة له بين بعقوبة والمقدادية· وقرب البلدة توجد قرية صغيرة أكد مكالير أن تنظيم القاعدة كان يسيطر عليها قبل أربعة أسابيع· وشقت القوات الأميركية طريقها الى هناك وبدأت تبني موقعا قتاليا في الثاني من أغسطس لتغلق طريقا استخدمه المقاتلون بحرية· وخلص تقرير نشره معهد دراسات الحرب في واشنطن الأسبوع الماضي عن ديالى إلى أنه من المؤكد أن القوات الأميركية أحرزت تقدماً· لكن الأهم الآن بالنسبة لها هو العمل مع العراقيين للحفاظ على هذه المكاسب· وقال مكالير ''اعتقاد الحكومة العراقية أن الإرهابيين عملاق طوله عشرة أقدام قد زال الآن·'' وأضاف إن هناك نحو ألف من أفراد الجيش والشرطة الأميركيين والعراقيين في منطقته· لكن هذا العدد سيزيد الى سبعة آلاف فرد حين تجتاح وحدات الجيش والشرطة العراقية المنطقة للسيطرة على المكاسب والبحث عن المقاتلين· ومواجهة الميليشيات والسماح للأسر بالعودة الى ديارها· ويقول العميد عادل عباس باللواء الأول من الفرقة الأولى بالجيش العراقي في حوار بالقمر الصناعي تغطي حائطا من أجل مؤتمر صحفي· وتعتبر الفرقة الأولى واحدة من أفضل الفرق في العراق· فقد هزمت المقاتلين السنة في محافظة الأنبار بغرب العراق ثم تدخلت بنجاح في وقت سابق من هذا العام في مدينة البصرة الجنوبية في معركة مطولة ضد الميليشيات الشيعية· ويوضح مكالير أن المسؤولية ستقع على عاتق عباس حين تنضم قوات من سرية أميركية الى قوة أكبر حجما مكونة من ثلاث كتائب من الجيش العراقي· والمقرر أن تتحرك من بعقوبة· وأضاف أن القوات الأميركية سترافق اللواء العراقي ''لكنها ستحذو حذوه·'' ويشدد العسكري الأميركي على أنه إذا استطاعت القوات العراقية أن تطبع في الأذهان شعورا بالأمن فسيكون هذا إنجازا أكبر من إلقاء القبض عليهم· وفي نفس الوقت يقول المرشحان الجمهوري والديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية إنهما يريدان خفض القوات بأعداد أكبر· وترغب الحكومة العراقية في انسحاب جميع القوات الأميركية القتالية عام 2010 او 2011 بموجب ''أفق زمني'' تم التفاوض عليه مع واشنطن· وهناك حاليا نحو 144 ألف جندي أميركي في العراق، أي أقل بنحو 20 ألف فرد من عدد القوات في بداية العام الحالي·