أحمد الفهيم: «تحدي أبوظبي الصحراوي» الأصعب من نوعه
يتحدث سائق الرالي الإماراتي أحمد الفهيم عن أهمية الالتزام بممارسة الرياضات الخطرة في الأماكن المخصصة لها فقط، ويدعو الشباب المتحمسين إلى مسائل التشويق في القيادة السريعة إلى توخي الحذر وعدم المجازفة بذلك على الطرقات العامة، وإنما الانخراط ضمن سباقات الرالي، مشيراً إلى أن “تحدي أبوظبي الصحراوي” كان من أبرز المحطات الرياضية في حياته.
يقول الفهيم إن «مسارات التدريب الخاصة بالراليات هي وحدها الكفيلة بتوفير إجراءات السلامة وتأمين الظروف الملائمة لعدم وقوع الأضرار غير المحمودة العواقب». ويشرح أنه عند القيام بجولات رياضية من هذا النوع، فإنه من الواجب التهيؤ لها سواء باللباس المناسب وخوذة الأمان، إضافة إلى التأكد من سلامة السيارة أو الدراجة، وسلك الدروب التي تتوافر عندها المساعدة اللوجيستية في حال الضرورة. ويعتبر أن أبرز الراليات التي شارك فيها على مدار 12 عاماً، «تحدي أبوظبي الصحراوي»، الذي وصفه بأكثر مغامرات القيادة أهمية، والسبب بحسب رأيه ما يتضمنه من مسارات مفعمة بتحديات الطبيعة وجغرافية التلال الرملية التي يقطعها.
إنجارات رياضية
كان الفهيم قد حقق نتائج متقدمة خلال مشاركته في «تحدي أبوظبي الصحراوي 2012»، الحدث الرياضي العالمي الذي تم تنظيمه الأسبوع الفائت برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية. ويحمل بطل السباقات سجلاً حافلاً بالإنجازات الرياضية على المستوى المحلي والعربي والدولي. وهو ضمن تحضيراته لـ»تحدي أبوظبي الصحراوي» كان قد شارك في «رالي أم القيوين الصحراوي»، والذي فاز فيه بالمركز الأول في أكتوبر الماضي، كما فاز بالمركز الثالث في الرالي نفسه في نوفمبر الماضي. وهو يلفت إلى أن ما يميز بين السباقات، طبيعة المكان الذي تقام فيه، واستضافتها لأسماء عالمية لها باع طويل في رياضات القيادة السريعة. وهذا برأيه ما ينطبق على الراليات التي تنظمها إمارة أبوظبي الآخذة في التقدم على المستوى الرياضي إلى حد يبهر الاتحادات الدولية.
ويذكر الفهيم، الذي بدأت مشاركاته في الراليات عام 2000، أنه يجد متعة خالصة في ممارسة هواية السرعة على الكثبان الرملية. ويعتبر أن «تحدي أبوظبي الصحراوي» الذي تستضيفه سنوياً المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، هو من أصعب السباقات وأكثرها تميزاً، كونه يمر بسلسلة متشعبة من التضاريس الحادة وسط بيئة مناخية غير مستقرة. ويشير إلى أن المرح الذي يشعر به المتسابقون أثناء تخطي المسافة المطلوبة، وهي بمعدل 500 كيلومتر يومياً، يجعلهم يتجاوزون الصعاب برحابة. ويلفت الفهيم إلى أن مشاركته ما قبل الأخيرة في «تحدي أبوظبي الصحراوي» كانت عام 2010، وذلك عن فئة الدراجات والتي أحرز فيها مركزاً متقدماً منافساً الكثيرين من المشاركين، موضحاً أنه بهدف التغيير واكتشاف الجديد قرر هذا الموسم أن يخوض تحديات أكثر إثارة عبر انتقاله من عالم الدراجات إلى عالم السيارات ذات الدفع الرباعي. ويذكر أن مثله الأعلى في هذا المجال هو بطل الراليات الإماراتي يحي بن حني الذي يتميز بقدراته الهائلة في التركيز على الوصول إلى الهدف.
