بنغازي (الاتحاد)
دخلت عملية «طوفان الكرامة»، التي أطلقها المشير خليفة حفتر، لتحرير العاصمة طرابلس الشهر الثاني، تمكنت خلالها قوات الجيش من فتح ثمانية محاور للقتال. ويرى مراقبون أن عملية الجيش الليبي لتحرير طرابلس هدفها إيجاد مخرج للأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا منذ سنوات، وذلك بسبب هيمنة بعض التشكيلات المسلحة على مؤسسات الدولة الليبية في طرابلس، وهو ما يعرقل عمل المؤسسات التي لا تستطيع ممارسة عملها بأريحية كاملة في العاصمة.
كان الجيش الوطني الليبي قد أطلق عملية عسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، في الرابع من شهر أبريل الماضي، وذلك بعد أن سيطرت قواته على مدينتي صرمان وغريان غربي البلاد.
وطالب القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، قوات الجيش بالتقدم تجاه طرابلس، وذلك للقضاء على الإرهاب والميليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليبية. وهدف الجيش الليبي، من إطلاق عملية طوفان الكرامة، هو دعم العملية السياسية في البلاد التي تعرقلها الميليشيات المسلحة المرتهنة لقوى خارجية، وهو ما أكد عليه القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، في تصريحات صحفية سابقة له. وكان وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني الليبية، فتحي باشاغا، قد أعرب عن انزعاجه من سلطة الميليشيات المسلحة التي تسيطر على طرابلس، مؤكداً أن المسلحين يسيطرون على مفاصل الدولة ومؤسساتها، ويحظون بدعم كبير من رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج.
وتسببت الميليشيات المسلحة في إحراج بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عقب توقيع التشكيلات المسلحة لاتفاق تفعيل الترتيبات الأمنية في طرابلس، بعد معارك طاحنة مع اللواء السابع المنحدر عن مدينة ترهونة أكتوبر الماضي. وفشلت حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، في تفعيل الترتيبات الأمنية الموقعة في اتفاقي الزاوية والصخيرات، وعدم قدراتها على ممارسة عملها بأريحية داخل العاصمة طرابلس، وهو ما دفع وزير داخلية حكومة الوفاق للتلويح بملاحقة المسلحين، إلا أن الأخير تحالف مع التشكيلات المسلحة التي كان ينتقدها في السابق لعرقلة عملية الجيش الليبي لتحرير طرابلس. وفشلت ليبيا على مدار السنوات الماضية في تفعيل اتفاق الصخيرات الموقع في ديسمبر 2015، ولعل أبرز بنوده التي فشلت حكومة السراج في تفعيلها هي تنفيذ الترتيبات الأمنية، والتي تقضي بحل كافة التشكيلات المسلحة وتسليم أسلحتها لمؤسسات الدولة الليبية.
وكان اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي، قد أكد أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي وافق على دخول قوات الجيش إلى طرابلس سلمياً، وذلك لتمكين حكومة الوفاق من ممارسة مهامها إلى حين تشكيل حكومة وحدة وطنية، والقضاء على سلطة التشكيلات المسلحة التي تسيطر على طرابلس. وجاءت عملية طوفان الكرامة، التي أطلقها الجيش الليبي لتحرير العاصمة بعد نداءات شعبية واسعة في طرابلس لدخول قوات الجيش، وذلك بسبب بطش الميليشيات التي تسيطر على مصارف طرابلس ومحطات الوقود، فضلاً عن ارتكابها لجرائم خطف وابتزاز ترتكب يومياً في حق سكان العاصمة.