5 معالم سياحية
يقول الفهيم «كنت بدأت الاستعدادات لخوض هذه المنافسة الرياضية قبل عام تقريباً، حيث قمت بتجهيز سيارتي بمبادرة شخصية من النواحي كافة، لا سيما باتباع مواصفات الأمن والسلامة وفقاً لمعايير الراليات الصحراوية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي لرياضة السيارات». ويضيف أنه يقوم بالتدريبات الذاتية بشكل متواصل خلال إجازات نهاية الأسبوع في صحراء الإمارات الواسعة، لافتاً إلى أن المشاركة في «تحدي أبوظبي الصحراوي» تعني له الكثير على صعيد شغفه بهذه الهواية التراثية. ويعرب الفهيم عن أمله بأن تشكل خبراته في هذا المجال تراكماً كافياً وخطوة أولى نحو مشاركته في المستقبل برالي باريس – داكار الدولي.
ويوضح أن «تحدي أبوظبي الصحراوي» يقطع بالعادة ما يزيد على 2000 كيلومتر من التضاريس الجغرافية الصعبة وسط مناطق صحراوية رائعة. وأنه يمر بـ 5 معالم طبيعية وسياحية فريدة في مختلف أنحاء إمارة أبوظبي، وهي «حلبة مرسى ياس»، «نادي الفرسان»، «مسجد الشيخ زايد الكبير»، «تل مرعب» ومنتجع «قصر السراب». والذي يقع في صحراء ليوا بمنطقة الربع الخالي، أحد أكبر الصحارى الرملية التي تضم عدداً من أعلى الكثبان في العالم. ويشير إلى أنه والفريق المرافق يقدر الدعم اللافت الذي قدمه المنتجع لاستضافة المشاركين في الرالي. وهو ما يعكس حرص إدارته واهتمامها بتشجيع الكوادر الوطنية، إذ أن القصر الذي ينضوي تحت إشراف شركة أبوظبي للاستثمار والتطوير السياحي، يعتبر أحد المعالم الراقية التي تلخص ملامح البيئة الصحراوية البكر في الإمارة.
تشجيع المواهب
يتحدث وائل سويد، مدير عام منتجع قصر السراب، عن فخره بدعم سائق الرالي الإماراتي أحمد الفهيم خلال مشاركته في هذا الحدث الرياضي المهم. ويقول «نحن كقائمين على منتجع صحراوي يعكس التراث والعادات الإماراتية العريقة، نعتبر أنه من واجبنا تقديم كل وسائل التشجيع للمواهب والطاقات الإماراتية الشابة وتحفيزها على التفوق في المجالات المختلفة، لا سيما الرياضية منا.
ويذكر السويد لـ «الاتحاد» أن الميزة في «تحدي أبوظبي الصحراوي» أنه يضيء على الوجهات اللافتة في الإمارة في إشارة إلى حجم التطور السياحي الذي يعم مختلف المناطق.
ويشير إلى أن هذا الحدث يشهد متابعة كبيرة، سواء من المشاركين وأطقم الدعم المرافقة لهم، أو من الجمهور المحلي والدولي عبر التغطية الإعلامية الواسعة التي تواكبه. وهو برأيه ما يسهم في إبراز المرافق العامة والمنشآت السياحية الفريدة التي تحتضنها أبوظبي. ويلفت السويد إلى ضرورة التنبه لأهمية تنظيم مثل هذه الأحداث، التي وإن كانت رياضية بالتخصص، غير أنها تحمل أكثر من رسالة اجتماعية. وهذا ما يجعل المنتجع يهتم للسنة الثالثة على التوالي بتقديم الدعم المطلوب للمساهمة في إنجاح «تحدي أبوظبي الصحراوي».
المصدر: أبوظبي